لقب بـ quot;فتى الشاشة الأولquot;، قدم 173 فيلماً سينمائياً، وسيحتفل خلال أيام ببدء تصوير فيلمه الذي يحمل رقم 174 شكلت أفلامه علامات في تاريخ السينما العربية، بالإضافة الى مساهمته الكبيرة في القطاع المسرحي، حيث قدم مجموعة من أروع المسرحيات، والمسلسلات الدرامية.
القاهرة: شكلت أفلامه علامات في تاريخ السينما العربية، بالإضافة الى مساهمته الكبيرة في القطاع المسرحي، حيث قدم مجموعة من أروع المسرحيات، والمسلسلات الدرامية.
واستطاع أن يكون النجم الأوحد في السينما طوال فترة السبعينات، وهو الوحيد بين أبناء جيله الذي وقف أمام نجمة الشاشة العربية quot;فاتن حمامةquot; في ثلاثة أفلام.
إنه الفنان القدير محمود ياسين صاحب quot;الرصاصة لاتزال في جيبيquot;، quot;نحن لا نزرع الشوكquot;، quot;على من نطلق الرصاصquot;، quot;أغنية على الممرquot;، quot;أفواه وأرانبquot;، quot;أنف وثلاث عيونquot;، quot;ليل وقضبانquot;، quot;أذكرينيquot;، quot;أين عقليquot;، quot;الدوامةquot;، quot;ليلة مصرع جيفاراquot;، quot;سونيا والمجنونquot;، quot;الزيارة انتهتquot;، quot; قاع المدينةquot;، quot;لا يزال التحقيق مستمراًquot;.
إستقبل ياسين quot;إيلافquot; في مكتبه وكان حواراً موسعاً، تحدث فيه بكل صراحة عن أحوال السينما اليوم، وأسباب احتضار مسرح الدولة، وكيف أجبر على الإستقالة، أمله في الدراما اليوم، وببراعة الجراح، وضع يده على الجرح، وشخّص الحالة، ووصف الدواء.
ـ إسم مسلسلك الأخير quot;ماما في القسمquot; ألم تعترض على العنوان؟ بما أنه بطولة مشتركة مع الفنانة سميرة أحمد؟
دوري هو المسلسل نفسه، فأنا المحرك الرئيس للأحداث، ولا يعنيني أن يكون اسمه quot;ماما في القسمquot; أو quot;خالتي في القسمquot;، وفي الواقع إني وquot;سمورةquot; ـ يقصد سميرة أحمدـ معاً في القسم، والدليل أن أول مشهد في المسلسل يجمعنا في قسم الشرطة.
ـ كيف وجدت العمل مع سميرة أحمد وفريق العمل من الشباب؟
الحقيقة أن اختيار شخصيات العمل كان رائعاً جداً، وقدم أعضاؤه كافةأدواراً شديدة التميز، وذلك يرجع بالدرجة الأولى إلى أن النص الذي كتبه يوسف معاطي شديد التميز أيضاً ، وتقدم السيدة العظيمة سميرة أحمد دوراً أكثر من رائع، علماً أنه سبق وأن جمعتنا معاً أعمال نالت إعجاب الجميع سواء النقاد أو الجمهور، منها quot;غداً تتفتح الزهورquot;، وquot;ضد التيارquot;، بالإضافة إلى فيلمي quot;امرأة مطلقةquot; وquot;ليل وقضبانquot;، والفيلم الأخير من علامات السينما العربية، وكان خير ختام لسينما الأبيض والأسود، حيث كنت أجسد شخصية سجين في أحد السجون، بينما هي زوجة لمأمور ذلك السجن الذي جسد شخصيته الفنان الراحل محمود مرسي، وكأنها سجينة أيضاً، وأنا اعتبر أن العمل معها مريحٌ وممتعٌ جداً، وباقي فريق العمل من الشباب موهوب جداً، وعلى درجة عالية من التميز، ومن هؤلاء رانيا فريد شوقي، ياسر جلال، والمغني أحمد فهمي، والأخير شاب موهوب وقدم دوراً رائعاً.
ـ هل يمكن القول إن المسلسل يعالج قضية تدني مستوى التعليم في مصر؟
لا، ليس كذلك على وجه الدقة، فموضوع المسلسل quot;لايتquot; خفيف، بل quot;خفيف جداًquot;، ويمكن القول إنه كوميدي راقٍ، والفضل في ذلك إلى كاتبه الذي يجيد كتابة هذا النوع من النصوص، وأنا أدرك ذلك جيداً بحكم خبرتي في التمثيل، واطلاعي على نصوص لا عدّ لها، وإذا حقّق هذا المسلسل نجاحاً، فإن السبب فيه يرجع إلى المولى سبحانه وتعالى، ثم إلى يوسف معاطي، ورباب حسين المخرجة الكبيرة، بالإضافة إلى الانتاج.
ـ هناك من يرى أن المسلسل يعتبر بمثابة جزء ثان من quot;غداً تتفتح الزهورquot;، ما تعليقك؟
كان ذلك وارداً في وقت ما، خاصة بعد تحقيق quot;غداً تتفتح الزهورquot; نجاحاً كبيراً منذ نحو 25 سنة، وكانت سميرة أحمد قد عرضت علي تقديم جزء آخر مع الكاتب يوسف عوف، ولكن ذلك الإقتراح لم ير النور.
وانتهى الأمر، حتى فوجئت بها تتصل بي، وتخبرني أنها تخلت عن فكرة الجزء الثاني، وأنها حصلت على عمل جديد من الكاتب يوسف معاطي، ووجدنا أن هذا هو الوضع أو الحل الأصلح، خاصة أن كاتب الجزء الثاني توفي، لابد وأن يكون هو نفسه مؤلف الجزء الأول.
لذلك قررنا أن يكون المسلسل الجديد بعيدا تماماً عن quot;غداً تتفتح الزهورquot;.
ـ ألم يدفعك إعجابك الشديد بالكاتب يوسف معاطي للإتفاق معه على كتابة فيلم سينمائي لك، خاصة أنه قدم مع عادل إمام أفلاماً ناجحة مثل quot;السفارة في العمارةquot;؟
لا لم أتفق مع يوسف على أفلام، ومع احترامي الشديد لفيلم quot;السفارة في العمارةquot;، فهو فيلم يمكن وصفه بأنه فيلم جيد من حيث الصناعة السينمائية، ولكنه غير جيد من حيث الإبداع السينمائي، أو الإبداع الشعري في العمل، بما يؤهله للمشاركة فى المهرجانات الدولية، و لن أقدم على أي عمل سينمائي جديد إلا لو توافرت فيه عناصر الإبداع السينمائي. ومع كل الإحترام والتقدير لعادل امام صديقي وحبيبي، فإنه لم يقدم سوى عدد قليل من الأفلام التي يمكن وصفها بأنها أفلام إبداعية، منهاquot;المنسيquot;، quot;حب في الزنزانةquot;، quot; المشبوهquot;، والفيلم الأخير مأخوذ عن رواية فرنسية للممثل آلان ديلون.
في حين قدمت أنا 173 فيلماً، وسوف أبدأ في تصوير الفيلم رقم 174 خلال أيام، ليس من بينها فيلم واحد أندم عليه، واتحدى أي شخص يقول إني قدمت فيلماً هابطاً أو رديئاَ، واعترف أن ذلك يرجع إلى أني كنت محظوظاً بالعمل مع مخرجين عظماء مثل كمال الشيخ، صلاح أبو سيف، ومؤلفين وروائيين مبدعين مثل إحسان عبد القدوس، نجيب محفوظ، يوسف السباعي، محمد عبد الحليم عبد الله، أمين يوسف غراب، ورأفت الميهي.
وقدمت 13 فيلماً مأخوذاً عن 13 رواية وقصة قصيرة، ولذلك أنا شبعت سينما، وأعتبر أني أخذت حظي منها بأكثر مما أستحق، فأنا الوحيد بين أبناء جيلي الذي قدم ثلاثة أفلام مع فاتن حمامة، وأربعة أفلام مع سعاد حسني، ومثلهم مع شادية، وكل أبناء جيلي ليس من بينهم من قدم quot;لقطةquot; واحدة مع فاتن حمامة، وأنا الوحيد بين جيلي الذي تذاع له أفلام على الفضائيات بشكل شبه يومي، سواء على القنوات المصرية، أو روتانا، أوquot;أيه أر تىquot; وغيرها من القنوات العربية، واعمل حالياً في الدراما، وهي صناعة صعبة، و تتيح لي العمل بشكل أفضل، وأنا عندما أقدم مسلسلا تلفزيونيا، فكأنني أقدم 12 فيلماً سينمائياً مرة واحدة، والدراما أتاحت لي تقديم أعمال رائعة لا يمكن تقديمها من خلال السينما مثل quot;الأبلهquot; وquot; القرينquot; لدوستويفسكي.
ـ بمناسبة الحديث عن تقديمك أفلاماً مأخوذة عن روايات أدبية، في رأيك، لماذا انحسرت هذه النوعية من الأفلام في الوقت الراهن، فلم يقدم منذ سنوات سوى أعمال معدودة ترتكز على روايات منها quot;عمارة يعقوبيانquot;؟
السينما كما قال نجيب محفوظ quot;إبداع آخر غير الإبداع الروائيquot;، ويقصد بذلك فن السيناريو، التصوير، والتمثيل، ولهذا السبب كان يقول عندما يسألونه عن رأيه في فيلم مأخوذ عن رواية له، وخرج بشكل مغايرquot; لا تسألوني إلا عن روايتي، لأن ما حدث هو ابداع آخرquot;، والممثل وحده لا يصنع فيلماً، وليس مسؤولاً عنه، حتى لو كانت فاتن حمامة، لأن صناعة الفيلم تتضافر فيها مجموعة كبيرة جداً من العناصر، أهمها السيناريو، و يحبذ أن يكون عن رواية أو قصة قصيرة،لأن الفيلم مسؤولية المخرج، وبسبب الاستسهال في العمل، لا يلجأ أحد حالياً إلى الروايات لصناعة سيناريو منها، وتحويلها إلى مصنف سينمائي أو درامي، وبالمناسبة فيلم quot;عمارة يعقوبيانquot;، يدخل في اطار الفيلم المصنوع بدقة، لكنه خال من الإبداع الشعري، وهو فيلم لطيف جداً، وطويل جداً، لدرجة الملل، أحياناً أشعر أنه جارح للمشاعر، وأحياناً أشعر أنه يخاطب العقل، ورأيي أن أعظم ممثل في هذا الفيلم هو عادل إمام، يليه نور الشريف.
يتبع
التعليقات