على الرغم من الشعبيَّة الَّتي حقِّقها quot;باب الحارةquot; إلاَّ أنَّ هذا الأمر لم يردّ أقلام النُقَّاد عنه.

الرياض: وصول رسالة من quot;أبو عصامquot; السجين هرَّبها أحد زملائه السابقين، كان الحدث الأبرز في الجزء الخامس من مسلسل quot;باب الحارةquot; خلال الحلقات السابقة وهو الأمر الذي فتح التَّكهنات مجدَّدًا حول عودة الممثل عباس النوري إلى الحلقات الأخيرة من العمل .

مخرج العمل مؤمن الملا والنوري نفسه نفيا ذلك، وأكَّد الأخير أنَّه أغلق quot;باب الحارةquot; نهائيًا ولن يعود أبدًا، أما تطوّرات الحكاية في المسلسل فيؤكِّد أنَّ لا علاقة له بها ولا يعرف إلى أين ستفضي، لكن ذلك لم يمنع العمل من المحافظة على موقع الصدارة عند المشاهد السوري .

شعبيَّة العمل الَّتي تمتد على مساحة الوطن العربي أتاحت لأطفال مدينة quot;قسنطينةquot; الجزائريَّةابتكار ألعاب جديدة للتسلية تعتمد على ترديد عبارات شخصيَّة quot;النمسquot; الَّتي يؤديها الفنان مصطفى الخاني.

وذكرت صحف جزائريَّة أنَّ أطفال المدينة تأثروا بشخصيَّة quot;النمسquot; في quot;باب الحارةquot; وحرصوا على ترديد عباراته المشهورة مثل quot;حي اللهquot;، quot;وينك وينك يا ناموسةquot;، quot;أهلين بالعكيدquot;.

وفي المقابل شنَّ الروائي والكاتب السوري خليل صويلح هجومًا لاذعًا على العمل وقال في هذه الحارة الَّتي تحمل اسم quot;الضبعquot;، لا مكان للمستحيل، إذ ينتفي شرط الواقع لمصلحة أحداث خرقاء، لا تكتفي بإعادة إنتاج التَّخلف في مجمل أطروحات هذا المسلسل الذي يبيض ذهبًا لصنَّاعه، بل الضحك على الذقون أيضًا.

وأضاف صويلح أنَّ quot;أم عصامquot; أدَّت المشهد كنوع من الواجب الثقيل، ريثما تمر العاصفة، وتعود إلى يومياتها الإعتياديَّة، وخصوصاً أنَّها صبغت شعرها بلون أحمر، وتجاوزت المحنة منذ أمد طويل.

عودة quot;أبو عصامquot; إلى الجزء الخامس، قد تحدث فعلاً، وهذا ليس أمرًا مستحيلاً، فالحارة الَّتي تمكَّنت من استعادة أم جوزيف quot;جان دارك الحارةquot; من حكم الإعدام، بعمليَّة سريَّة أشرف عليها وخطِّط لها بحكمة، قهوجي الحارة quot;أبو حاتمquot;، لن يستعصي عليها استعادة بطل يقبع في سجون الأعداء، صحيح أنَّ هذه العمليَّة ستؤجل خطط quot;أبو حاتمquot; في كشف مؤامرات مأمون بك، ولكن التَّضحية من أجل بطل من هذا النوع، تتجاوز ما عداها من تضحيات.

ورأى صويلح أنَّه إذا حصلت المفاجأة فعلاً، فإن ذلك سيكون تعبيرًا صريحًا عن أعلى درجات الاستهزاء بالمشاهد، والاستخفاف بعقله في فبركة دراميَّة إضافيَّة، عمَّا جرى في الأجزاء السابقة، وهي الأجزاء الَّتي قدَّمت شهادة مزوَّرة عن البيئة الدمشقيَّة، وجرى تعميمها عربيًّا، بوصفها صورة عن التفكير السوري.

وختم الكاتب السوري مقالته بالقولبالطبع، لن نلتفت إلى ثبات الزمن في هذا العمل، فالشخصيَّات لم يطرأ عليها أي تغيُّر فيزيولوجي، بفضل الـquot;بوتوكسquot; والماكياج والأزياء، وغياب الرؤية الإخراجيَّة عن نص مشتت، يجتر أوهامًا دراميَّة، تستدعيها ساعات البث الضروريَّة والطويلة في رمضان، وسطوة المعلن، وقبل ذلك شهوات quot;الضباعquot; .

من جانبه لم يجد مسلسل quot;أبو جانتي ملك التاكسيquot; حتَّى اللحظة من يدافع عنه بين نقَّاد الدراما السوريين، فرأى أحدهم أنَّه مع تقدم حلقات المسلسل بدأت الكوميديا تنحسر وتتراجع تدريجيًّا لأسباب كثيرة أهمها تقديم شخصيَّات نمطيَّة بالمطلق- باستثناء ضيوف الحلقات - الَّتي باتت تكرر نفسها وكلامها وحركاتها ما أفقدها بريقها الذي بدأت به.

وانتقد الإعلامي السوري أنس زرزر اعتماد مخرج العمل زهير قنوع على كوميديا قائمة على التلاعب بالألفاظ بشكل أساسي، والابتعاد عن كوميديا الموقف أو المفارقات في الأحداث، فالأغنيات الَّتي يقدمها quot;أبو جانتيquot; ويعتمد فيها على الخلط بين المفردات العربيَّة مع الانكليزية باتت مكررة.

هذا ما ينطبق أيضًا على أيمن رضا في طريقة كلامه quot;ومعاكستهquot; للنساء والفتيات في السوق، وأندريه سكاف في علاقته مع محمد قنوع صاحب الشقَّة الَّتي يتورط معه في طلائها بالدهان، وفادي صبيح في طموحه باللعب كحارس مرمى في الدوري، ويبقى ضيوف الحلقات - الَّتي خصص المخرج حلقتين متتاليتين لكل واحد منهم - هم الحامل الرئيس للعمل quot; .