أكَّد الفنان السوري، زهير عبد الكريم، أنَّ الجرأة الَّتي تقدَّم في الأعمال السوريَّة هي نتيجة ما يتم تناقله من الغرب، كشيرًا في سياق آخر أنَّ الأعمال الشَّاميَّة لا تقدِّم الصورة الحقيقيَّة عن هذه البيئة.


الرياض: يحتفظ الفنان السوري، زهير عبد الكريم، بمساحةٍ خاصَّةٍ لدى المشاهد السوري كونه شارك بأعمالٍ محفورةٍ في الذاكرة سينمائيًّا وتلفزيونيًّا، إلاَّ أنَّ حضور الممثل المخضرم تراجع قليلاً في العامين الأخيرين، ليعود بقوَّةٍ في العام الحالي حيث يصوِّر عملين ويحضر للثالث، إيلاف التقت الفنان السوري وكان معه هذا الحوار.

نبدأ من مسلسلات البيئة الشَّاميَّة حيث كنت من منتقديها فما السبب ؟
هذه الأعمال قدَّمت المرأة الشَّاميَّة على أنَّها تطبخ وتنفخ وترتدي النقاب، دمشق ليست هكذا ولا أهلها هكذا، والشامي ليس الصوت الثخين والشوارب، على العكس الشامي الذي تراه بالشارع حليق الشوارب وبلا صوت، هو الشامي الكريم والشهم والقبضاي، نحن ابتعدنا عن هذا الخط، لماذا لا نقدِّم أعمالاً تظهر لنا أنسنة الشام، وعصرنتها، وروحها، وعراقتها.

يتزايد الحديث في الشَّارع الفني السوري عن فوارق الأجور بين الممثلين ما تعليقك ؟
هناك بعض الممثلين الذين أصبحوا يُعاملون كالنجوم لأنَّ بعض المراهقات أحببنهم، وكلما اشتهروا أكثر تضمر موهبتهم فيما تتوسع علاقاتهم العامَّة ويصبحون كالأخطبوط، أستغرب أنّْ تمنح بعض شركات الإنتاج عشرة مليون لممثل واحد، بينما ينال باقي الطاقم المبلغ نفسه، وهو ما سيؤثر على الدراما مستقبلاً.

ما رأيك بجرعة الجرأة الَّتي شاهدناها في المسلسلات السوريَّة العام المنصرم ؟
يأخذون من الأفلام الأميركيَّة والأوروبيَّة ويمذجونها فنرى البطلة تنجب أطفالاً خارج مؤسسة الزواج أو يعجب البطل بزوجة أخيه، هذه ليست جرأة، لا نستطيع أنّْ نطور المجتمع بهذه الطريقة، هذا دس السم في الدسم

هل ستشارك في مسلسل quot; خان الشكر quot; مع المخرج بسَّام الملا؟
لا أعرف حتَّى اللحظة.

وفي quot;الفاروقquot; الذي سيتناول سيرة الخليفة عمر؟
مخرج العمل حاتم علي أخبرني بأنَّ إحدى الأدوار لي، ولا أعرف حتَّى الآن ما هي الشَّخصيَّة الَّتي سأؤديها.

وما هي الأعمال الأخرى الَّتي سنراك بها ؟
مسلسل quot;الغفرانquot; مع حاتم علي، وquot;تعب المشوارquot; مع سيف الدين سبيعي عن نص لفادي قوشقجي، وquot;يوميَّات مدير عامquot; الجزء الثاني للمخرج زهير قنوع والكاتب خالد حيدر.

أنت من الممثلين القلائل الذين عملوا في الجزء الأوَّل لـquot;يوميَّات مدير عامquot; فهل سيقدم الجزء الثاني الإضافة المطلوبة برأيك؟
أنا بدايةً سعيد بوجود الجزء الثاني لأنَّ ما طرحه الجزء الأوَّل من مشاكل الفساد بالمؤسسات والدوائر العامَّة مازال موجودًا وبكثرةٍ، فيعود المدير العام لتشريح الحالات الجديدة، أنا سأؤدي الشَّخصيَّة ذاتها مع ملاحظة بعض التحولات الَّتي طرأت عليها، وسيقدم الجزء الثاني إضافةً لأنَّهيشكِّل علامةً كبيرةً في الدراما السوريَّة، وأحبَّه النَّاس من مختلف الفئات والأعمار.

قبل فترة قدَّمت مسرحيَّة quot;راجعينquot; من إخراج الفنان أيمن زيدان، كيف تقيِّم العمل؟
المسرحيَّة مهمَّة جدًّا وتحمل رسالةً كبيرةً والسؤال الذي تطرحه يحتاج للكثير كي نتمكن من الإجابة عليه، الشهداء إذا عادوا ماذا سنقدِّم لهم وكيف سنتعامل معهم، سؤال يرسم إشارات استفهام وتعجب كبيرة، المسرح شيء مهم، فأنت لست أمام كاميرا جامدة، أنت أمام مشاهد يتنفس ويضحك ويبتسم ويصفق ويستهجن

لكن العمل تعرض لإنتقاداتٍ واتهم بأنَّه لا يقدِّم أكثر من الفرجة الشَّعبيَّة ؟
أنّْ تقدم الفرجة الشَّعبيَّة بمدَّةٍ زمنيَّةٍ قصيرةٍ بمشهدٍ مسرحيٍّ متكاملٍ وبرسالةٍ ذات أهمية قصوى في زمننا الحالي من أصعب الأمور،فماذا تريد أكثر من ذلك .

بإيجاز ما أسباب تراجع المسرح في سوريا ؟
نعاني من أزمة كتَّاب، ومن أزمة نصوص، ومن أزمة دعم، والقائمون على المسرح لا علاقة لهم بالمسرح، أي شخص أصبح يدعي التجريب والتحديث، بإستثناء بعض الأشخاص كأيمن زيدان، وغسان مسعود، وعبد المنعم عمايري، ونضال سيجري، هؤلاء المسرح كبيتهم فيسعون للمحافظة عليه، أما الآخرون فمن أعمالهم تحس أنَّ المسرح لا يعني لهم شيئًا لا من قريب ولا من بعيد.