الدمام:إتجهت أنظار وأفكار الجميع نحو المصداقية والواقعية في الطرح، خاصة في الخليج ، الذي طالما تميز بواقعية أعماله، وبعدها عن الإسفاف، وتميزت فناناته دوماً بإحترام العادات والتقاليد،ورددن دوماًفي جميع وسائل الإعلام أنهن خليجيات، ولا يمكن أن يخدشن الحياء في أي عمل يقدمنه.
ثم بدأت قناة الـ إم بي سي (الأكثر مشاهدة في دول الخليج خاصة والعالم العربي عامة) بعرض البرنامج الواقعى (هو وهي) الذي يدور حوليوميات حياة الزوجين quot;أسيل عمرانquot; وquot;خالد الشاعرquot;، الأمر الذي جعل البعض يشككون في مصداقية هذا الصرح الإعلامي الضخم، ووضع علامة إستفهام كبيرة وبالخط العريض تطرح سؤالاً هاماً: ما الهدف من هذا البرنامج؟
وهذا السؤال ردده الكثيرون، وحاولوا أن يجدوا له إجابة من خلال متابعة البرنامج، ولكنهم لم يعثروا على إجابة على هذا السؤال أو غيره من الأسئلة التي تحضر الى ذهنك فور مشاهدة البرنامج ، فتحاول أن تميز ما إذا كان برنامجًا واقعيًا، أم نصًا مكتوبًا؟
فهو لا يمكن أن يوصف بالواقعية لأنه بعيــد كل البعد عنها، فالكاميرا تتحرك كيفما يشاء الزوجان السعيدان.
وبرر الزوجان الفائدة من العمل بأنها quot;تعريف المشاهدين بالمشاكل الزوجية حتى يستطيعوا حلهاquot;.. ولكن العمل يسير بطريقة سطحية تبتعد عن المشاكل العادية التي يقابلها أي زوجين، فضلًا عن المشاهد العديدة من الأحضان، والقبلات، والشيشة التي تشربها الزوجة مع زوجها!! فأي قيم وأي مشاكل تلك التي يعبرون عنها ويسعونلحلها؟
يرىكثر أن العمل لايعبر عن الأسرة الخليجية البتة، فقد رأينا أعلام الدراما الخليجية وهم فنانات محترمات ظهرن بصورة تليق بهن كالقديرة سعاد عبدالله، ورفيقة دربها حياة الفهد، وهن يقدمن صورة الزوجة والأم الخليجية الحقيقية، التي لا يسمح لها زوجها بالظهور بطريقة غير لائقة، أو جارحة، وظهرن جميعًا وهن يحافظن على ألفاظهن.
أما في (هو وهي) حاولت اسيل عمران ومعها زوجها خالد الشاعر أن يستعرضا فصول حياتهما الزوجية بصورة غير مقنعة للمشاهد الخليجى!! فهما يرسمان صورة غير طبيعية عن الحياة الزوجية، وبعيدة عن الواقع الذى تعيشه الأسر وتعانيه كل يوم، فهو لايعبر عنهم ولا يعبر عن أي أحد!
ولم يخف خالد الشاعر استياءه من هؤلاء الذين ينتقدون العمل، مؤكدًا أنه لن يعرض الفضائح في حياة الزوجين، ولكنه يحاول التوصل لسبل الحل، والمشاكل التي تتعرض لها الزيجات.
وتعتبر هذه هي التجربة الأولى من نوعها للدراما الواقعية الخليجية، وهي مصنوعة وفقاًلقالب quot;مستوردquot; بعيد عن عاداتنا وتقاليدنا الخليجية التي تعودنا عليها، وهي استقطاب لظواهر أجنبية نجحت هناك لأنها لم تخالف معتقداتهم في كشف عورة البيت، وحرمة الأزواج، لكن الأمر يختلف كثيرًا عند العرب المسلمين خاصة، الذين يغارون على حرمتهم وحرمة زوجاتهم.. ولهذا السبب لابد من الإجابة على السؤال الذى طرحناه سابقًا : ماذا يقدم (هو وهي) في الحقيقة؟ وما الهدف من وراءه؟
في إعتقادنا لا شيء سوىالتسلية المفرغة من أي مضمون...والتي تفتح المجال أمام وسائل الإعلام لخرق خصوصية المشاهير أولاً، والأسرة العربية ثانياً إرضاءً لحشرية المشاهد، وسعياً لتحقيق نسب المشاهدة لإستقطاب المعلنين، علىحساب المضمون الإعلامي الرصين والبناء، والمؤثرفي الأجيال المستقبلية، والبعيد عن أي صيغة إبداعية، أو قيمة فنية حقيقية.
التعليقات