في حوار فني سياسي مع الفنانة المصريَّة، علا غانم، تحدَّثت عن تقييمها للثورة المصريَّة وسبب ابتعادها عن الدراما هذا العام.


القاهرة: صرحت الفنانة المصرية، علا غانم، بأن سبب ابتعادها عن الدراما الرمضانية هذا العام هو عدم عثورها على النص الجيد الذي تعود به بعد نجاحها في مسلسل quot;العارquot; الذي عرض في رمضان الماضي، مؤكدة أنها قررت الانتظار للعام المقبل حتى تعود الى الدراما، وباركت علا في حوارها مع quot;إيلافquot; الحزب الجديد لجماعة الاخوان المسلمين الذي تم الإعلان عنه، معتبرة أن الإنجاز الوحيد الذي تحقق من الثورة حتى الان هو الاعتراف بهم.

كيف ترين التلفزيون المصري الان؟
التلفزيون المصري تغير كثيراً ليس عن أيام الثورة فحسب وإنما عن كل ما سبق، وأصبح تلفزيونا مصريا بجد، ينقل ما يحدث في الشارع ولا يتحدث بلسان الحكومة عن طريق رسائل موجهة بطرق غير مباشرة، أعتقد أن التحول في التلفزيون المصري سينعكس على السينما والدراما.

كيف؟
بعد الثورة ستكون هناك حرية للسينما بمعنى أنه من حقي أن أطرح اي موضوع في حدود الرقابة لأنني في النهاية أعيش في مجتمع شرقي ولا يجب أن أخدش حياء المشاهد، وأعتقد أن الثورة جعلتنا ندرك أن صناعة السينما والدراما تدر دخلاً كبيراً جداً على مصر لذا لابد من الاهتمام بها خلال الفترة القادمة.

ألا ترين أن تمسكك بالرقابة أمر مستغرب نسبياً، ولاسيما أنك من الفنانات الأكثر جدلاً مع الرقابة، وكثيراً ما قامت بحذف ورفض العديد من الأعمال التي كنت بطلتها؟
أؤيد بقاء الرقابة لأنها مع الممثل وفي صالحه وليس ضده وتحافظ عليه، صحيح أنها احياناً تكون متشددة في بعض المواقف لكن في النهاية هي تحكم وفقاً لسقف معين، لذا أرفض إلغاءها.

ما معنى أنها تحافظ عليك ؟
الرقابة أحياناً تنفذ رغبة لا يكون الممثل يريد التصريح بها للمخرج، مثلاًهناك مشاهد لا تكون لدي رغبة في أدائها لكن التزامي بالعمل ورغبتي في أن تكون طلباتي محدودة تدفعني الى القيام بها، لذا عندما تأتي الرقابة وتحذف المشاهد التي لا أريدها، تكون قد خففت العبء الملقى على عاتقي.

لماذا ابتعدت عن الدراما الرمضانية هذا العام؟
لم أجد أي عمل درامي يجذبني ويشدني مثل quot;العارquot; لذا فضلت الانتظار للعام المقبل لأنني لا يمكن أن أقبل بعمل أقل في المستوى لاسيما بعد نجاحه الكبير في رمضان الماضي.

والسينما؟
حتى الان لا يوجد عمل جديد، كما تعرف الحياة الفنية في الوقت الحالي متوقفة، كان من المفترض أن أبدأ تصوير فيلم نهاية يناير الماضي لكنه تأجل لأجل غير مسمى لأن موضوع الفيلم بعيد عما يحدث خلال الفترة الحالية.

هل ترين أن الثورة حققت أهدافها؟
حتى الان نحن نعيش في مرحلة انتقالية، ولا نستطيع أن نقول ذلك لأننا ما زلنا في البداية وبدأنا مرحلة نحتاج فيها الى مجهود عقلي كبير لإعادة بناء البلد، وأن نكون على قدر المسؤولية لبناء نظام جديد، لأن مطلب الثورة بإسقاط النظام تحقق، وحتى الان لا يوجد نظام وإنما توجد همجية بين الأفراد، وأصبح المواطنون يتعاملون مع بعضهم بعضابشكل عنيف جداً ومبالغ فيه، في رأيي أهم شيء في الوقت الحالي أن نثور على أنفسنا وأن نتغير من داخلنا لأننا لو فشلنا في ذلك للأسف ستكون فشلت الثورة في تحقيق هدفها، نجاح الثورة وتحقيقها أهدافها مرتبط بإتمام المرحلة الانتقالية وانتخاب رئيس جديد يومها نهنئه على ذلك.

كيف ترين تحركات جماعة الأخوان على الساحة السياسية في الثورة؟
أعتقد أن الإنجاز الوحيد الذي تحقق حتى الان للثورة هو أن الأخوان أصبح معترفًا بهم سياسياً، وهو ما ينادون به منذ سنوات طويلة، ومن خلال متابعتي الأحاديث واللقاءات التي تذاع في التلفزيون عرفت أن الجماعة قامت بتأسيس حزب جديد، ومن خلال quot;إيلافquot; أبارك لهم الحزب الجديد وأؤكد أن لدي قناعة تامة بأن الأخوان سيأتون الى السلطة وسيكون لهم مرشح في الانتخابات الرئاسية.

لكن ثمة تأكيدات من قبل عدة قيادات أخوانية بأنهم لا يطمحون الى السلطة وأنه لن يكون لهم أي مرشح في انتخابات الرئاسة أو أغلبية برلمانية؟
أعتقد أنهم سيأتون وإن كان المرشح ليس في الانتخابات المقبلة فسيكون في الانتخابات التي تليها، في النهاية المرشح يأتي بالانتخاب من الشعب وهذه النقطة محسومة لكن علينا أن ندقق جيداً في اختيار الرئيس المقبل لمصر لأنه سيكون عليه عبء كبير أبرزه إخراج مصر مما هي عليه الان.

من ستؤيدين في انتخابات الرئاسة؟
حتى الان استمع الى أسماء متعددة لكن هي نفسها الأسماء المعروضة على الرأي العام من قبل الثورة، الدكتور أيمن نور، والدكتور محمد البرادعي، والسيد عمرو موسى، كلها أسماء جديرة بالثقة والاحترام لكني بحاجة الى الاستماع الى برنامجهم الانتخابي للحكم عليه، وتحقيق الديمقراطية أن يكون هناك ثمانية مرشحين أو أكثر في الانتخابات يبقى منهما اثنان في جولة الإعادة يكون أحدهما الرئيس لذا اعتقد أننا بحاجة الى أن تكون هناك حملات انتخابية للمرشحين لمدة شهرين على الأقل حتى نسمع كلا منهم ونختار الأصلح لهذا المنصب من وجهة نظرنا، السيد عمرو موسى أكنّ له كل احترام وتقدير ولكن في منصبه كأمين عام لجامعة الدول العربية لكني الآن بحاجة الى سماع برنامجه الانتخابي حتى اتمكن من الحكم عليهوإن كانيصلح لمنصب الرئيس أم لا، كذلك الدكتور البرادعي وغيره من الشخصيات التي نفخر بأنها شخصيات مصرية، هناك برامج مختلفة لإصلاح مصر من الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق والدكتور أحمد زويل وهذه البرامج على الرئيس القادم أن ينفذها لأنها ستساعد على نهضة البلاد.

هل ترين أن التعديلات الدستورية التي تمت مناسبة لاختيار رئيس جديد يحظى بثقة شعبية؟
الحقيقة أصبت بالإحباط بعد قراءة التعديلات الدستورية الجديدة، وطلبها 30 الف توقيع من كل شخص يريد الترشح الى انتخابات الرئاسة وهو أمر صعب على أشخاص كثيرين لكن أعتقد أن أي شخص إذا ظهر في البرامج التلفزيونية وعرض برنامجه الانتخابي ربما يكون قادراً على جمع التوقيعات اللازمة.