بغداد:أكد الفنان العراقي، ليث البغدادي، أن المشكلة الحقيقية ليست في إنتاج الاغاني بل في عملية تسويقها، مشيراً الى أن ما يحدث الآن في عالم الغناء ما هو إلا تلوث صوتي.

وقال البغدادي، الذي هو أحد الأصوات المميزة التي ظهرت على الساحة الغنائية أواسط التسعينيات، ولفت الإنتباه اليه بالأغنيات التي يقدمها : انا حاليا في معهد الدراسات الموسيقية أمتهن تدريس مادة الصولفيج وآلة العود واتابع دراستي في كلية الفنون الجميلة لانني تركتها في زمان ما، لأسباب خاصة، ونحن في طور تطوير المعهد لانه الان ينهض من جديد بكادر جديد بشخصيات كفوءة .

واضاف الذي هو من جيل عايد المنشد وبدأ عام 1996 في الاذاعة والتلفزيون : نحن نعاني من عدم وجود شركات الانتاج ، وحينما تتوفر شركات الانتاج في العراق يتقدم الاكاديمي وتكون هنالك لجنة خاصة بفحص الاصوات ، الذي يحدث الان حسب وجة نظري الشخصي انا اسميه (التلوث الصوتي) وهذا التلوث مسؤول عليه الاكاديميون لكننا لا نستطيع ان نفعل شيئا طالما لاتوجد شركات انتاج في العراق ، وجميعنا نتذكر ان اخر شركة انتاج كانت شركة بابل التي انتهت عام 1990.

وأوضح : لم اعتزل الغناء ولكنني اقدم الموشحات والقصائد في المهرجانات التي تقيمها دائرة الفنون الموسيقية ، او عزف منفرد على العود ، اعمل امسيات قليلة حدث نضوج نحو الافضل بعد يكتمل نضوج الفنان ويستطيع ان يميز بين الاداء الوهمي الذي كان يسلكه والاداء الحقيقي الذي كلما اكتمل بناؤه ستحصل على ثمرة بقدر الذي بنيته بشكل حقيقي ، فكان في زمان ما كان لنا انتاج واعمال واغاني ، الزمن تحول صارت وجوه جديدة لا ترغب في اللون الذي نغنيه صارت اذاعات كثيرة ، ومخرجون كثيرون وكل شيء تغير ، ونحن لا نستطيع ان ننزل الى مستوى الغناء الحالي الذي هو تهريج.

وتابع : اخر اغنية ظهرت لي في تلفزيون العراق (اسهر مع عودي) عام 2003 ومنذ ذلك الحين لم اقدم اي شيء ، والسبب في انني سأنتج على حسابي الخاص ومن تعبك وتجهد نفسك ، ولكن الى اين تعطيها لكي يثها ، الان الاذاعات الموجودة جيدة وانا فخور بها ولكنها كثيرة من سيلتزمك ، من الممكن ان اغني في الفضايات في ظل اللقاءات التلفزيونية فقط .

وقال البغدادي ايضا : طموحي ان اعمل امسيات ، وان انتج لنفسي، لكن المشكلة ليس في ان تنتج لنفسك ولكن لمن تسوق ، ليس من الصعب تصوير اغنية ، من الممكن في اي مكان جميل وتصور وتغني مع الكيتار او العود ولكنها لن تسوق لان ما احصل عليه لا يثريني ولكنه قيمة معنوية مقابل جهد قدمته .

وفي ختام حديثه قال : اسعى حاليا الى ان اسجل اغنية ، انا وضعت نقطة بداية بنضوج والساحة مليئة بالاصوات الدخيلة ولكنها لا تبقى ، ومن الممكن ان تستفيد من الماضي ونتذكر الاغنيات التي بقيت منذ الستينيات والسبعينيات