بكرم الضيافة اللبنانيَّة، إستقبلنا خريج ستار أكاديمي، إفرام سلامة، في منزله في زكريت لإجراء حوارٍ معه، تحدَّث من خلاله عن تجربته في quot;ستار أكاديميquot;، وحيثيَّات خروجه، وعلاقته بالطلاب الباقين، كما تحدَّث عن أحلامه وطموحاته، في حديثٍ خاصٍّ لـquot;إيلافquot;.


بيروت: شاب لبناني مفتخرٌ بجنسيته، عمره 22 عامًا، يتابع دراسته في مجال الطوبوغرافيا، توفي والده عندما كان في شهره الثالث، تربى مع جدِّه وأخواله، يهوى الموسيقى والعزف على العود، يسعى إلى إعادة بناء بيت والده في قريته quot;كفرذبيانquot;، الذي يعتبره الذكرى الوحيدة منه، إشترك في برنامج quot;ستار أكاديميquot;، وإستطاع أنّْ يثبت نفسه، تميَّز باللون الجبلي والطرب الشَّعبي، غنى للفنان ملحم بركات، فأثر قلوب اللبنانيين، عُرِف برفعة أخلاقه، فكان مثالاً عن الشَّاب اللبناني المثقَّف والمهذَّب، إنَّه خريج ستار أكاديمي إفرام سلامة.

لماذا قرَّرت المشاركة في quot;ستار أكاديميquot;؟
إشتركت في البرنامج بعدما أصرَّت والدتي عليَّ لتقديم طلب، علمًا أنني لم أكن مقتنعًا بهذه التَّجربة، لأني لم أكن مؤمنًا بإمكانيَّة قبولي، وكنت أظن أنّْ دخول الطلاب مرهونٌ بمصالح وحسابات معيَّنة، ولكنني عدت وأقدمت على التجربة بسبب إلحاحها عليَّ، بإعتبار أنني لن أخسر شيئًا من المحاولة، فكان ذلك، وعندما إتصلوا بي ليخبروني أنَّني تأهلت، وأنَّه يجب عليَّ الخضوع للكاستينغ للمرَّة ثانية، صدمت كثيرًا، ولم أخبر أحدًا حتَّى تمَّ قبولي نهائيًّا، حيث تأكَّدت أنَّ لا وسائط خصوصًا أنني لا أملك سوى ما أعطاني إيَّاه ربي من نعمٍ.

من الواضح أنَّك من الطلاب الذين كانوا يتمتعون بصيتٍ حسنٍ داخل الأكاديميَّة، ولم تطالك الشَّائعات كغيرك من الطلاب؟
كانت التَّجربة جميلة، وأوَّل شرط وضعته على نفسي قبل دخولي إلى الأكاديميَّة هو أنّْ لا أخوض في علاقات غراميَّة، وأنّْ أبقى على طبيعتي، وأتصرَّف كما أتصرَّف في منزلي، فنحن نعلم أنَّنا تحتمراقبة الكاميرات 24 ساعة في اليوم، وعلى النَّاس أنّْ تتعرَّف إلينا كما نحن، ومن الطبيعي أنّْ أكون كما أنا، وأنّْ لا أمثِّل، لأنَّي لن أقوى على التمثيل كثيرًا، وكل شيء سيتضح مع الوقت، كما أنَّني على علمٍ أنني أمثِّل بلدي، ومن واجبي أنّْ أحترم نفسي أمام المشاهدين، كما إنني شاركت في البرنامج لأصنع مستقبلاً لنفسي، وليس quot;لطق الحنكquot; (أي التسلية وتضييع والوقت).

كيف تقوّم هذه التجربة، بماذا أفادتك وكيف أضرتك؟ وبماذا تصفها؟
لطالما كنت أحلم بالنوم على سرير صديقي العزيز، رامي الشمالي، الذي حمَّسته كثيرًا للدخول إلى الأكاديمي والمشاركة في البرنامج، فنحن كنا من أعز الأصدقاء في الكونسرفتوار وفي الجامعة، ولدينا الكثير من الروابط المشتركة، فنحن مؤمنان ونصلّي كثيرًا، ولست نادمًا على هذه التجربة، بالعكس لقد أضافت إليّ الكثير، وحقَّقت في ثلاثة أشهر ما قد لا أحقِّقه في عشرين عامًا.

ولربما أضرتني من ناحية خروجي، فشعرت بقهر النَّاس والمحبين، ولكنني أحب القول إنَّها لعبة، وأود أنّْ أشكر كل من صوَّت لي، ولكن يجب أنّْ لا ننسى أنَّ هناك العديد من العوامل الَّتي تؤثِّر على بقاء أو خروج أي مشترك، أهمها كثافة سكان بعض البلاد والأوضاع المعيشيَّة، وغيرها. أمَّا بالنسبة إلى تصويت الطلاب فأنا أحترم رأي الجميع، ولم أطلب من أحد أو أضغط على أحد لكي يصوِّت لي، ولم أستخدم تلك الطريقة، فكل طالب حرٌّ في خياره.

من هم الطلاب الأقرب إليك، ومن هم الأبعد عن شخصيَّتك؟
حسام وسارة وياسمين كانوا الطلاب الأقرب إليَّ، ومع أنَّ سارة لم تصوِّت لي، إلَّا أنَّني أحبُّها كثيرًا، وطبعًا لن أسمح لها بأنّْ تخاطر بمستقبلها في بلدها لكي تصوِّت لي ضد محمد دقدوق. أمَّا بالنسبة إلى حسام فهو صديق عزيز، وكذلك ياسمين الَّتي تمتلك صوتًا رائعًا، ومن المفترض أنّْ تأتي قريبًا إلى لبنان.

لا يوجد من هو بعيدٌ عني، ولكن من الطبيعي أنّْ تكون هناك عقليَّات مختلفة وطرق تفكير متباعدة بيني وبين بعض الأشخاص، إلَّا أنني أحترم وأقدِّر الجميع.

لمن تتوقَّع الفوز؟
أرى أنَّ اللقب هذا العام سيكون من نصيب نسمة.

ما هي الإطلالة المفضَّلة عندك، ومع من كنت تحب الغناء ولم تسنح لك الفرصة؟
أحببت جميع إطلالاتي، والغناء مع كل النجوم، ولكن المفضَّلة كانت عندماقدَّمت مع النجم اللبناني، عاصي الحلاني، أغنية quot;أنا لبنانيquot;، وذلك لأنني كنت أغني نفسي، وكان الإنفعال ظاهرًا عليَّ، ولا أندم على ذلك، لأنني فخور بلبنانيتي.

هل تظن أنَّ الطلاب اللبنانيين يظلمون في هذا النوع من البرامج الَّتي تعتمد على التَّصويت، وهل ترى أنَّ هناك لعبةً ما تحاك ضدهم لأنَّهم لا يوفرون نسب تصويت مرتفعة، وبالتَّالي أرباحًا كغيرهم من الطلاب؟
لا يمكننا قول ذلك، لأنَّ كل من يدخل إلى الأكاديميَّة مستفيد من الشُّهرة القياسيَّة الَّتي يحقِّقها في فترةٍ قصيرةٍ، وأنا عندما خرجت حزنت طبعًا، لأنني إعتدت على أجواء الأكاديمي، ولكنني لم أبك، فمنذ دخولي وضعت في حساباتي إمكانيَّة خروجي في أي وقت، كما إنَّ هناك أصوات غير لبنانيَّة كثيرة كانت تستحق البقاء، وخرجب قبلي حتَّى، مثل ياسمين من المغرب، الَّتي أعجبت بصوتها من البداية، وفي كل لعبة هناك رابحٌ وخاسرٌ ومظلومٌ.

يلاحظ أنَّه في البداية لم تكن تعط فرصة الظهور، وكانتمعظم مشاركاتك تقتصر على ثوانٍ من الغناء، ثمَّ تبدلت المعادلة، كيف تفسِّر هذا التبدل؟
دائمًا ما كنت أقول إنَّه ولو أعطيت عشر ثوانٍ للظهور، كان من واجبي أنّْ أقدِّم كل ما عندي وأثبت نفسي من خلالها، وصعدت السلم درجةً درجةً، والآن لديَّ مسؤوليَّة كبيرة تجاه العالم الَّتي صوَّتت لي، وأحبتني، وإكتشفت ذلك عند خروجي من الأكاديميَّة، وكم الأناس الذين يتصلون بي ويزوروني يوميًّا، ودائمًا ما أقول لوالدتي إنني مازلت أعيش في الحلم الذي أوصلني إليه quot;ستار أكاديميquot;، كل ما يمكنني إضافته هو أنَّ البلدانالَّتي تقدِّمنسب تصويت أقل من غيرها يمكنها أنّْ تربح محبَّة العالم، لذلك قرَّرت الإكمال في هذه المسيرة.

ما هي المشاريع الَّتي تحضِّر لها حاليًا، وهل أنت قادرٌ على خوض غمار هذه التجربة في ظل التكاليف الإنتاجيَّة المرتفعة؟
بدايةً أحضِّر لتسجيل وإطلاق ترتيلة (أغنية دينيَّة) وهذا نذرٌ عليَّ للعذراء والسيِّد المسيح، وستصدر قريبًا.

أمَّا على الصعيد الفني، فالأمر يحتاج دراسةٍ معمَّقة، هناك العديد من الأغاني الَّتي عرضت عليَّ ولكني أحتاج دعمًا إنتاجيًا، وأنا بإنتظار العرض المناسب، على أمل صعود السلم بتأنٍ.

كلمة أخيرة
أشكر quot;إيلافquot; وكل الصحافة على إهتمامها ودعمها لي، وأشكر أهلي وأخوالي وعائلتي على رعايتهم لي ووقوفهم إلى جانبي، وأخصّ أمي بالشكر، فهي المحفز الأوَّل لي، وأقول لها إنَّ كل ما قمت به كان لأجلها، لكي يأتي اليوم الذي ترفع رأسها فخرًا بي، كما أهدي كل ما حقَّقته إلى روح أبي، وجدي الذي رباني، ولروح صديقي رامي الشمالي، كما أشكر كل شخص وقف إلى جانبي ودعمني وصوَّت لي من لبنان والعالم العربي، وأقول للمعجبين إنَّهم بالنسبة إليّ مجموعة جديدة من الأصدقاء وأنا أعتز بهم.