القاهرة: أكدت الفنانة تيسير فهمي أنها كانت تهتم في أعمالها الفنية بحال المصرين المهاجرين بالخارج لأنها شريحة مهمة للغاية ولها مشاكلها الخاصة التي لابد أن يهتم بها الفن العربي ويناقشها، وقالت في حوارها مع (إيلاف ) أن المناخ العام قبل ذلك لم يسمح لها بالمشاركة السياسية الفعالة لأن مصر كان يحكمها حزب وحكومة فاسدة، لذلك قررت أن تنشر آرائها السياسية من خلال أعمالها التي تحدثت فيها عن الفساد، والرشوة، والسرقة وغيرها من الأعمال المخالفة للقانون.
في البداية نود أن نعرف منكِ لماذا وجدنا في مسلسل ( الهاربة 2 ) أهتماماً بالشؤون الداخلية في مصر على الرغم من أن أعمالك في الفترة الأخيرة تهتم بأميركا والمهاجرين ؟
لا أحب هذا التصنيف فأنا أهتم بمشاكل المصريين وليس الأميركان، سواء كانوا بالداخل أو بالخارج، فكلنا مصريون ونكمل بعضنا البعض، ثم أن الكثيرين يعتقدون أن من بالخارج ليس لديه أي مشكلات، وهذا كلام غير صحيح بالمرة، فهناك أزمات لا حصر لها يتعرض لها المغتربون، وفي مسلسل الهاربة الجزء الثاني أردت أن أربط المشاكل الداخلية، بالتدخل الأجنبي، وتهريب الأموال للخارج، ومشاكل الشباب المصري، وأعتقد أنني نجحت في ذلك
وما هو السبب في أنكِ تهتمين كثيراً بحال المصري في الخارج ؟
من خلال إحتكاكي بالمهاجرين وجدت أن الجيل الجديد الذي يولد وينشأ خارج بلده يكون دائماً إنتماءه للمكان الذي ولد وتربى فيه، ولا يعرف كثيراً عن بلده الأصلي، في الوقت الذي يحتاجه فيه بلده، بعلمه، وماله، فأردت أن أشعر هؤلاء الشباب أننا نهتم بهم، ونريدهم في بلدهم، ونهتم بمشاكلهم، لأنهم أبناؤنا بالفعل.
ولماذا لم يحقق العمل النجاح الكبير كما كنت تتوقعين ؟
الحمد لله العمل حقق نجاحاً جيداً للغاية، وقد أتصل بي كثير من النقاد والصحافيين، وأيضاً الزملاء، وأشادوا بالعمل، فالمسلسل به رسالة ويناقش مشاكل حقيقية، وليس عملاً مثل الأعمال التي نراها تعتمد على الإثارة بكل أنواعها، وعلى الرغم من ذلك وفي هذا الوقت، لم أكن مهتمة بشكل كبير بمعرفة ردود أفعال الناس على المسلسل لأنني مشغولة بأشياء أهم من ذلك بكثير.
نراك قد ابتعدت قليلاً عن الفن وحولت أهتمامك نحو السياسة فهل هذا مؤشر على إعتزالك وتفرغك للعمل السياسي ؟
في هذه الفترة بالفعل قلبي كله، ومجهودي كله مع مصر، ولصالح الجانب السياسي المصري، ولكن هذا ليس دليلاً على اعتزالي الفن، فعلى الرغم من اهتمامي بالسياسة الآن، عرض لي عمل درامي هذا العام، ولكن إذا تعارض عملي الفني مع نشاطي السياسي سأتفرغ للسياسة، وأقوم بتأجيل كل أعمالي الفنية من أجل مصر.
الكثير يتساءل أين كنت قبل الثورة ولماذا لم نركِ على الساحة السياسة مثل الآن ؟
أولاً المناخ السياسي في ذلك الوقت لم يكن يسمح لأي أحد أن يتحدث أو يتدخل، والذي يتدخل دائماً يكون مصيره سيء للغاية، لأن مصر كان يحكمها حزب فاسد، ولصوص كبار، والدليل على كلامي أن كل الأحزاب التي كانت موجودة على الساحة لم تكن مؤثرة ولم يكن لها أي صدى.
وهل هذا مبرر لبعدك عن هذا الوسط وعدم المشاركة فيه ؟
أنا لم أبتعد بشكل كبير، ولكني كنت أنشر آرائي السياسية من خلال أعمالي التي كنت أتحدث فيها عن الفساد، والسرقة، والرشوة، والمشاكل التي تغرق فيها البلد، ثم أنني أردت أن أكون عملية أكثر من ذلك، فقمت بصب مجهودي في العمل الخيري والإنساني، وبالطبع هذا العمل لا يجوز معه الحديث في الإعلام ، وعندما وجدت المناخ مناسب للعمل والمشاركة السياسية لم أتأخر.
وما هو أكبر دافع للمشاركة بهذا الشكل الكبير في الثورة المصرية ؟
الشباب هم أكبر دافع لنزولي الشارع، فأنا لم يكن لي مطالب شخصية، ومبارك لم يؤذني بشكل شخصي، ولم يأخذ من فمي لقمة العيش، فأنا فنانة وليس عندي أي مشكلات مادية أو إجتماعية. ولكن أنا عضوة في مجتمع مسلوبة كل حقوقه، ومظلوم-حتى وإن لم يقع علىَ الظلم بشكل شخصي لابد أيضاً أن أشارك وأثور وهذا حقي - لذلك أقول وأكرر أنا لم أركب الموجة، ولم أستغل الظروف، ولم يكن لي مطالب شخصية، وإنما شاركت من أجل بلدي، ومن أجل الشباب، وهذا أكبر دليل على أنني لم أكن مختفية من قبل ومبتعدة عن السياسة.
هل كنت تتوقعين نجاح ثورة الشباب وكل ما حدث من نتائج ؟
بكل أمانة كنت فاقدة الثقة بالشباب تماماً لأني كنت أراهم مستسلمين للواقع وللظروف، ومتواجدون على المقاهي والكافيهات، وعلى الفيس بوك بشكل مستمر، ولم أتوقع أنهم من الممكن ان يقوموا بثورة وتنجح، ولكن بالتأكيد فكرتي تغيرت بشكل نهائي منذ اللحظة الأولى للثورة يوم 25 يناير، لذلك نزلت الشارع من البداية، وتأكدت أن هذا الشباب عظيم، وأننا نحن جيل الكبار المتخاذلين أو الفاقدين الأمل، وبالنسبة لما حدث من نتائج فأنا لم أكن أتوقعها لكن كنت أحلم أن تتحقق
هل من الممكن أن نرى عملاً من تأليفك وبطولتك حول مشاهداتكأثناء الثورة ؟
بالفعل هناك عمل عن الثورة بعنوان( في الميدان ) ولكن ليس من تأليفي أنما من تأليف محمد سمير مبروك، والحديث عنه سابق لأوانه، لأنه في مرحلة الكتابة، وعلى فكرة العمل لم أعرف حتى الآن الدور الذي سأجسده، ولا مانع عندي من أن أظهر كضيفة شرف في مشهد واحد إن كان عن الثورة.
لماذا قررت أن إنشاء حزب سياسي تحت عنوان (المساواة والتنمية ) ؟
أحب أن يكون هناك نظام في كل الأمور خاصة في المشاركة السياسية، وعندما أردت أن أشارك في العمل السياسي، أحببت أن يكون من خلال قناة شرعية، لذلك قمت بتأسيس حزب المساواة والتنمية من أجل خلق مناخ ديمقراطي يهدف للمساواة في توزيع الحقوق بين المصرين جميعاً دون تفرقة، والنهوض بالمجتمع والعمل على تنميته.
وهل وجود عدد كبير من الأحزاب في مصر يعتبر ظاهرة صحية ؟
أنا مع وجود أكبر عدد من الأحزاب لأسباب كثيرة منها أنه سيكون هناك نظام في الوسط السياسي، بالإضافة إلى ضمان عدم وجود ديكتاتورية من الحكومة أو من الحزب الحاكم، لأنه ستكون هناك جبهة سياسية قوية تسمى الأحزاب، كما أنه سيضمن النقاش المنظم والموضوعي لكل جبهة معارضة للحكومة.
وما هي الفئة أو الشريحة التي يقصدها الحزب ؟
الحزب لا يقصد شريحة معينة، فنحن نفتح باب الحزب للمسلم والمسيحي، وللمحجبة والمنقبة، وللغني وللفقير، وسوف يفعل دور الشباب أكثر من ذلك، وسيكون كل مرشحيه سواء لمجلس الشعب أو الشورى أو غيرها من المناصب السياسية من الشباب.
وما هي الأهداف الرئيسية للحزب ؟
الحزب أسمه المساوة والتنمية وأهم أهدافه المساواة بين الرجل والمرأة، وبين كل أفراد المجتمع في الدخل وفي مستوى المعيشة، وضمان حياة آدمية للمصريين، وأيضاً الإهتمام بتنمية الموارد الإقتصادية والبشرية.
ومن هم الفنانين المشاركين في الحزب ؟
حتى الآن لم أطلب من فنان أو فنانة الإنضمام للحزب، ولم يشترك حتى الآن أي فنان، فنحن نقوم بدعوة عامة للحزب، ومن يرغب أن ينضم أهلاً به سواء كان فنان أو فلاح أو مشهور أو مغمور، والحمدلله عدد المنضمين وصل إلى 6000 عضو، وهذا رقم جيد في وقت قياسي.
وهل ستمنعك جنسيتك الأمريكية من رئاسة الحزب ؟
أولاً أنا لن أكون رئيسة الحزب، ثم أن حصولي على الجنسية الأمريكية لن يمنعني من ذلك، ولكن يمنعني من الترشح للرئاسة، وأنا لم ولن أفكر في ذلك، لأن رئيس الجمهورية له مواصفات خاصة لا تشملني.
من ترشحين لرئاسة مصر ؟
أرى البرادعي حتى الآن هو من يصلح لهذا المنصب، ولكن من الممكن أن يظهر شخص آخر أفضل وعلينا أن ننتظر.
التعليقات