بعد أن فقد صوته تمامًا بسبب مرض خبيث اصاب حنجرته، وبعد غياب طويل عن الوسط الفني، عاد الفنان العراقي عبدالجبار الشرقاوي ليخطو اولى خطواته مجددًا بعد تباشير استعادته لعافيته وها هو يحكي تفاصيل المحنة التي المت به.


بغداد:اكد الفنان عبد الجبار الشرقاوي انه شعر بأنه انتهى تمامًا، ولم يعد له حضور في الفن على الرغم من انه لم ييأس من رحمة الله، وانه لم يمت لأن هويته المعروف بها بين الناس وهي صوته قد ضاعت وانه سيكون مجرد هيكل، وقال الشرقاوي الذي يمر الآن بفترة النقاهة انه مسرور بعودته ليواصل من جديد اداء رسالته، والشرقاوي يتميز بصوته الواضح الفصيح الجهوري المعبر، وهو هويته التي لا يمكن لأحد ان يغفله، معربًا عن اسفه ان اي مؤسسة حكومية لم تذكره ولم يخطر على بالها.

طالت فترة الغياب، اي محنة تعرضت لها ؟
فترة الغياب كانت بسبب محنة تعرضت لها من حيث لا ادري، وقد قادتني الظروف ان اكتشف في يوم من الايام اثناء تواجدي في سوريا لتصوير احد المسلسلات انني مصاب بسرطان الحنجرة الخبيث، وحقيقة في وقتها اظلمت الدنيا بعيني لان رأسمال الفنان او احدى ادواته هو صوته، فلما يغيب الصوت لا يمكن ان يشتغل بالتمثيل الصامت (البانتومايم) ولكن الحمد لله عدت هذه المدة الصعبة اجريت عمليتين جراحيتين وفحوصات تنقلت خلالها ما بين الاردن وسوريا وشمالي العراق، ومنذ الشهر الخامس من العام 2011 والى حد الان وبمساعدة الخيرين الطيبين الذين لا يمكن ان انساهم مثل الاستاذسعد البزاز، والحاج عمار علوان، والمدير العام لدائرة السينما والمسرح الدكتور شفيق المهدي،الذيناعانوني وبمساعدتهم لي استطعت ان اتجاوز هذه المرحلة الصعبة.

هل يمكن ان نقول انك ستعود الى وسط الفني واعمالك بشوق كبير ؟
الحمد لله ، ها انذا اباشر بالعودة الى دائرة السينما والمسرح وانا مشتاق جدًا الى اصدقائي الذين كانوا يتصلون بي من خلال الهاتف على الرغم من انهم ما كانوا يسمعون صوتي وكانوا فقط يتحدثون مع افراد عائلتي، وانا مسرور بالعودة الى زملائي، والى عملي، هناك مشاريع عمل ولكن ما زالت غير مثبتة بقدر ما تمت مفاتحتي بها، بعد ان تأكد من فاتحني انني بصحة جيدة ومن الممكن ان اتكلم.

بماذا احسست وانت تعيش هذه المحنة؟
احسست انني انتهيت، ما الفائدة ان اتتفس وارى الناس من دون ان استطيع ان اتحدث معهم واتواصل معهم، وانت تعرف ان الانسان من دون اللغة ومن دون الحديث مع الزملاء والاصدقاء والاقارب تحس نفسك اخرسًا، مع تمنياتي لك الناس الصحة والعافية وان لا يريهم الله مثل هذا المرض واتمنى الشفاء للجميع خصوصًا بالنسبة لي كممثل شعرت انني سأتحطم، فلهذا كان اختياري للاطباء انهم بدل ان يجروا لي عملية لاستئصال الحنجرة، كما اراد بعض الاطباء، فيما رأى البعض الاخر ان يفتح فتحة خارجية، فقد اخترت طبيبًا هو مفخرة للعراق هو الدكتور نبيل المختار المقيم في عمان، وهو الذي اجرى لي عمليتين في شمالي العراق وفي عمان، وكان مميزًا ولا انسى دوره .

هل كنت تفكر بالشرقاوي ممثلاً؟
كنت افكر بهذا الأمر دائمًا، الموضوع رافقني طوال الوقت وشعرت انني انتهيت، تاريخي انتهى وانا كشخص انتهيت، والشيء الآخر ان الهوية الاساسية للتواصل مع الناس وهويتي في العمل الفني هي صوتي، ومن دون الصوت احس ان الشخص مات وبقي عبارة عن هيكل.

هل فكرت ان تعتزل وانت ترجو الشفاء ؟
لا لا ابدًا، انا قلت عندما ترجع صحتي سأواصل عملي لاننا مثل السمك حين يغادر الماء يموت، نحن هذا عملنا ومهنتنا، كما الفن رسالتنا التي نتواصل بها مع الناس التي تعرفنا من كوننا كممثلين، والكثير من الناس يميزني من خلال صوتي، قبل ان يشاهدني، لان هويتي الحقيقية هو صوتي بالفعل .

الا تشعر انك صوتك الجهوري اختلف نوعًا ما ؟
اختلف جدًا خلال المدة الماضية بل ان اي صوت ما كان عندي، وكان المرجح من خلال الاطباء ان الصوت ربما لم يرجع 100 % ولكنه الآن في مرحلة النقاهة ويحتاج الى مدة حتى يستقر، والفضل لله انني تحولت من شبه خرس وليست لي القدرة على النطق، ولا حتى مجرد الهمهمة، واسمع فقط.