أعربت المذيعة ومقدِّمة البرامج العراقيَّة، هند احمد، عن حنينها للأيَّام الَّتي أمضتها مع برامج الاطفال في تلفزيون بغداد قبل نحو ثلاثين عامًا، كما أعلنت أسفها للذكريات الَّتي ضاعت مع المؤسَّسة العامَّة للإذاعة والتلفزيون الَّتي تخرَّج منها العديد من المبدعين العراقيين في المجالات الفنيَّة كافَّةً.


بغداد:تعد المذيعة هند احمد واحدة هي من الجيل الذي ما زال يحتفظ بشهرته الجميلة التي حققها من خلال التواصل المتبادل مع جمهور المشاهدين والمستمعين، حيث كانت شاشة تلفزيون بغداد مساحة تألقه، واثير اذاعتي بغداد وصوت الجماهير فضاءه الفسيح.

وقالت هند في حوارنا معها انها ما زالت تتواصل في طموحاتها لتحقيق ما تستطيع تحقيقه بالشكل الملتزم والصحيح كما تعلمته في الزمن الذي ولى.

اين انت الان؟
انا حاليًا مذيعة ومقدمة برامج، مذيعة في قناة (الحضارة) الفضائية كوني موظفة على الملاك الدائم في وزارة الثقافة، ولديّ برنامج بعنوان (نوارس) يتناول الطاقات النسائية المميزة واللواتي لهن باع طويل في العمل، كما اعمل مذيعة في راديو الرشيد اعد واقدم البرامج منها برنامج يعدامتدادًالبرنامج الراحل سعاد الهرمزي عنوانه (اصوات لاتنسى) سيدخل سنته الثالثة قريبًا، وهو يتناول سيرة حياة المطربين العراقيين على الاغلب والعرب على اختلاف اجيالهم، ولديّ برنامج (لقاء مع فنان) وهو عبارة عن حوارات مع المطربين والفنانين العراقيين الاصلاء وبعض الشباب الواعي النشيط الملتزم وليس من اصحاب الموجة الهابطة.

حدثينا عن مسيرتك كمذيعة ومقدمة برامج ؟
تمتد مسيرتي الى السبعينيات وتواصلت الى غاية الان، حيث بدأت في تلفزيون بغداد، بعد ان قرأت اعلانًا لطلب مذيعات ومقدمات برامج فاختبروني مع 350 شخصًا ونجح ثلاثة فقط، كما عملت في اذاعة بغداد وصوت الجماهير، وكنت سابقًا في تلفزيون بغداد قناة (9)، ومذ كنت طفلة اقدم برامج اطفال مع نسرين جورج واشتهرت ببرامج الاطفال انذاك، وان كنت اقدم معها برامج الشباب والطلبة، كما قدمت برامج ثقافية ومنها برنامج الموسيقى العالمية الذي كان يقدم على (قناة 7)، لكنني اشتهرت في برامج الاطفال ومنها برنامج (حكاية الجمعة) التي نقدم فيه قصص للاطفال وكان يبث صباح يوم الجمعة، ولا زال الكثيرون يعرفونني من خلال هذا البرنامج مثلما يستذكر الكثير من الكبار الان تلك القصص .

وفيما بعد هذه المدة ؟
بقيت في الاذاعة طوال فترة التسعينيات، في اذاعة بغداد وصوت الجماهير مع الفنان عزيز كريم، واقدم برامج ثقافية مثل صباح الخير يا عراق، وبعد عام 2003 اصبحت جليسة البيت لمدة سنتين تقريبًا.

ايهما اقرب اليك : الاذاعة ام التلفزيون ؟
احب الاثنين ولا استطيع ان افضل احدهما على الاخر، ولكن المتعب اكثر هو التلفزيون وانا احب عملي جدًا لذلك بقيت هذه المدة الطويلة.

لماذا لم تعملي في احدى الفضائيات وما اكثرها ؟
اصبحت الفضائيات شيئًا اخر، وخلاصة الكلام لا اشعر بالراحة وانا افكر في العمل في الفضائيات، ثم انني لا استطيع ان اذهب واطرق الابواب، وربما اذا طلبوا مني افكر،انا لا اسعى الى العمل فيها، بات لي اكثر من 30 عامًا في هذا المجال، وعلى الاقل الذين يعرفونني يطلبونني ان ارادوني، فليس من طبعي ان اطلب حتى وان بقيت بلا عمل.

هناك العديد من القنوات تحتاج الى برامج الاطفال ؟
حاليًا لم اعد احب برامج الاطفال في الوقت الراهن، ولكن نشرات الاخبار تستهويني اكثر كوني مذيعة اخبار جيدة جدًا وربما اقول لك بلا غرور ممتازة، ويمكن ان اذكر انه قبل اعوام جأني عرض من قناة العربية لاكون مذيعة ولكن الاهل مانعوا ولم تسنح الفرصة وهذا هو النصيب، ثم انني موظفة في قناة الحضارة.

ما الفرق بين مذيعات زمانكم والان ؟
يختلفون جملة وتفصيلاً، وهذا السؤال يحرجني لان العديد من المذيعات يعتبن عليّ، لكن نقاط الاختلاف كثيرة جدًا، فالذين يختارونهن لا يختارونهن على اساس الثقافة العامة، فيما نحن دخلنا دورات كثيرة جدًا بالالقاء وتقديم البرامج للصغار والكبار وودخلنا دورات في الارشيف، فضلاً عن اننا بقينا في الاذاعة ستة اشهر لكي نسمع المذيعين وكيف يقدمون ويتكلمون وبعد ذلك ذهبنا الى التلفزيون، الان يذهبون الى الشاشة رأساً، ويتخرن على أساس الجمال، ولا اعرف هذه المعايير.

هل تشعرين بشيء ما وانت تستذكرين مسيرتك ؟
طبعًا كلها حزن اصلاً، طابع الحزن كان ملازمًا لي، وندمت على الايام التي ولت وأتأسف عليها، مبنى المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون الذي راح ونهب، وهو الذي خرَّج اجيالاً سواء مطربين او كتاب اغاني او شعراء او مذيعين ومقدمي برامج، استذكر ايامي هناك في قناتي 9 و 7 وفي الاذاعة، الان كل هذا راح فكيف لا تحزننا تلك الذكريات.