أكد الفنان العراقي زياد الهلالي ان نقطة الضعف الكبيرة في الدراما العراقية هي الانتاج ، وهذه ليست جديدة بل انها تمتد الى سنوات طويلة على الرغم من محاولات بعض القنوات الفضائية حاليا تحسين ظروف العملية الانتاجية .


بغداد:أعرب الفنان العراقي زياد الهلالي عن حبه للشخصيات السلبية على الرغم من ان طبيعته في الحقيقة تختلف تماما عنها ، وهذا ما يجعله يجد صعوبة في اداء بعضها لانها تحتاج الى احساس بها ، مشيرا الى انه لايفكر في الاجور قدر تفكيره بالشخصية التي يؤديها ، وقال الهلالي في حوارنا معه : الممثل العراقي يخدم نفسه بنفسه لعدم وجود مؤسسات ترعى الفنان وتصنع منه نجماً.

* ما الذي يشغلك هذه الايام ؟
- منشغل بثلاثة اعمال ، احاول ان انتهي من اثنين ، احدهما مسلسل (الدرس الاول) انتاج قناة الشرقية تأليف فالح حسون العبد الله، واخراج جمال عبد جاسم، وتمثيل قاسم الملاك، وانعام الربيعي ومجموعة من الفنانين ، امثل فيه شخصية مختلفة عن الشخصيات التي في المسلسل ، شخصية جادة جداً لشخص نزيه جداً ، طارق إبن الاستاذ مدرس اللغة العربية الذي يمثل دوره قاسم الملاك ، ويواجه مشاكل في مجتمعنا الذي يندر فيه النزيهون ، وعلى مستوى الاحساس بالشخصية وجدتني قريبا منها ، فاشتغلت شغلا اقنعني نوعا ما على الاقل والرأي الاخير للجمهور بالطبع ، والعمل الاخر (قصة حي بغدادي) تأليف حامد المالكي واخراج فارس طعمة التميمي ، انتاج عمارعلوان اجسد فيه شخصية (سائق تاكسي) سكير لكنه طيب ، يدخل في قصة حب ليست من مستواه ، فتحدث صراعات منها الصراع الطبقي والصراع مع متطلبات الحياة ، وهنا تكون معالجة مشاكل الخريجين الذين بدون عمل في تفصيلة بسيطة منه ، وقريبا سأدخل الاستديو لتصوير مسلسل (قناص بغداد) .

* ما الشخصية التي احسستها قريبة منك ؟
- شخصيتي في مسلسل الدرس الاول ، على الرغم من ان المسلسل فيه كوميديا ونقد لاذع ولكن شخصيتي تختلف تماما ، ولولا وجود هذه الشخصية لرفضت المشاركة ، لانني احسست ان في الشخصية التي امثلها مشاعر انسانية عالية ، هناك ظلم وحيف يقعان على هذه الشخصية ، حاولت ان استخرج مكنوناتي لتظهر بما يخدم الشخصية ويخدمني ويشكل اضافة الى اسمي .

* ما الفائدة من المشاركة في عمل كوميدي بنجوم معروفين ، بشخصية مختلفة ؟
- لم يكن المسلسل كوميديا كالاعمال التي قدمها قاسم الملاك سابقا ، ولكن فيه خطوط كوميدية ، وانا من طبيعتي حتى في الاعمال الكوميدية التي اشترك فيها احاول البحث عن الشخصية مميزة داخل هذا المسلسل ، ابحث عن الشيء الذي استطيع ان اظهر فيه قدراتي لانني اعرف امكانياتي واعرف ادواتي ، لذلك لا اقبل بعمل لا اقدر عليه ولا اقبل بشخصية صعبة ، والحمد لله انا مثلت كل الشخصيات ولكن اقرب الى الشخصيات التي فيها حزن ومعاناة انسانية ، واحبها اكثر من سواها لانها قريبة من الناس .

* اي الشخصيات التي تستهويك اكثر ؟
- الشخصيات السلبية ، ففي المدة الاخيرة مثلت العديد من الشخصيات السلبية ، وهذه الشخصيات عموما فيها صعوبات تكمن ربما في طبعي المغاير لهذه الشخصيات ، فمن المؤكد انني اتعامل معها بحرفية فقط دون ان اتلامس معها شخصيا ونفسيا ، واقدمها بطريقة فنية لائقة ، فالصعوبة هنا تكمن في انها ليست قريبة الى نفسي وطباعي وشخصيتي ولابد ان اوجد لها طباعا وحركات واداء خاصا بها .

* الى اي مدى خدمتك الدراما العراقية في تحقيق طموحاتك الفنية ؟
- الممثل العراقي في الوقت هذا عليه ان يخدم نفسه بنفسه ، ذلك لعدم وجود مؤسسات ترعى الفنان وتنتج نجما ، اليوم قد يكون الممثل الفلاني نجما ولكنه يوم غد لن يطلب في عمل لاسباب تتقاطع مع افكار القناة او مع افكار المنتج او المخرج ، ليس هناك مقياس فني بصراحة اقولها ، ليس هناك مقياس فني حقيقي للشخصيات مثلا : انا مثلت في في مسلسلات مع ممثلين لم اقتنع بهم ولكنني مضطر ان اعمل معهم ، من اجل ان ارضي نفسي فقط بأنني امثل بشكل صحيح ، فضلا عن ان المحسوبيات موجودة او اعتبارات اخرى .

* الا تعترض على الاجور ام ترضى بالقليل ؟
- انا لا اعترض كثيرا ولا اقبل كثيرا ، انا حينما يأتيني عرض عمل ، اخر ما اسأل عنه هو الاجور ، بل انني اسأل اولا عن الشخصية وأقرأ النص وارى هل استطيع ان اعمل شيئا مميزا فيها وهل استطيع ان اؤثر في الاخر فيها ، وربما اعمل مجانا اذا ما وجدت شخصية اقتنعت بها جدا واذا ما احببتها ، بل انني انفق مبالغ اكثر من الاجور من اجلها لاسيما في الملابس وغيرها ، ولا اعتقد انني عملت عملا او مثلت شخصية من اجل المال ، بل انني رفضت شخصيات واعمال لانني لم اقتنع بالعمل او الشخصية ، وهذا متأتي من احترامي للمهنة ، ثم ان الممثل حين يصنع لنفسه اسما وان كان بسيطا فيجب عليه ان يحافظ عليه ، وانا بصراحة ضد الشهرة السريعة لان مؤمن ان من يصعد سريعا ينزل سريعا ، وفي الوقت نفسه انا مؤمن ان الناس تميز الصح من الخطأ وتعرف الفنان الملتزم من الفنان غير الملتزم والسطحي والذي يبحث عن الشهرة فقط والتفاصيل غير المهمة لحياة الفنان .

* اين تكمن نقطة الضعف في الدراما العراقية ؟
- نقطة الضعف الكبيرة هي الانتاج ، فأنا منذ ان دخلت التمثيل الى حد الان اتحدث عن هذا الخلل ، فالانتاج الجيد اذا ما توفر يعطي قوة كبيرة للعمل ، وقد توضح هذا في الاعوام الاخيرة ، عندما كان هناك انتاج حقيقي لبعض المسلسلات ، وبعض القنوات بدأت تنتبه الى الانتاج بنوعية جيدة ، لكن الانتاج ليس صرف الاموال فقط ، وانما جزء منه الميزانية المادية ، ولكن الانتاج منظومة كاملة متصلة ببعضها ، وانا سبق ان عملت مدير انتاج وادركت كل هذا ، كذلك لينا مشكلة في النصوص مثلما لدينا عدد قليل من المخرجين ، ولدينا قلة بالكادر النسائي بالنسبة للمممثلات الشابات تحديدا ، حتى الموجودات الان لا يرقن الى مستوى ممثلات الثمانينيات او حتى التسعينيات ، هناك الان مجموعة جديدة من الممثلات والممثلين لكن فرصها قليلة .

* من يتحمل الخلل في كل ما تحدثت عنه ؟
- الخلل هو الجهة المنتجة التي هي القناة مثلا او اذا اردنا ان نوزع الخلل فلنقابة الفنانين جزء لان عليها ان تكون فاعلة في موضوع الاجور مثلا ، كما ان الخلل بشكله العام يتحمله الوضع العراقي العام ولكن ايضا يتحمله المخرج نفسه او الجهات المنتجة التي عليها ان تبحث عن بدائل ، فلدينا الان مجموعة مخرجين اذا تركوا العمل لن يمكن تعويضهم ، وليس هنالك مخرج منفذ او مساعد مخرج من الممكن ان تقول ان هذا سيكون مخرجا بعد خمس سنوات او عشر سنوات ويكتسب خبرة ، وفي الوقت نفسه ، حتى الدراسة اختلفت ، فربما تجد في الكلية اربعين شخصا ولكن لا يخرج مهم سوى اثنان جيدان، وهذه مشكلة كبيرة ، اذ كيف لهؤلاء الذين تبذل الدولة عليهم اموالا فضلا عن جهدهم ووقتهم ولمجرد تمضية وقت او لمجرد الحصول على شهادة يعلقها على الحائط .