أعربت الفنانة، سناء عبد الرحمن، عن حبِّها للتمثيل الذي لا تستطيع أنّْ تعيش من دونه، وأشارت إلى وجود أخطاء عديدة في الواقع الفني العراقي الذي خلق فوضويين يقودون هذا الواقع ويتحكَّمون بمصير الفنانين الآخرين، مشيرة إلى أنَّ الدراما العراقيَّة دائمة الشكوى من الإنتاج، وأنَّها في كل مرَّة مرحلة تتباكى على المرحلة الَّتي قبلها.
بغداد: اكدت الفنانة، سناء عبد الرحمن، ان الفن في العراق كذبة صدقناها وصدقها الناس من بعدنا، لان اية حاضنة للفن في العراق غير متوفرة، واشارت سناء ايضًا الى ان الاعمال الدرامية التلفزيونية تخلو من مواضيع الرومانسية بسبب عدم وجود الوجوه الشابة النسائية التي يمكن ان تؤدي هذه الادوار، موضحة في حوارنا معها: quot;ان الممثلات العراقية الان كالرجالquot;
ما جديدك من الاعمال الفنية؟
لا توجد في الساحة انتاجات كثيرة ظاهرة للنور، ولكن عندي عمل من المؤمل ان انفذه مع احد المخرجين الذين ما زلت في ذواكرهم، ومن المؤكد اننا نتمنى ان تكون الانتاجات واضحة كي يعمل جميع الفنانين العاطلين عن العمل بسبب عدم وجود الاعمال، واعتقد ان الاغلب منهم ينتظرون في الطابور لبدء تصوير الاعمال قبل شهر رمضان كما في كل عام، وتتسارع الاعمال التي يكون مستواها غير جيد لقصر مدة التحضير لها،وبالتالي هناك اعمال ولكن لم أبت بالنصوص او العروض بعد، وطبعًا لا يمكن الافصاح عنها الا بعد الموافقة.
هل لديك شروط معينة للقبول المشاركة بعمل ما؟
انا من الممثلاث اللواتي يحبن مهنتهن، وهمي الوحيد ان لا انقطع عنها حتى الموت، المهم عندي ان اكون متواصلة مع جمهوري لانني احب مهنتي جدًا، قد ابتعد اشهرًا او سنة ولكن على امل ان اعود بعمل.
ولكني لا افرض شروطًا معينهفأنا اعمل بالحد الوسط، ولا اريد ان ابالغ بالاشياء ولا أتدخل في تفاصيل النص وإختيار الممثلين، انا ابحث دائمًا عن الوسطية، وهذا الرأي لدي من خلال قرآتي للساحة الفنية، ويكذب من يقول لك انه يضع شروطًا، فدائمًا النماذج التي تقول انها تضع شروطًا تصدمني عندما أراها تقدمأعمالاً بمستويات متدنية حتى اقل من الوسطية، فبالتالي لا اريد ان استعرض هذه المفردات، ولكن كممثلة يعنيني الدور الذي اوافق على تمثيله، ان يكون فيه عمق وابعاد، او انا احاول ان احمّله اكثر ان لم تتوفر فيه الصفات التي اريدها، لان في بعض الاحيان تأتينا شخصيات بسيطة، واقول عنها ذلك ولكن فيما بعد اكتشف ان الشخصية البسيطة اصعب جدًا من الشخصية التي فيها تعقيدات واضحة، لان هذه التعقيدات الواضحة تكون قرأتها سهلة، كأن تكون خرساء او عمياء او مشلولة او معوقة او مجنونة، هذه اداؤها واضح ولا تتعب فيه الممثلة، ولكن عندما تكون الشخصية بسيطة وبطلة وعليها مسؤولية، هنا تكمن الصعوبة التي تتمثل بكيف يمكن ان أخلق من هذه الشخصية البسيطة شخصية غير بسيطة وغير مملة بالنسبة للمشاهد.
هل تفرضين اجورًا معينة قبل الموافقة على العمل ؟
ابداً لا افرض اية اجور، ولا يوجد عندي خلاف مع اي مخرج في مسألة الاجور.
لماذا؟
لانني حين اشترط بأجر عالي، اعلم ان لدي زملاء ممثلين بالمستوى نفسه معي، والساحة محددة فيها الاجور وان اختلفت النسب بمقادير بسيطة جدًا، يعني اذا كنت انا متميزة فسوف تكون نسبة التميز 5 %، وهذه النسبة لا تستحق الحديث عنها ولا تستحق ان اتباهى بها، ولكنني مع ان ترتفع اجور الممثلين لتكون ظاهرة او موقفًا متكاملاً للممثلين كافة، واقول مجددًا:ما الحجة التي اطلبها لي ليرتفع اجري، هل ان اعمالي تسوّق خارج العراق؟ ، هل الخليج والدول الاخرى تطلب اعمالي؟ هل يكون هناك بيع وشراء حتى اقول انا مهمة في الخارج وعليكم رفع اجوري. الموضوع ليس بالاجور بل انه متعلق بكثير من الاشياء ، واننا نعمل فقط للساحة المحلية ولا نعرف لماذا تنتج الفضائيات هذه الاعمال؟ انا لم اشاهد عملاً مسوقًا، ونحن نعرف ان العمل الذي يسوّق للخارج يجب ان تكون انتاجيته ضخمة، فأين مسلسلاتنا بالانتاجيات الضخمة ونحن نعرف ان اعمالنا تنتج بالملاليم؟ لذلك نقول انه من المعيب ان نسوقها لان الذي في الخارج يريد منك أعمال ذات نوعية عالية واخراج عالي واضاءة متميزة، وهذا وحده يجعل اعمالك عليها طلب، ومن هنا انا اقتنع بهذا الاجر المتواضع البسيط.
اين يكمن الخلل اذن ؟
مشكلتنا تكمن في البكاء على الأطلال وتذكر الماضي فقط، إضافة إلى أن الانتاج ضعيف وغير مميز، ولكنني اقول وبكل صراحة: برافو.. لكل مخرج يعمل ضمن هذه الانتاجات الحالية، ولكن اين هي النصوص؟
هل تعتقدين ان لدينا ازمة مؤلفين ؟
في السابق كانوا يقولون الدولة تفرض رقابة على النصوص، وانه من الصعب العمل في تلك الاجواء، ولكن الان لا توجد رقابة، اين الكتاب الذين كانوا يتحججون بالرقابة، الى حد الان لم اشاهد اعمالاً قفزت قفزة كبيرة سواء في التأليف، فما زال كتابنا متواضعين جدًا في كتاباتهم الدرامية، فالان تجد كاتبًا له منجزواحد لكنه يتحدث بأسم الفنانين ويقفز نحو الاعلى بغروره، فيما كنا في السابق نحرق مراحل لكي نصل، الان لا يوجد حرق مراحل، بل تجد كاتبًا لمسلسل وحيد يقرر مصير الساحة الفنية.
كيف تقرئين واقع الفن في ظروفه الحالية ؟
كل شيء في العراقيمر بفوضى، فبالتالي لماذا تطلب من الدراما ان لا تعبر عن الوضع الفوضوي، كل شيء مرتبط بشيء، الدراما والمسرح والاعمال الفنية الاخرى حلقة ثقافية مرتبطة بكل الحلقات الاقتصادية والاجتماعية، لذلك الساحة فوضى وللاسف هي خلقت أناسًا فوضويين لكنهم ينظرون الى انفسهم على انهم جيدون لانهم وجدوا متسعًا لهم في الساحة.
لماذا غابت الرومانسية عن اعمالنا الفنية ؟
هو الواقع هكذا ليس فيه رومانسية، انظر الى نسائنا الممثلات كأنهن رجال، لذلك من اين تأتي الاعمال الرومانسية؟ الرومانسية تحتاج الى وجوه جميلة ناعمة تلفت الانظار، ونحن ليس لدينا هذه الوجوه.
هل فعلاً يعاني الفن في العراق من غياب العنصر النسوي؟
طبعاً فهل العملية الفنية معتمدة على سناء عبد الرحمن؟ غدًا ستذهب سناء وتنتهي، لابد ان تهييء جيلاً جديدًا، قبل مدة اقيم احتفاء بأبن الفنان حافظ لعيبي وهو صبي صغير، وجاء مجموعة من مجلس النواب وهم سعداء ان يروا طفلاً يقوم بالاخراج، فقلت: quot;اذا كانت الدولة يثيرها الاطفال فلتذهب الى المدارس اذن، ليعملوا على تفعيل اللجنة الثقافية في المدارس التي انا حين كنت طفلة في قضاء (سوق الشيوخ) بدأت اشتغل في التمثيل والشعر والرياضة من خلال اللجان الثقافية، انا قدمت مسرحيات في (سوق الشيوخ) واختلطت مع البنين في تقديم الاعمال، الان هناك مواهب كثيرة، وانا اتساءل: من هم الذين تخرجهم كلية الفنون ومعهد الفنون، الان الساحة النسوية مظلمة جدًا والجميع يحتار في البحث عن وجوه نسائية، واصبح المخرجون يقولون للمؤلفين لا تكتبوا مسلسلات فيها وجوه نسائية شابة.
اين يكمن الخلل ؟
اي عمل فني او اي منجز فني في هذه الظروف انا احييه، ولكن ما زال الارث القديم يسيطر علينا بالدليل انا كنت من النماذج التي اعاني من الفنانين الذين يذهبون الى السلطات الحكومية لتحقيق مكاسب فردية، الان الحالة ذاتها تكررت، وكنت اذا سناء عبد الرحمن سنحت لها الفرصة من خلالك او من خلال اخرين ان تصل الى رئيس الجمهورية فأن زميلة اخرى لم تسنح لها الفرصة، وعليه لابد ان تأتي بالمنجز وتتفضل به على الاخرين، فما كان يحدث في السابق تكرر الان، انا دائمًا اقول: الفن في العراق كذبة، منذ ان دخلت الفن عرفت هذا ولكن ما نفعل، كذبة كذبناها فصدقناها وصدق الناس بها، والا من يحتضن الفن والي فنان، نحن نحتضن انفسنا ولم يدعمنا احد، الجيل يحتاج الى دعم والى صرف واشياء كثيرة ان اردنا ان نكون بمستوى الدول .
هل من حلول من الممكن ان تعيد صياغة واقع الحال ؟
لا حلول آنية، تخيل هذه دائرة السينما والمسرح، هذا الصرح العظيم، من الذي يقوده؟ نماذج تاريخها الفني ليس فيه سوى منجز واحد او منجزين، وهم يقررون مصير فنانين لهم 40 او 50 سنة في المجال، ويقولون هذا الصح وهذا الخطأ، انا ما زلت اتساءل في دائرتي هذه البسيطة: هؤلاء الذين يأتون بأوامر ادارية من خارج الدائرة، ما الالية التي تجعلهم يأتون بأوامر التعيين فيكون هذا معاون مدير للشؤون الفنية، وقد جاء بأمره من خارج الدائرة، اتمنى ان اعرف ما هذه الالية، كي اذهب أنا ايضًا وأتي بآلية تعيين واكون معاونة، اذًا هكذا صار حال دائرة السينما والمسرح، وانا استغرب لكل هذا واعتقد ان هؤلاء لو كانوا فعلاً يعملون لخدمة الفنان العراقي فكان الاحرى بهم ان يطرحوا انفسهم للانتخابات ونحن نعرف من ننتخب لمصلحتنا، فأن يأتي (حيدر منعثر) وغيره ويفرضون انفسهم، انا ايضًا اريد ان افرض نفسي، فأنا اتساءل : كيف هي الالية التي تعين معاونين المدراء والمدراء لهذه الدائرة الفنية، اذا كانت هي آلية للجميع فليضعوها على لوحة الاعلانات حتى نحن نقدم ونقف في الطابور
التعليقات