في بادرة هي الأولى منذ 4 آلاف سنة، سيتم نصب تمثال نصفي للراقصة العراقيَّة، هناء عبدالله، في دائرة السينما والمسرح.


بغداد: في بادرة هي الاولى من نوعها في العراق، سيتم نصب تمثال نصفي للفنانة، هناء عبد الله، الراقصة الاولى في الفرقة القومية للفنون الشعبية، ويكون مكانه دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة العراقية، وسينجز النصب النحات خالد المبارك الذي عبر عن سروره بقيامه بانجاز مثل هذا العمل الدال، مؤكدًا انه بدأ فعلاً في تحضيراته لانجاز التمثال النصفي لعبد الله، والذي سيكون بحجم اكثر من الحجم الطبيعي للانسان، ومن مادة البرونز ليتوسط الباحة الامامية لمبنى المسرح الوطني، مشيرًا الى ان النصب من المؤمل ان ينجز خلال شهر ونصف، موضحًا: quot;ان الفن العراقي قبل اربعة الاف عام احتفى بالفنانة العراقية من خلال شواخص ورموز لها، كونها صانعة للحياة ومانحة للجمال والامل على مر الازمنةquot;.

التقينا الفنانة هناء عبدالله للتعرف على ما خالجتها من مشاعر وهي تسمع الخبر وتتأكد منه بعد ان اصبح الامر حقيقة واقعة.

كيف تمت هذه البادرة ؟
للحقيقة ان اول من بادر هو الدكتور شفيق المهدي المدير العام لدائرة السينما والمسرح، بعد الدعوة التي جأتني من السويد لتكريمي، قال: ليس من المعقول ان تقوم دولة اجنبية بتكريمك ونحن لا، وانت احق بالتكريم، لانك بذلت جهدًا في الفرقة القومية للفنون الشعبية ومن مؤسسات هذه الفرقة والرقص الشعبي في العراق، ولابد ان نكون اول المبادرين لنصب تمثال لك، وبدأ الاهتمام بالموضوع من قبله ومن قبل مدير الفرقة الاستاذ فؤاد ذنون، وانا سعيد جدًا به .

ما الذي جاش في نفسك وانت تسمعين الخبر؟
ترقرقت الدمعة في عيني، هل تعرف لماذا؟ عندما كنت في السويد عقدت مؤتمرًا صحفيًا هناك وسألني الصحافيون: هل كرمت في العراق؟ كنت محرجة في الاجابة عن هذا السؤال، ولو انني كرمت بشهادة الابداع، ولكن ليس هنالك ذاك الاهتمام بالفرقة القومية للفنون الشعبية الا أخيرًا، فقالوا لي من المفروض انك تكرمين في بلدك، فقلت: انا تكرمت بشهادة الابداع في بلدي، وعندما اتيت وصار تتويج لموضوع التمثال النصفي تأثرت جدًا وبكيت من فرط السعادة لانني افنيت اكثر من 40 سنة في الفرقة من عمري، والفنان لا ينتظر اكثر من ان يقيّم لتبقى ذكراه خالدة.

هنالك من حاول التقليل من قيمة الحدث كونه لراقصة، بماذا تردين ؟
انا اقول ان من يقول هذا القول يقلل من قيمة نفسه، لان الممثل راقص على المسرح، فالرقص جاء من حركات صامتة على المسرح، اذن الممثل راقص يؤدي رقصاته، واكثر الممثلات رقصن على المسرح وأدين استعراضات، فهذا يقلل من قيمة قائله اولاً ومع الاسف، وانا اتمنىتكريم كل الفنانين الذين قدموا وابدعوا في مجال الفن في العراق وعكسوا صورة التراث العراقي والحضارة العراقية والثقافة العراقية وان تكون لهم تماثيل مثلما كرمت انا.

بصراحة .. هل علمت خلال مسيرتك ان في ما تقديمينه شيء من العيب ؟
لا، وفي الحقيقة انني لو اعرف ان في ما اقدمه شيء من العيب لما كنت استمر طوال هذه السنوات، انا احترم عملي، والفنان هو الذي يجعل الناس تحترمه من خلال عمله والتزامه بخلق المسرح واخلاقه العامة، لذلك انني لم اقدم ما استحي منه ولم أر اي عيب في كل ما قدمته مع فرقة الفنون الشعبية، وانا للعلم تربيت علي يد الفنان الكبير عميد المسرح العراقي حقي الشبلي .

ما الذي استذكرتيه وانت في تلك اللحظة ؟
انا دائما استذكر مسيرتي، لانني ما دمت مستمرة في العمل اجدني اتذكر الماضي والحاضر والجهد، كله استذكره واقول الحمد لله على كل شيء، ليس شرطًا ان يكرم الفنان ماديًا، المهم ان من يعمل معه والجمهور يحترمون عمله ويقيّمون عمله .

هل زارك الاحباط قبل هذه المبادرة ؟
عندما كنت في الخارج شعرت قليلاً بالاحباط وانا استذكر مسيرتي، وحزنت انني في بلدي لم اكرم بما استحق في مجالي، وكنت اول واحدة في هذا المجال في العراق، المفروض ان اشعر بالاهتمام والتكريم حتى يكون لي حافز، وهذا التكريم سيدفعني الى ان اقدم كل ما استطيعه، وان كان العمر له تأثير على المسرح الا انه يمثل لي رياضة ايضًا.

هل من رسالة لهذا التمثال النصفي للاخرين ؟
طبعًا، لان هذا احترام للفنان، ونحن نقول للمسؤولين: هذا الفنان قدم ونحن قيمناه والناس ايضًا وهذا تكريم له، والمفروض انكم تقومون بخطوة ايجابية تجاه الفنان العراقي، خطوة على الاقل تمثل نظرة احترام، او ذكر بسيط في الدستور او في جلسات البرلمان.