رسم الشباب السعودي ليلة quot;طلاليةquot; في العاصمة الرياض، احتوت الموسيقى في أمسية فنية بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لوفاة الفنان طلال مداح، وسط حضور شبابي مميز في الموسيقى والمسرح، وجاءت الأمسية حاملة عبق الموسيقى التي غابت عن العاصمة لأكثر من ثلاثين عاماً.

أمسية فنية بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لوفاة الفنان طلال مداح

الرياض: أعادت جمعية الثقافة والفنون الموسيقى إلى العاصمة السعودية الرياض بعد ثلاثين عاماً من غيابها، عبر أمسية فنية بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لوفاة الفنان طلال مداح.

وجاءت الأمسية مستذكرة دور الفنان الراحل في تاريخ الموسيقى السعودية، واستعرضت بعضاً من جوانبه الإنسانية؛ كان لسان المتحدث فيها رفيقه الموسيقار الدكتور عدنان خوج، الذي تحدث كذلك عن تاريخه الفني وقصص حصوله على الدرجات العلمية المختلفة ودرجة الدكتوراه التي تحصل عليها من جامعة السوربون الفرنسية في فن طلال مداح.

الرياض فتحت الحضن لموسيقى غابت عنها ثلاثة عقود كان المحتفى بذكراه الليلة، أبرز من طرز بصوته مساءات العاصمة، في ليالٍ سبقت عواصف quot;الصحوةquot; الدينية فحجبت كل أنواع الفنون بسواد الأحكام والفتاوى.

الليلة التي أعادت للرياض جزءاً من رياضها جاءت مختلفة بحضور شبابيواسعإلى جانبمشاركة نسائية، وأبدعت جمعية الثقافة والفنون في الرياض بتنظيم الاحتفال الذي صاغه مديرها رجا العتيبي. مع صعود نجوم المساء الموسيقيين المفتونين بـquot;طلاليةquot; النغم بقيادة مايسترو وفنان مغمور يدعى عبدالرحمن الحسن، أبدع مع فرقة لا تتجاوز العشرة أشخاص في صناعة ضوء زمجرت معه سماء برعد شكل موسيقى أخرى للمطر.

وجاء الاحتفال بذكرى طلال متزامناً مع حراك ثقافي تعيشه الرياض، بالتوازي مع حركة خجولة على مستوى المسرح وكذلك المعارض الثقافية والمناشط التطوعية الشبابية.

وبدأت الرياض تحتضن العديد من الأنشطة الثقافية التي أعلنت توهجها منذ سنتين بالظهور والعودة من جديد إلى الساحة، في ظل صحوة في مختلف الأنشطة تقودها مناصفة أمانة الرياض من خلال تحفيز المسرح، ووكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية من خلال إقامة الأنشطة والفعاليات كمؤتمر الأدباء الذي انقطع لبضع سنوات، وكذلك المعرض الدولي للكتاب الذي يقام في شهر مارس من كل عام، والذي ينظم كذلك محاضرات ومنتديات واستضافته لعدد من المفكرين.

تاريخياً وتحديداً ما قبل العام 1984 كانت أمانة منطقة الرياض راعية كبرى لحفلات فنية تجمع أكبر فناني السعودية وهم يبهجون ويعطرون أنفاس المدينة بطرب بديع كانت جنبات القاعات تمتلئ بالحضور، واستضافت خلالها العاصمة عدداً من الأسماء العربية الشهيرة من المشرق العربي وغربه.

المحتفى بذكراه طلال مداح، رائد الأغنية السعودية الحديثة، وأول من قدم الغناء السعودي الحديث عبر أغنية quot;وردك يا زارع الوردquot; التي تتكون من مذهب ومقاطع موسيقية متعددة، وكان ظهوره أشبه بالانقلاب الذي غيّر معالم وملامح النشاط الغنائي محلياً ورسم مع الفنان محمد عبده خريطة الإبداع العربي للأغنية السعودية.

وكان طلال مداح الملقب بـquot;صوت الأرضquot;، النموذج الفني الذي اقتفى أثره من جاء من بعده من أجيال شبابية عربية تغنت بالكثير من أغنياته وكانت حاضرة في مهرجانات عديدة ومسابقات تلفزيونية وكانت أشبه بالانقلاب في مسيراتهم الفنية.

وتوفي الفنان طلال مداح وهو يؤدي وصلته الغنائية لأغنية quot;الله يرد خطاكquot; أمام أكثر من 3500 شخص على مسرح المفتاحة في مدينة أبها في العام 2000 ،حيث كان يعاني من مشاكل في القلب وانسداد في صمامات القلب، شيّعه في مدينة مكة، التي نقل إليها جثمانه، أكثر من 100 ألف من محبيه ومعجبيه.