في حوارٍ مع quot;إيلافquot; تحدَّث الفنان السوري، أيمن زيدان، عن دوره في quot;زمن البرغوتquot;، كما عبَّر عن رأيه بالدراما الَّتي تنقل الواقع السياسي الحالي في بلاده.
دمشق: لا يحتاج أيمن زيدان إلى تعريف، إنه الفنان الناجح في التلفزيون، المشهور عربيًا ومحليًا، المتألق في السينما، المسرحي الصامد، الرجل الشجاع في مسلسل نجدت أنزور الشهير، العضو السابق في مجلس الشعب السوري ومقدم البرامج، ومدير الإنتاج القوي، ورب العائلة الفنية، واليوم يدخل زيدان دراما البيئة الشامية، quot;إيلافquot; إلتقته وكان معه هذا الحوار.
ما هي تفاصيل دورك في مسلسل quot;زمن البرغوتquot;؟
أؤدي دور مختار الحارة، شخص يمثل مجموعة من القيم الأصيلة والشهامة، أي مجموعة من القيم التي نفتقدها في أيامنا الحالية ونحن لها، ولهذه الشخصية مصيرها الشخصي الداخلي، حيث تمر بانعطافات شديدة على المستوى الداخلي، ويستمر على مدار جزأين، وتمتد على مساحة تقريبًا هي طول المسلسل، هذه باختصار الخطوط العريضة للشخصية.
كيف ترى العمل بشكل عام؟
المشكلة أن أي عامل بمشروع وهو طرف فيه فسيكون منحازًا له، أنا ما رأيته على الورق، وهو رأيي الشخصي، يختلف عن معظم ما قدم من أعمال الدراما الشامية أو ما اصطلح على تسميته بالدراما البيئوية، فالأعمال السابقة انحازت في معظمها لصالح الجانب الفلكلوري والسياحي على حساب الحقائق التاريخية وبالتالي هذا الموضوع شكل مشكلة، فيما هذا المسلسل إلى حد بعيد مهتم جدًا بالمعطى التاريخي والاجتماعي والاقتصادي للمرحلة، وانعكاسات هذه المرحلة والتبدلات الشديدة في المنطقة بالقرن الماضي على أحداث المسلسل، أعتقد أن هذه ميزة تجعله متمايزًا ومختلفًا بشدة عما سبق تقديمه والسبب هو المعطى التاريخي الذي يتم تناوله، فهناك مشكلة عندما تعود الدراما إلى فترة زمنية وتسحب منها معطياتها وعواملها الاجتماعية والتاريخية، إذ يتم تحويلها لصالح شيء متحفي أو فلكلوري.
وهل تتوقع أن ينجح مسلسل بيئة شامية جديد في تحقيق النجاح؟
هذا ما لفت انتباهي في المشروع الحالي وأتمنى أن يحقق نجاحًا، على الرغم من أن قضية النجاح في السنوات الأخيرة غير مفهومة، لا أحد يستطيع أن يدعي أنه يمتلك تفسيرًا قطعيًا لها، فلا نعرف لماذا نجحت أغنية أو مسلسل أو فيلم أو لماذا فشلت، ناهيك عن وجود شروط موضوعية أخرى تتحكم بالمشاريع كالقناة وساعة العرض ومزاج الناس والظروف العامة التي عرض بها العمل، وكل هذه الظروف تتحكم بالمنتج التلفزيوني وتعطي أحيانًا قدرًا من القيمة لما لا يستحق وتغفل قيمة أعمال تستحق.
هل من مشاركات أخرى هذا الموسم؟
حتى الآن أنا فقط ملتزم بهذا العمل، وأستبعد وجود مشاركات أخرى لاحقًا.
لنعد للعام الماضي ومسلسل quot;يوميات مدير عامquot;، كان الرأي العام السائد أن الشخصيات المحيطة بالمدير العام لم تقدم أي جديد، فما تعليقك؟
مشكلة الصحافة أن الحديث عن الناس يكون براحة ضمير، وكأن أحدهم استطلع آراء الجميع في مختلف المدن والقرى والبلدات، أنا أعارض أن نقول أن الناس أحبوا عملاً أو لم يحبوه بغياب مراكز استطلاع واستقراء علمية، أنا بالنسبة لي كفنان تثيرني، وكي نكون صريحين لا يوجد معايير حاسمة يستطيع الباحث أو الصحافي أو الناقد أن يتكلم فيها مع الناس براحة ضمير كما يحدث في بلدنا وعلى جميع المستويات وليس فقط على صعيد الدراما التلفزيونية، أنا أعتقد أن الأفضل أن يتحدث الشخص وفق مرجعيته ومعياره حتى تتكون لدينا مؤسسات تجري تصنيفات ودراسات وتتابع نسب المشاهدة وهي مسألة إحصائية علمية، بغض النظر عن هذا الرأي، للأخر الحق في أن يرى ما يراه، أنا شخصيًا كنت معنيًا بالمشروع ومسؤولاً عن شخصيات قدمتها كممثل، أنا كنت مرتاحًا لجهدي الشخصي، كنت مرتاحًا لأجزاء كبيرة من المسلسل، وعليه ملاحظات كما في كل الأعمال بالدنيا.
كيف ترى الدراما السورية بالفترة الأخيرة ووضعها الحالي؟
وضعها هذا العام لا يختلف عن وضعها قبل سنوات عدة عندما تحدث عدة منتجين في مؤتمر عن مقاطعة للدراما السورية، وهذه مواويل ليست دائمًا صادقة، أنا لي موقف من الدراما السورية وأعتقد أنها منذ عشر سنوات تتحرك بأطر مكررة، وأنا رأيي أن أحد مقاتل الدراما السورية التغزل الزائد وغير الحقيقي بمنجزاتها، عندما أمة ما تمتلئ حياتها بالهزائم تبحث عن انتصارات واهية فالدراما السورية غير فعالة وغير مؤثرة منذ عشر سنوات وهي تعيش حالة اجترار لنجاحاتها بالتسعينات، أرى أن وضعها غير جيد منذ فترة طويلة، ومنذ فترة طويلة أيضًا كل البروباغندا التي كانت تصنع بخصوصها هي بروباغندا كاذبة، وواضح أن من ملامح الدراما في السنوات العشر الأخيرة هي الاستباحة، فأيًا كان يخرج وأيًا كان يمثل وأيًا كان يكتب، وحضور المسلسل ليس مرتبط بقيمته الموضوعية بقدر ما تربطه علاقات تسويق ما تحت الطاولات، والحقيقة لا تعتقد أن أمة تصل إلى هنا ويكون لديها فن استتثنائي، لا يمكن حصول ذلك، وأنا أعتقد أن الدراما السورية ضحية بروباغندا كاذبة ولأشكال التغزل، في كل سنة يتم الحديث عن نجاحات الدراما السورية يذكرني الموضوع بالحديث عن فتح الأندلس بعد هزيمة عام 1967، مايحصل هو اجترار وشيء غير حقيقي وغير مؤثر، وهذا رأيي الشخصي على الرغم من أنني عملت وما زلت أعمل فيها، هذا موقفي، تشوبه بعض السوداوية بنظر البعض، لكن أعتقد أننا يجب أن نتوقف عن التغزل ونعيد الاعتبار لهذه المهنة، على أنها مهنة معرفية فيها بعد ثقافي وحضاري، وعلينا أن نوقف سيل الاستباحة غير المفهوم وهيمنة الاهتمام بالتكنيك على حساب القيم المعرفية والجمالية.
هل تتوقع أن تؤثر الأزمة الحاصلة على الدراما السورية حاليًا إيجابيًا أو سلبيًا؟
لا أعتقد أنها ستؤثر على الدراما، أولاً لأنها أزمة غير حقيقية، وثانيًا لأن الدراما لا تشكل جزء من ثقافة المواطن السوري علىالرغم من كل نجاحاتها، لا يوجد هذه العلاقة الخاصة التي تربط المواطن بالثقافة والأدب، هناك قطيعة فمسارحنا خاوية، ليس لدينا طقوس لحضور سينما أو مسرح، لا يمكن أن نحكم على العلاقة الثقافية من خلال منتج سهل هو التلفزيون، يأتي إلينا، هو لا يشكل جزءًا من اهتمام أحد وهي خارج اهتمام أي أحد، الدراما التلفزيونية السورية تتحكم بها الآن رساميل لا تمتلك الحد الأدنى من المعرفة والمشروع والثقافة وهذه حقيقة نعرفها، لو فتحنا غطاء الطنجرة لنرى ما داخلها، على الرغم من سخافة تعبير الطنجرة، لرأينا كوارث، كفانا غشا برائحة طعام تصنعها البروباغندا وليست رائحة المستوى نفسه.
هل أنت مع تناول الدراما للحراك الحاصل في سوريا؟
أن تتناول الدراما الأزمة التي تحدث في سوريا الآن هي مسألة لست معها، لأنه عادة لا تفهم ولا تفسر جوانب الأزمات إلا بعد تقادم زمني يوضح الصورة، الصورة لما يحدث في سوريا ما زالت ملتبسة لكثير من الناس، وإن كنا نحن نعرف فكرة المؤامرة أو المشروع أو المحاور وما إلى ذلك، إلا أن الصورة غير محسومة، فكيف لك أن تتصدى لأزمة ملتبسة، وهكذا الحال، فكل الأزمات التي مرت بالعالم تم الحديث عنها بعد سنوات.
ألا ترى في التقديم البرامجي تعدي على التخصص الذي تدعو إليه؟
أنا أتكلم عن الجانب المعرفي في التخصص، فالتقديم لا يحتوي على جانب معرفي أكاديمي متخصص، فلا يوجد معاهد في العالم يدرس خلالها طالب مثلا أربع أوخمس سنوات ليتخرج فيها كمقدم برنامج، كليات الإعلام والصحافة تخرج صحافيين ومنهم من يتحول إلى مقدم، في حين هناك معاهد منتشرة في العالم متخصصة لتخريج الممثلين والمخرجين وكتاب السيناريست، الاختصاص يعني تأهيلاً أكاديميًا يمتد لسنوات في موضوع محدد، فلا يوجد شهادة خاصة بمقدم برامج على عكس الممثل أو المخرج أو السيناريست، علما أنه إذا قدم ممثل برنامجًا إخباريًا مثلاً لكان في ذلك تعدي على التخصص، وكذلك فإن بعض الممثلين احترفوا التقديم وذلك أيضًا أمر مختلف، على عكس ما قدمته أنا وبعض الممثلين الآخرين والذي كان حالة طارئة حققت لنا دخلاً اقتصاديًا في فترة قصيرة في ظل الظروف التي نعمل بها، الحديث عن الاختصاص يهدم كل البنى الرسمية والمؤسساتية في الوطن العربي.
أين أيمن زيدان من السينما؟
أين هي السينما، هذا هو السؤال، وليس أين نحن من السينما، بلد تنتج في أحسن أحوالها بالعام الواحد فيلمين، وهناك مئات الممثلين، نحن كممثلين نسأل دائمًا أين السينما.
لكن هذا العام يشهد إنتاج القطاع الخاص لـ5 أفلام إضافة إلى القطاع الخاص الذي قد ينتج أفلامًا أخرى؟
الأفلام التي تصور بحلول غير سينمائية، فيتم تصويرها بكاميرات رقمية أو تلفزيونية ويتم تحويلها لسينما لاحقًا، فكرة السينما مسقطة، لا يوجد صالات للعرض، نفتقد للذهن السينمائي، وتجارب السينما السورية لم تكن مؤثرة للمشهد الاجتماعي للأسف، ومعظم التجارب حكمتها للأسف حالات ذاتية ونخبوية وأصبحت بعيدة عن التأثير بحياة الناس.
هناك دائما ارتباط لك بالمسرح، فهل من جديد؟
حاليًا أحضر لمشروع مسرحي جديد، وأنا لا أبتعد عن المسرح، كل عام أو عامين أقدم عملاً، والمسرحية المقبلة ستكون عن نص quot;ممثل الشعبquot; وتقترب من أجواء الانتخابات والسياسة.
التعليقات