الاستمرار في متابعة الاخبار يؤثّر على صحتك وقد يُهدّد عافيتك مستقبلًا. الأمر بحاجة إلى ترشيد في المتابعة، خصوصًا في ظل جائحة كورونا، والأفضل أن تقضي وقتك في ممارسة أشياء تحبها.
"إيلاف" من بيروت: العالم مهووس اليوم بكورونا المستجد وبتفجيرات هنا وهناك تجعلنا مشغولين بمتابعة مصادر مختلفة للأخبار لمعرفة آخر التطورات التي تصيبنا بالاكتئاب. مع ذلك، غريزتنا تجعلنا نراقب هذه الأخبار والمناقشات حول ما تقوله التقارير الإخبارية المختلفة، والتي، عند دمجها، تسبب المزيد من الاكتئاب.
هذا هو المكان الذي يجعل كتاب رولف دوبلي "توقفوا عن قراءة الأخبار: بيان لحياة أكثر سعادة وهدوءًا وحكمة" Stop Reading the News: A Manifesto for a Happier, Calmer and Wiser Life (176 صفحة، منشورات سكبتر، 22.99 دولارًا)، منطقيًا للغاية. إذا سألت نفسك: ما الذي نحصل عليه بالضبط من طوفان الأخبار؟ الجواب سيكون: "لا شيء".
الاستفادة من الوقت
كتب دوبلي هذا الكتاب قبل تفشي جائحة كورونا، لكن رؤيته مدهشة للغاية. وبعد قراءة وجهات نظره، سيقضي القارئ الوقت بطريقة أفضل محاطًا بمشاعر إيجابية بقراءة كتاب أو مشاهدة فيلم أو الاستماع إلى الموسيقى.
رولف دوبلي كاتب ورجل أعمال سويسري، بدأ حياته المهنية في الكتابة روائيًا في عام 2002، واشتهر دوليًا بكتابه "فن التفكير الواضح"، وبعد أن قضى فترة طويلة من حياته بمتابعة الأخبار، سأل نفسه في أحد الأيام سؤالين؛ الأول: هل حقاً نفهم العالم بشكل أفضل لو اكتسبنا معرفة واسعة من متابعة الأخبار؟ أما السؤال الثاني والأهم: هل يساعدنا هذا على اتخاذ قرارات أفضل؟
فور استنتاجه أن الإجابات ليست إيجابية، تخلى دوبلي عن قراءة الأخبار. وبدلًا من ذلك، قضى بعض الوقت في ما كان يحب القيام به.
القراءة الأفضل
يرى دوبلي أن اختيار مصدر أو مصدرين موثوقين للأخبار يكفي لمعرفة ما يحدث في عالم السياسة والأعمال. برأيه، الأفضل قراءة المقالات الطويلة والكتب والبحوث الأكاديمية التي تثري المعرفة.
يضيف دوبلي أن زلازلًا في مكان ما من العالم، وحالات طلاق المشاهير، وإطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية، أو تحذير البنك المركزي الأوروبي من الركود، ليست أنباء مهمة حقًا في حياتك، ويمكن المرء الاستغناء عن مثل هذا الفوضى التي تنتشر من خلال الإنترنت بشكل خاص.
يقول: "إذا لم نكن مهتمين بما يحدث على كوكب المريخ، فلماذا يقلقنا زلزال أو بركان في أرضٍ بعيدة؟". لذلك، يدافع بشدة عما سماه وارن بافيت "دائرة كفاءاتنا".
في الأساس، لدينا جميعًا كمية ثابتة من قدرة الامتصاص في أذهاننا، وإذا كانت مليئة بالخردة، فسيكون هناك مساحة أقل للاحتفاظ بأشياء أخرى مهمة في الحياة.
الأخبار السلبية
يشير الكتاب إلى أن نظامنا يتفاعل بشكل غير متناسب مع الأخبار الفاضحة والمثيرة التي يستغلها صانعو المحتوى الإخباري. ويشدد على أن الكثير من الأخبار يمكن أن تجعلنا نفقد التركيز فترة طويلة؛ إذ إن إعطاء المزيد من الأهمية للأخبار السلبية يمكن أن يكون سامًا بالنسبة إلينا.
يمكن الأخبار أيضًا أن تنتج شهرة مزيفة، حيث نقرأ الكثير عن مشاهير لا يستحقون الشهرة، لكننا في الوقت نفسه، لا نعرف سوى القليل عن الأشخاص الذين أحدثوا فرقًا في التطورات الصحية العالمية، مثل عالم الأوبئة الأميركي، دونالد هندرسون، الذي أدت جهوده في حملة ناجحة قبل 40 عامًا إلى القضاء على مرض الجدري.
في الختام، ننصح بقراءة هذا الكتاب مع استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث إن الكم الهائل من المعلومات والنظريات التي تدور حول الفيروس، والتي لا يمكن الاعتماد عليها كثيرًا لأنها غالبًا ما تكون من مصادر غير موثوقة، تجعلنا مرتبكين ومضللين.
التعليقات