تستقي ليلى سليماني نتفًا من سيرة عائلتها المغربية لتبدأ مع روايتها "بلد الآخرين" أول كتاب في ثلاثية ضمنتها تأريخًا مغربيًا-فرنسيًا يسهل تحويله فيلمًا تسجيليًا، يتجاوز التأريخ الشفوي إلى السرد الشعبي.
إيلاف من بيروت: في عام 2016، فازت ليلى سليماني بجائزة غونكور الأدبية السنوية الأشهر في فرنسا، عن روايتها "أغنية ناعمة". تدور أحداث رواية سليماني الجديدة، "بلد الآخرين" (365 صفحة، منشورات غايمار الفرنسية) في الغالب في موطنها الأصلي، المغرب، وتمتد في الفترة ما بين نهاية الحرب العالمية الثانية واستقلال البلاد في عام 1956.
الشخصيتان الرئيسيتان في الرواية هما أمين وماتيلد. أمين جندي مغربي من مكناس خدم في الجيش الفرنسي أثناء الحرب العالمية الثانية، وماتيلد شابة فرنسية تحملت قسوة العيش في الألزاس المحتلة خلال فترة المراهقة.
يتحاب أمين وماتيلد ويتزوجان ويستقران قرب مكناس حيث يملك أمين أرضًا يخطط لتطويرها لتصبح مزرعة مزدهرة بالأساليب الحديثة. وهكذا، تنتقل ماتيلد إلى بلد كان محمية فرنسية منذ عام 1912، حيث سيشتد النضال من أجل الاستقلال بسرعة ويؤدي إلى موجات من العنف.
بالنسبة إلى الزوجين الشابين، تظهر الصعوبات فورًا. فمزرعة أمين المعزولة نسبيًا صخرية وجافة وتتطلب عملاً شاقًا ومتواصلًا. وماتيلد تواجه رفض المستعمرين الفرنسيين لأنها تزوجت من مغربي، وورفض العديد من المغاربة لأنها فرنسية.
مع ذلك، يبدأ أمين وماتيلد حياة معًا فينجبان طفلين، صارت كبيرتهما طالبة واعدة جدًا عندما التحقت بمدرسة فرنسية. تم تكريس جزء كبير من السرد لمحاولات ماتيلد للتوافق مع عائلة زوجها، مع الحفاظ على مستوى معين من الاستقلالية.
"بلد الآخرين" جزء أول من ثلاثية تستند جزئيًا إلى تاريخ عائلة سليماني نفسها، وهي بالتالي بداية ملحمة متعددة الأجيال ستتبع شخصيات مختلفة من الرواية الأولى، ضمن السياق الاجتماعي والثقافي المتطور للمجتمع المغربي، حتى يومنا هذا.
بالنسبة إلى المؤلفة، الابتكارات قليلة في التقنية الأدبية، فإن رواية "بلد الآخرين" مشروع روائي أكثر شمولاً من الرواية القصيرة المركزة التي جعلتها مشهورة. وهي تبرع في تفصيل المشاعر المتناقضة لكل شخصية رئيسية.
من ناحية أخرى، وفي بعض الحالات، تصف ببساطة تصرفات الشخصيات وتترك دوافعها للقارئ ليقررها. وبالمثل، في حين يُقدم معظم السرد بترتيب زمني معين، فهناك بعض الفجوات الزمنية تليها تقلبات غير مفسرة في الحبكة ستكون بلا شك ملائمة لتتحول إلى فيلم تسجيلي.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "وورد ليتيراتشور توداي". الأصل منشور على الرابط:
التعليقات