إيلاف من دبي: في يونيو 2019، أسقطت إيران طائرة أميركية بدون طيار، ودفع جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق الذي دافع دائمًا عما يسميه بفخر "الرد غير المتناسب"، دونالد ترامب إلى الموافقة على سلسلة من الضربات العسكرية انتقامًا. يمكن أن تشعر بإثارة بولتون عندما يصف عودته إلى منزله "في حوالي الساعة 5:30" لتغيير ملابسه لأنه كان يتوقع أن يبقى في البيت الأبيض "طوال الليل". لذلك، كانت صدمته فظيعة عندما قرر ترامب إلغاء الضربات في اللحظة الأخيرة، بعد أن علم أنها ستقتل ما يصل إلى 150 شخصًا. قال له ترامب: “هناك عدد كبير جدًا من أكياس الجثث. وهذا رد غير متناسب".

يتذكر بولتون إنه ما زال غاضبًا من إنسانية غير متوقعة من جانب ترامب حين ألغى تلك الضربة، معتبرًا أنه "أكثر شيء غير عقلاني رأيته على الإطلاق يفعله أي رئيس".

هذه الذكريات وغيرها تأتي من مصدرها، جون بولتون نفسه، في كتابه "تلك الغرفة التي شهدت اتخاذ القرارات" The Room Where It Happened، الذي أعيد نشره في طبعة ثانية في يناير المنصرم بعد نفاد الطبعة الأولى التي نشرت في عام 2020.

نسخة مزيدة
في النسخة المحدثة من مذكراته، هاجم بولتون ترامب، واصفاً إياه بأنه "أناني يعاقب خصومه الشخصيين ويسترضي روسيا والصين"، مضيفًا ان ليس لترامب فلسفة سياسية أو رؤية متماسكة، "وفي حال إعادة انتخابه، يمكن أن يغادر حلف الناتو، ويوقف الدعم لأوكرانيا ويشجع الصين على محاصرة تايوان، ويسعى إلى انعزالية تامة". وبحسب تقرير لـ "العربية"، كتب بولتون في المقدمة الجديدة للكتاب: "ترامب غير مؤهل لأن يكون رئيساً، فإذا كانت سنواته الأربع الأولى سيئة، فالسنوات الأربع الثانية ستكون أسوأ".

الفصل الذي كتبه بولتون عن أوكرانيا غريب ومربك. إنه مليء بالتفاصيل الصغيرة المعتادة، لكن في الأسئلة الأكبر والأكثر وضوحًا، تصبح الجمل عاصفة ومبهمة. يؤكد ما تذكرته فيونا هيل، المساعدة في البيت الأبيض، عندما أدلت بشهادتها في جلسات الاستماع في مجلس النواب (بما في ذلك تشبيهه الذي لا يُنسى لرودولف جولياني، المحامي الشخصي لترامب، بـ "قنبلة موقوتة"). لكن بولتون يرفض تقديم أي شيء حيوي نسبيًا في كتابه، ويختبئ في حيرته الخاصة.

مزعج لغاية
يتذكر اجتماعًا في المكتب البيضاوي قال خلاله ترامب إنه يريد أن يلتقي جولياني بالرئيس الأوكراني المنتخب آنذاك فولوديمير زيلينسكي "لمناقشة التحقيق الذي تجريه بلاده في جهود هيلاري كلينتون للتأثير على حملة 2016 أو في شيء له علاقة بهنتر بايدن". مع ذلك، يقول بولتون المعروف بـ "قدراته الهائلة على التذكر" إن الأمر كان أكثر من اللازم بالنسبة له. يضيف: "في التعليقات المختلفة التي سمعتها حول هذه المواضيع، بدت دائمًا مختلطة ومربكة، وهو أحد الأسباب التي جعلتني لا أعيرها الكثير من الاهتمام"، كما جاء في تقرير نشرته "نيويورك تايمز" الأميركية.

في خاتمة الكتاب، يحاول بولتون تفسير الأمر بطرق متعددة، قائلًا إنه على الرغم من أنه ربما وجد سلوك ترامب "مزعجًا للغاية"، إلا أن مجلس النواب خو الذي كان مذنبًا بـ "سوء التصرف في إجراءات عزل ترامب". وبدلاً من "التحقيق الشامل"، كما يقول، "يبدو أنهم محكومة بضروراتهم السياسية الخاصة للتحرك بسرعة للتصويت على مواد المساءلة".