طلال سلامة من برن (سويسرا): من المعروف أن استهلاك الكحول مربوط بخيط ذو رأسين يتمثل بخطر الاصابة بالسرطان وامكان تفشيه بالجسم. في هذا الصدد، تُبرز دراسة أميركية آلية جديدة قد تستطيع تفسير التحالف الخبيث بين الكحول ونمو السرطان وتفشيه بالجسم(الانبثاث السرطاني). كل شيء يتمحور حول اشارة تعطي الخلايا quot;الضوء الأخضرquot; كي تخوض مرحلة تحول خطرة. والكحول هي من يضيء هذه الاشارة!

في التفاصيل، فان الباحثين الأميركيين، من مركز (Rush University Medical Center) بمدينة شيكاغو، ينوهون بأن الكحول تقوم بحفز ظاهرة جوهرية لتطور السرطان الى مراحل شرسة. انها مرحلة انتقال من الايبيتيليوم الى الميزونكيمية. بوساطة هذه المرحلة، تتجدد الخلايا السرطانية الى شكل قادر على التفشي بالجسم. في الوقت الحاضر، فان الجالية العلمية تتابع عن كثب مرحلة الانتقال هذه كونها الأرض الخصبة لولادة الانبثاث السرطاني أي تفشي السرطان، من مكانه الأصلي الى أعضاء أخرى بالجسم. هكذا، تزداد الخلايا السرطانية خطورة. اذ ان التدخل الجراحي قادر على استئصال كتلة الورم الخبيثة. بيد أن هذه الخلايا الشرسة تجتاح أنسجة الجسم ما يجعل أبرع الجراحين العالميين عاجز عن معالجة المريض أم تمديد حياته.

في حال نجح الباحثون مستقبلاً في منع تحول خلايا الايبيتيليوم الى خلايا ميزونكيمية(جذعية) فان عدد ضحايا السرطان، حول العالم، سيتراجع بصورة ملموسة.

في الحقيقة، فان الكحول تساهم في اضاءة اشارتين بيوكيميائيتين، أساسيتين للانتقال الايبيتيليوم الى الميزونكيمية، هما عامل النسخ quot;سنايلquot; (Snail) وعامل النمو البشري. علاوة على ذلك، فان الخلايا البشرية المختبرية السرطانية، التي تم اشباعها بالكحول، فقدت اتصالها بالخلايا السليمة المحيطة بها. وهذا ما يحصل بالفعل لدى الخلايا الانبثاثية السرطانية التي تتهيأ لغزو أنسجة وأعضاء أخرى بالجسم، خارج وكرها الرئيسي.