ريما زهار من بيروت: الخطأ الطبي جرى مع شخص مقرب لي، من خلال عملية بسيطة قد يجريها أي طبيب مبتدىء وهي الماء الزرقاء، أجراها أحد اهم أطباء لبنان لكنها باءت بالفشل، إنزلقت العدسة من مكانها لكن الطبيب تجاهل الامر ولم يخبر المريضة بالموضوع، ربما خوفًا من إنفضاح اسمه ومكانته، فاضطرت المريضة الى إجراء عملية أخرى مؤلمة لكن مع طبيب آخر.

هذا الخطأ الطبي ليس الوحيد في لبنان بل هناك اخطاء كثيرة تجري سنويًا، منها حادثة جرت لسيدة تحولت حياتها الى مأساة ، بدأت القصة عام 1989 وبطلتها آمال نقولا من سكان سن الفيل، كانت تعمل في إحدى فنادق جبل لبنان، في تلك السنة أصبحت حاملاً للمرة الخامسة، ظروف زوجها المادية وكونه عاطلاً عن العمل دفعها الى الإجهاض، توجهت الى أحد الاطباء في إحدى المستشفيات حيث أجرى لها عملية الإجهاض، من ثم عادت الى عملها بعد 4 ايام، لكن الالم بقي مستمرًا وبعد الفحوصات إتضح ان الجنين لا يزال في الأنبوب وقد خسرت آمال نحو ليترين ونصف من دمها، أجريت لها عملية الإجهاض من جديد على يد الطبيب وبسبب غلطة أخرى نسي المنشفة المستعملة في العملية في بطنها!.

قصص كثيرة فيها عذابات كبيرة تدخل ضمن إطار الأخطاء الطبية الرائجة في لبنان، ولا قانون يردعها، خصوصًا وان قانون الآداب الطبية يمر مرور الكرام في حال حدوث أي حادثة، فضلاً عن ان المستشفيات وقبل إجراء العملية تجعل المريض يوقع على وثيقة بانه يتحمل بنفسه المسؤولية.

بين القانون والطب

الخطأ الطبي عبارة عن فعل يُرتكب في العمل الطبي من دون قصد. لكن رغم ذلك، فإنه يكون قاتلاً في بعض الأحيان، فينتج عنه موت المريض.أما أسبابه فعديدة، بحسب أحد المسؤولين المتابعين لهذا الملف، منها التسرع خلال العمليات الجراحية وعدم الانتباه، فإن quot;شرودًا بسيطًا من الطبيب الجراح قد يؤدي إلى خطأ طبي، ويجب أن يكون الطبيب الجراح في كامل انتباهه حتى لا يقع فيهquot;.
ويشير المسؤول المذكور إلى أنه في كثير من الأحيان لا تساعد حالة المريض ووضعه الصحي المتدهور الطبيب على نجاح العملية quot;فيُعَدّ حادثًا طبيًا إذا ما باءت العملية للفشلquot;. في هذه الحالة quot;لا يكون الذنب ذنب الطبيب، بل ذنب القضاء والقدر اللذين يحددان مصير المريضquot;. فالطبيب في هذه الحالة يبذل ما في وسعه طبيًا.

أما عن العوامل التي تؤدي إلى وقوع الأخطاء الطبية، فهي كثيرة جدًا بنظر المسؤول المذكور. إذ لا يمكن حصرها بسبب تطور العمل الطبي المستمر وظهور عوامل جديدة من وقت إلى آخر، لكن من أهم هذه العوامل في نظره هي عدم التزام المؤسسات بالمعايير العالمية للجودة، بالإضافة إلى استخدام أطباء ليسوا من أصحاب الخبرة والكفاءة.

تجدر الإشارة إلى أنه لا إحصاء حقيقيًا لمجموع الأخطاء الطبية المرتكبة في لبنان التي تنتج منها خسائر في الأرواح. لكن مسؤولاً متابعًا لملف الاستشفاء يقول إن ثمة مبالغة في الحديث عن حجم الأخطاء الطبية في لبنان. في هذا الإطار، يُذكر أنه صدر عن وزارة الصحة الأميركية أن نحو 98 ألف شخص يتوفون سنويًا في الولايات المتحدة نتيجة الأخطاء الطبية التي تُعَدّ ثامن سبب للوفيات فيها. وتشير مجلة بريطانية مختصة بالشؤون الطبية إلى أن العدد قد يصل إلى ثلاثين ألف شخص يتوفون سنويًا في بريطانيا بسبب أخطاء طبية. وإذا ما أضيف إليه من يعانون عواقب وخيمة من جراء تلك الأخطاء دون أن تصل بهم إلى حد الوفاة، فإن تلك النسبة تصل إلى نحو مئة ألف شخص.