أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: يعاني مرضى السكري أكثر من غيرهم خلال عيد الأضحى، إذ أن فئة عريضة منهم يضعون الحمية التي يصفها لهم الطبيب جانبا، ويتناولون لحوم الأكباش المحظورة عليهم نهائيا، ما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية، بعد ارتفاع مستوى السكر في دمهم. وليس هذا مجرد تخمين، بل حقيقة وقفت عليها quot;إيلافquot;، عند زيارتها لعيادة إحدى الاختصاصيات في أمراض الغدد والتعذية، التي كانت مكتظة بحالات مرضى اضطروا إلى زيارة الطبيبة، بعد أن quot;خرقواquot; نظام الحمية، وتناولوا لحم الكبش، ما أدى إلى ارتفاع مستوى السكر في دمهم.

تقول الدكتورة فهد بلقاضي، طبيبة أخصائية في هرمونات التغذية والسكري والحمية، quot;نسبة مهمة من المرضى لا يتبعون الحمية الغذائية النموذجية المخصصة للمصابين بالسكري، وهذا ما يزيد من احتمال تدهور حالات المرضى، إذ أن غالبيتهم يريدون وصف الدواء لهم، دون أن يبدوا رغبة في اتباع الحمية.. وهذا لن يأتي بنتيجة لأن اعتماد نظام غذائي نموذجي هو السلاح الفعال ضد السكريquot;.

وأوضحت الطبيبة الأخصائية في هرمونات التغذية والسكري والحمية، لـ quot;إيلافquot;، أن quot;عدد من المرضى اضطر إلى تغيير وصفات التي وصفناها لهم، أخيرا، بعد أن أخلوا بنظام الحمية، ما جعلهم يعانون من بعض المشاكل الصحيةquot;. ثورية فضل واحدة من المصابات اللواتي لم يلتزمن بالحماية، ما اضطرها إلى أخذ موعد للقاء الطبيبة، بعد أن تكررت معها نوبات دوار طويلة، إلى جانب آلام شديدة في الرأس، وإحساس دائم بالإرهاق، وأعراض أخرى.

وعند لقاءها بالطبيبة اعترفت ثورية بتناولها لحم الكبش، وهو ما أدى إلى ارتفاع مستوى السكر في دمها، إلى جانب تناولها مواد غذائية أخرى مصنفة في خانة المحظور. ورغم التحذيرات الشديدة اللهجة التي وجهتها إليها الطبيبة، إلا أنها استقبلت التأكيد على ضرورة الالتزام بنظام حمية غذائية، بابتسامة كانت كافية للإشارة بأن بنود الاتفاق سيجري الإخلال بها مجددا، ما دامت المريضة مستعدة لتناول مواد غذائية تحتوي على كميات كبيرة من السكريات ولو بكميات أقل شيئا ما من السابق.

توضح فضل ثورية، لـ quot;إيلافquot;، quot;لم أستطع المواظبة على النظام الغذائي الصارم الذي وصفته لي الطبيبة، لكوني أشتهي في بعض المرات تناول لحم الكبش أو الحلويات، التي أقتنيها مرة في الأسبوعquot;. وذكرت أنها quot;ستحاول أن تطبيق ما تيسر من النظام العذائي النموذجي الذي نصحتها به الطبيبةquot;، مشيرة إلى أنها quot;مضطرة إلى ذلك خشية أن تتدهور صحتها بشكل أكبرquot;.

وحسب معطيات رسمية فإن نسبة انتشار هذا الداء تقدر بـ 10 في المائة، في حين يمكن لهذه النسبة أن تتجاوز 10 في المائة، خاصة لدى الأشخاص البالغين 50 سنة من العمر. ويقدر عدد المصابين بهذا الداء بما يقارب ثلاثة ملايين، دون احتساب الحالات غير المصرح بها، إذ أن بعض المرضى يرفضون زيارة الطبيب، بسبب يقينهم بعدم الالتزام بالحمية الغذائية.

وأمام استفحال هذا الداء ومساهمة في تقليص عدد الوفيات جراء داء السكري عملت وزارة الصحة على وضع مخطط صحي برسم ( 2008 -2012 ) يرمي إلى تحسين مستوى التكفل بمرضى السكري وتعزيز استراتيجية التواصل والإعلام في هذا المجال.