طلال سلامة من برن: منذ شهر أيلول (سبتمبر) الفائت، خسر مرضى السكري سلاحاً علاجياً هاماً، هو دواء روزيغليتازون، المعروف باسم أفانديا في الأسواق، في أعقاب توجيهات منظمة الأدوية الأوروبية التي وضعت حظراً على بيعه من جراء ما يرافق تعاطي هذا الدواء من مخاطر على القلب. كما يشمل حظر البيع أيضاً كل ما يتم تعاطيه، مع هذا الدواء، لتخفيض نسبة السكر بالدم.

من جانبهم، لا يرى الأطباء السويسريين ضرورة التوقف عن تعاطي هذا الدواء. اذ ان مفعوله السلبي لا يصيب المريض فوراً. ما يعني، وفق رأي هؤلاء الأطباء، أن مخاطر التوقف عن تعاطي دواء روزيغليتازون، بين ليلة وضحاها، تبقى أعلى من التريث قليلاً ومواصلة تعاطيه لغاية استبداله، بوصفة من الطبيب، بدواء آخر.

في هذا الصدد، يشير الأطباء الى أنه يوجد دواء آخر، مماثل لدواء روزيغليتازون ظاهرياً فقط، قد يبدد الحيرة التي أصابت مرضى السكري. يدعى هذا الدواء quot;بيوغليتازونquot; وهو قادر على قطع خطر الوفاة، الناتجة من أي مفاجأة قلبية مميتة، بنسبة 15 في المئة. ويعتمد الأطباء في استنتاجهم على تجارب خضع لها آلاف المتطوعين في 20 دولة أوروبية. علاوة على ذلك، وفي ما يتعلق بالدهون الموجودة بالدم، فان الدوائين لهما مفعول يتعارض مع الآخر. في حين يزيد دواء روزيغليتازون من مستويات الكوليسترول السيء quot;ال دي الquot; يعمل الدواء quot;بيوغليتازونquot; على فرض نوع من التوازن، ذو المفعول الصحي الايجابي، بين كافة أنواع الدهون الموجودة في الدورة الدموية.

مع ذلك، فان كلا الدوائين لهما العوارض الجانبية السلبية ، والتي تتجسد في زيادة احتباس السوائل بالجسم، ما يجعل الوجه والأيدي والأقدام منتفخة. لذلك، فان كل من يعاني من مشكلات في القلب أم كلوي لا يستطيع تعاطيهما!

في المقام الأول، يشدد الأطباء في مستشفى جنيف على ضرورة حماية القلب والأوعية الدموية، مهما كان الدواء المنصوح بأخذه. ويوجد معايير، اليوم، لحماية مرضى السكري من خطر الاصابة بالذبحة أم الجلطة. اضافة الى التحكم بمستويات السكر بالدم، على الطبيب تحسين نمط حياة المرضى عن طريق مراقبة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول والترغليسيرين باستمرار. ما يقطع خطر التعرض لأي أزمة قلبية بنسبة 50 في المئة.