طلال سلامة من برن (سويسرا): تتمحور آمال مرضى الانبثاثات السرطانية العظمية اليوم حول جسم مضاد قد يتحول قريباً الى دواء. تشمل هذه الانبثاثات خصوصاً المرضى المصابين بسرطان نخاع العظم المتعدد (multiple myeloma) وسرطان الثدي وسرطان البروستاتة. ويعود الفضل في اكتشاف العلاقة، بين نظام المناعة المكتسبة بالجسم والسرطان، الى فريق من الباحثين الايطاليين في جامعة بادوفا. اذ يتعلق كل شيء، في هذه العلاقة، بنشاط quot;ريلاكسينquot; (Relaxine) وهي مادة تنتجها الأورام الخبيثة بكميات عالية، وتساهم في توليد الانبثاثات السرطانية العظمية.

بالاضافة الى ذلك، فان النتائج المختبرية تنوه بأن مادة quot;ريلاكسينquot; تساعد في تدمير العظم كونها تنجح في انتاج كميات هائلة من الكالسيوم ما يسبب بفرط كالسيوم الدم المعروف باسم quot;هيبركالسيميquot; (Hypercalcemy). بمعنى آخر، فان هذه المادة، وعبر تأثيرها على مستقبلات معينة لخلايا الهيكل العظمي، تقوم بحفز آليات خلوية تؤول الى تدمير العظم بالجسم.

في مرحلة ثانية من البحث الايطالي، نجح الباحثون في تمييز جسم مضاد لمادة quot;ريلاكسينquot;، أطلق عليه اسم quot;أنتي ريلاكسينquot; (Anti Relaxine)، قادر على وقف القدرات التدميرية لهرمون quot;ريلاكسينquot;، على الخلايا العظمية، بصورة تامة! لذلك، والى جانب فهم كيفية عمل هرمون quot;ريلاكسينquot;، تمكن الباحثون، في المقابل، من فهم كيفية عمل جسم مضاد جديد، أي quot;أنتي ريلاكسينquot;، قادر على الوقوف بالمرصاد لهرمون quot;ريلاكسينquot;. بواسطة هاتين الآليتين، تُفتح الأبواب أوتوماتيكياً أمام فئة جديدة من الأدوية التي تستطيع معالجة الانبثاثات السرطانية العظمية بذكاء!