الياس توما من براغ: صدرت عن دار الشروق المصرية الترجمة العربية لكتاب الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس الذي يحمل عنوان الكرة الأرضية زرقاء لا خضراء مع عنوان فرعي يقول أيهما الأكثر عرضة للتهديد المناخ أم الحرية؟


ويلاحظ من عنوان الكتاب بأنه يمثل محاولة جريئة للتصدي لما يقوله علماء البيئة حول التغيرات المناخية الكبيرة الجارية ودور الإنسان السلبي فيها والحاجة الماسة إلى إجراءات عاجلة لانقاد الكرة الأرضية الأمر الذي جعل الرئيس كلاوس يتعرض لانتقادات كثيرة من قبل مختلف الجهات المهتمة بالبيئة والى اتهامه بالعمل على السباحة في الاتجاه المعاكس كي يلفت الأنظار إليه أكثر من تقديمه صورة موضوعية عن أوضاع كرتنا الأرضية استنادا إلى الحقائق العلمية.


ويرفض الرئيس كلاوس الاتهامات الموجهة إليه مؤكدا خلال حفل تقديمه الكتاب إلى العربية في القاهرة يوم الاثنين الماضي بان الكتاب لم ينشأ مصادفة في عام 2007 حين أصدر النسخة التشيكية منه كما انه لم يكتبه من دون تفكير طويل وتحضيرات ودراسة لمختلف المصادر من فروع مختلفة.


ويشدد كلاوس على أن الهستيريا المثارة الآن حول ارتفاع درجة حرارة الأرض لا تتعلق بالمناخ أبدا بل ولا تتعلق عمليا بأي شيء حسب زعمه.
وأشار إلى أن أول المبررات لإصدار هذا الكتاب تبلورت في بدايات السبعينات حين بدأ نادي روما ينشر في العالم ما اسماه كلاوس بسيناريوهات كارثية مزيفة وغير جوهرية حول حدود النمو وانه منذ ذلك الحين إلى اليوم لم يتغير شيئا في موضوع هيكلية الحجج والذرائع.


ورأى أن الأساس في هذا الأمر قائم على عدم الثقة بالإبداع البشري وعدم الثقة بالانضباط البشري وبالمقدرة على التكيف وعدم الثقة بالديموقراطية والسوق و بالدولة والسياسة والسياسيين وبحكمة الخبراء.


واعتبر كلاوس بان الخلاف الجاري حول ارتفاع درجة حرارة الأرض أو ما يسمى الآن بالتغيرات المناخية يمثل ساحة جديدة للجدال الذي لا ينتهي حول الحرية وأهميتها بالنسبة للمجتمعات البشرية مشيرا إلى أننا كنا قبل فترة شهود عيان على محاولة طرف في هذا الخلاف الانتصار على هؤلاء الذين يعتبرون الحرية الأساس للمستقبل البشري.


واعتبر أن هذه المحاولة جرت في مؤتمر كوبنهاغن الذي استهدف ليس إيقاف الارتفاع الطفيف المسجل لدرجة حرارة الأرض والذي توقف أصلا وإنما إيقاف عجلة النمو الاقتصادي وزيادة الرفاهية ولاسيما في الدول الأقل تطورا والتي لديها الآن اولويات أخرى مختلفة عن اولويات المجتمعات الصناعية الغنية وحذر من أن هذه المحاولات ستستمر وانه في حال عدم مواجهتها بشكل حازم فان هذه المحاولات قد تنجح.


وشدد في دفاعه عن كتابه بان الشيء المهدد ليس المناخ وإنما الحرية الإنسانية والازدهار ولذلك يتوجب أن يرفض الجميع هذا التلاعب القائم بالناس ولاسيما ضرورة رفض الدول الأفريقية والأمريكية اللاتينية التي لا تزال في بدايات نموها الاقتصادي. ورأى أن كتابه سيساهم في فهم الأهداف الحقيقية لمطلقي الإنذارات المناخية
يذكر أن الكتاب سبق وان صدر في 13 لغة أخرى وبالتالي فان الإصدار العربي يعني ارتفاع عدد اللغات التي ترجم إليها إلى أربعة 10 لغة.