اضطر فريق من العلماء إلى سحب دراسة حول الارتفاع المتوقع في مستوى البحر بسبب الاحتباس الحراري بعد اكتشاف أخطاء أضعفت نتائج الدراسة.
وكانت الدراسة نُشرت عام 2009 في مجلة quot;نيتشر جيوساينسquot; التي تعتبر من أبرز المطبوعات المتخصصة في هذا المجال، وأكدت الدراسة ما توصلت إليه اللجنة الدولية للتغير المناخي من استنتاجات في تقريرها الصادر عام 2007. واستخدمت الدراسة في حينها بيانات ومعلومات تغطي الـ 22 ألف عام الأخيرة من عمر الكرة الأرضية متوقعة على أساسها أن يرتفع مستوى سطح البحر بواقع 7 سنتم إلى 82 سنتم حتى نهاية القرن.
وقال مارك سيدال من قسم علوم الأرض في جامعة بريستول البريطانية يوم نُشرت الدراسة انها تعزز الثقة في تفسير النتائج التي أعلنتها اللجنة الدولية للتغير المناخي في تقريرها. وقالت اللجنة في التقرير إن مستوى سطح البحر سيرتفع على الأرجح بواقع 18 إلى 59 سنتم بحلول عام 2100 لكنها شددت على أن هذا الاستنتاج يستند إلى معلومات ناقصة عن ذوبان الصفائح الجليدية وان الارتفاع الحقيقي في مستوى سطح البحر قد يكون أعلى.
ولاقت مقاربة اللجنة الدولية انتقادات وجهها العديد من العلماء بوصفها مقاربة متحفظة وأشارت أبحاث مختلفة منذ ذلك الحين إلى أن مستوى سطح البحر يمكن أن يرتفع بمقدار اكبر. وتوقعت إحدى الدراسات ان يرتفع مستوى سطح البحر ما بين 75 و190 سنتم بحلول عام 2100. وقال سيدال انه لا يعرف ما إذا كانت تقديرات الدراسة التي سُحبت تغالي في توقعاتها مقدار الارتفاع في مستوى سطح البحر أو تقلل من هذه التوقعات.
وأوضح خلال إعلانه سحب الدراسة أن البشر يرتكبون أخطاء وان الأخطاء تحدث في العلم أيضا. وأضاف أن هناك خطأين فنيين في الدراسة لفت إليهما علماء بعد نشرها. وتطلب ذلك سحب الدراسة رسميا بدلا من تصويب الخطأين لأنهما يضعفان نتائج الدراسة.
وقال العلماء الذين أجروا الدراسة أنهم أدركوا بعد نشرها وقوع خطأين يؤثران على تقدير ارتفاع سطح البحر في المستقبل، وان هذا يعني أنهم لم يعودوا قادرين على الخروج باستنتاجات ثابتة حول ارتفاع سطح البحر في القرن الحادي والعشرين من هذه الدراسة دون القيام بمزيد من البحث العلمي.
وأوضح العلماء أن احد الخطأين كان في الحسابات والآخر في عدم اخذ تغير الحرارة خلال الألفي عام الأخيرة في الحسبان بصورة كاملة. quot;وبسبب هذه القضايا سحبنا الدراسة وسنقوم الآن بمزيد من العمل لتصحيح هذه الأخطاءquot;. ومن جانبها، قالت دار النشر التي تصدر مجلة quot;نيتشر جيوسانيسquot; إن هذه أول دراسة تُسحب من المجلة منذ تأسيسها في عام 2007.