دعا علماء الى إجراء دراسات واسعة لتحديد ما إذا كان ارتفاع درجات الحرارة بالارتباط مع الاحتباس الحراري يمكن ان يؤدي الى تزايد ثورات البراكين والزلازل والانزلاقات الارضية والموجات المدية أو التسونامي.

يقول العلماء ان الزيادات الكبيرة في حرارة الجو في الماضي السحيق ربما كانت لها علاقة بالتغيرات التي حدثت في النشاط الجيولوجي. ويبقى من باب التكهنات ان يُشار الى ان التغير المناخي المتوقع حدوثه خلال العقود القادمة يمكن ان يؤدي الى تغييرات جيولوجية مماثلة. ولكن العلماء يقولون ان هناك أدلة كافية لأخذ مثل هذا الخطر على محمل الجد. وربط بعض الخبراء بالفعل بين المستويات الحالية من ارتفاع حرارة الأرض والانهيارات الصخرية والانزلاقات الأرضية في المناطق الجبلية.

ونقلت صحيفة الغارديان عن العالم ريتشارد بيتس المتخصص بتصميم النماذج المناخية النظرية في مركز هادلي للارصاد الجوي جنوبي انكلترا، قوله quot;ان هذا مضمار جديد للبحث الأكاديمي ينطوي على دلالات مثيرةquot;. واضاف ان الافتراض السابق كان يستبعد وجود علاقة بين التغير المناخي وهذه الظواهر quot;ولكن من الجائز التكهن بأن التغير المناخي يمكن أن يزيد احتمالات وقوعهاquot;.

ولاحظ بيتس غياب الأدلة التي تؤكد ان المستويات الحالية من ارتفاع حرارة الأرض تؤثر في أحداث مثل الزلزال الذي ضرب الصين الاسبوع الماضي متسببا في مقتل مئات الأشخاص وثورة البركان في ايسلندا الذي شل حركة الطيران في عموم اوروبا.

يقول خبراء ان ارتفاع حرارة الأرض يمكن ان يؤثر في حدوث مخاطر جيولوجية مثل الزلازل بسبب الطريقة التي يمكن ان يحرك بها احجاما كبيرة من الكتلة الأرضية على سطح الكوكب. فان ذوبان الكتل الثلجية الضخمة وارتفاع مستوى سطح البحر يغير توزيع كميات هائلة من الماء مؤديا الى تنفيس الضغط وزيادته عبر باطن الأرض. ومثل هذه التغيرات في الضغط يمكن ان تزيد احتمالات التصدع والتحولات الزلزالية.

وتشير دراسات أُجريت في المانيا الى ان قشرة الأرض يمكن ان تكون في بعض الأحيان قريبة من الانهيار بحيث ان تغيرات طفيفة في ضغط السطح نتيجة امطار غزيرة، يمكن ان تسبب زلازل ارضية. وكانت عواصف مدارية وهطول ثلوج وتغيرات في المد رُبطت بتغيرات حدثت في النشاط الزلزالي.

تنشر الجمعية الملكية في بريطانيا سلسلة خاصة من الأبحاث العلمية حول هذا الموضوع. وفي اطار هذه السلسلة يكتب العالم بيل ماغواير من الكلية الجامعية في لندن اليوم الاثنين ان الدراسات في مجال بناء النماذج النظرية واسقاط الاتجاهات الحالية على المستقبل، تشير الى زيادة الخطر فيما يتعلق بطيف واسع من الظواهر الجيولوجية وخصائص التضاريس الأرضية في عالم ارتفعت حرارته في حين ان عمليات الرصد تشير الى ان حدوث زيادة في متوسط درجات حرارة الأرض قد يستثير ردا خطيرا من قشرة الأرض والطبقة العلوية تحتها. كما دعا بيتس لجنة المناخ الحكومية التابعة للأمم المتحدة الى التعامل بمزيد من الصراحة والانفتاح مع تقييم الآثار الناجمة عن التغير المناخي بتأثير نشاطات بشرية وما يترتب عليها من نتائج.

وتأتي سلسلة الأبحاث هذه بعد اجتماع خاص حول الموضوع عُقد العام الماضي وهي تُنشر في مجلة Philosophical Transactions of the Royal Society A وتضم دراسات حول التأثير المحتمل لارتفاع درجات الحرارة على ظواهر مثل الزلازل والبراكين وما إذا كان تحرير غازات من مكامن تحت سطح البحر يمكن ان يسبب انزلاقات اراضية وموجات مدية أو تسونامي.