حلّت سحب الرماد البركاني مساء يوم الثلاثاء بالجزائر، في حدث استثنائي أثار اعلان الطوارئ وسط دوائر الملاحة الجوية ومصالح الأرصاد، ويتوقع الخبير الجزائري الدكتور لوط بوناطيرو بتسبب هذا الرماد في تلوث كبير قد ينتج احتباسا حراريا.

الدكتور لوط بوناطيرو

الجزائر: غطت سحب الرماد البركاني محافظات وهران (400 كلم غرب) وبشار (ألف كلم جنوبي غرب)، وكذا تندوف (أقاصي الجنوب)، وهي ماضية في الانتشار حاليا ، مع احتمال امتدادها إلى مناطق أخرى في الصحراء الجزائرية والسواحل الشمالية في البلاد.
هذا الواقع دفع مجموعة quot;الجزائرية للطيرانquot; المملوكة للحكومة، الى إنشاء خلية أزمة والتلويح بغلق مطارات وإلغاء رحلات جوية في المناطق التي يغطيها الرماد البركاني، فيما افاد متحدث باسم الشركة أنّ الأخيرة ترفض اتخاذ قرارات متسرعة وتحبذ التريث بهذا الشأن.

وفي تصريحات خاصة بـquot;إيلافquot;، يركّز بوناطيرو على كون عامل الرياح هو سبب وصول هذا السحاب إلى الجزائر ودول الجوار بفعل الوجهة الشرقية التي اتخذها هذا الرماد، كما يرى الدكتور بوناطيرو، أنّ انبعاث الرماد البركاني مجددا نتج عن لفظ الأرض لمخزونها الباطني منذ أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول المنصرم، في صورة النشاط الطبيعي المعبّر عنه من خلال زلزالي هايتي والصين، وبركاني أندونيسيا وايسلندا، خلافا لما ظلّ سائدا من سبات طبيعي نسبي ومتباين في الكوكب الأرضي منذ العام 2004.

ويذهب د. لوط بوناطيرو المختص في علم الفلك وتقنيات الفضاء، إلى أنّ هذه الكتلة الرمادية مرشحة لتصير أكثر كثافة في حال تنامي انفجارات البركان الايسلندي، وينطوي هذا الرماد على خليط معتبر من البخار الملوّث والغازات، بهذا الصدد، يتوقع بوناطيرو أعطالا واحتباسات في مجال الملاحة الجوية، ولن يقتصر الأمر بحسبه على الطائرات العادية بل حتى تلك الصغيرة، إضافة إلى طوّافات الهيلكوبتر.

ويُرجع الخبير الأمر إلى الأضرار التي تلحقها الغازات بالأجهزة الالكترونية الحساسة على غرار محركات الطائرات، كما يلفت بوناطيرو إلى المحاذير الصحية، حيث سيعاني عموم المصابين بالأمراض المزمنة على غرار الربو والحساسية وغيرهما، وهو سيناريو سيشتد إذا ما طال الأمر وانتشر الرماد البركاني بصفة مكثفة في السماء، لذا يهيب بوناطيرو بمواطنيه والسلطات التزام جانب الحيطة والحذر.

وبشأن انعكاسات الرماد البركاني على البيئة في الجزائر، يشدّد على أنّ الظاهرة في تجلياتها تعدّ تلوثا طبيعيا بأتم معنى كلمة، تبعا لإفراز ذاك الرماد لعدة مركبات حمضية تقضي على صفاء الجو، ويرتفع معها حجم الرطوبة، فضلا عما قد يطرحه الغلاف الجوي المحلي من فضلات ترتفع بكثرة وينتج عنها احتباسا حراريا في الجزائر، على نحو ستكون له آثارا سلبية يكون زوالها مرهونا بمدة النشاط البركاني.

ويلّح د. بوناطيرو على أنّ الحل الوحيد لهذا الرماد البركاني وما يترتب عنه، يكمن في سقوط الأمطار، طالما أنّ هذه الأخيرة تربك السحاب وتدفع المواد التي يفرزها إلى التلاشي داخل الأتربة، ويضيف الخبير الجزائري أنّ هذا السيناريو حصل في السحاب الأول الشهر المنقضي، لدى وصول الرماد البركاني إلى مصر وعدد من الدول الآسيوية.