تتواصل اهمية مصادر الطاقة المنجمية في العديد من اقطار العالم النامي، والعالم العربي ايضا وتلعب دورا مهما وبارزا ولا سيما مواد مثل الفحم والغاز الطبيعي
اعتدال سلامه من برلين:لعل اقرب مثال هو ما تقدمه المؤسسة الالمانية للتعاون التقني الى معهد الابحاث العلمية quot; سيان quot; في الصين والذي يبين بوضوح مدى امكانية الجمع بين الندوات الخاصة بمتابعة التأهيل وتوفير اجهزة القياس الجديدة وتنفيذ المشاريع النموذجية في مضمار انتاج الطاقة الكهربائية وتقليص تلوث البيئة.
فكما هو معروف تعتبر الصين واحدة من اكبر الدول المسببة للانبعاثات الضارة وبالدرجة الاولى غاز ثاني اكسيد الفحم، الذي يتسبب في انحباس حرارة الجو والمناخ. اذ تصل نسبتها الى حوالى 13 في المائة من مجموع انطلاق هذا الغاز في العالم، وينطبق الامر على الهند ايضا وفي اخر القائمة مصر لان قطاع مصانعها لا يستخدم اجهزة تمنع التلوث مثل الفلتر.
وتشير بيانات وزارة البيئة الاتحادية إلى انه تم في عام 2008 احراق ما يزيد عن 25 مليون طن من الفحم الحجري في الصين لوحدها، الامر الذي ادى الى انطلاق 350 الف طن من الغبار واكثر من 450 الف طن من غاز ثاني اكسيد الكبريت و56مليون طن من غاز ثاني اكسيد الفحم، علاوة على 4 ملايين طن من الرماد الذي يتعين تخزينه. ونظرا لعدم توفر الاموال اللازمة لاستخدام التقنيات الحديثة في محطات الطاقة الكهربائية في الصين، فقد تركز التعاون بين المؤسسة الالمانية للتعاون التقني ومعهد الابحاث العلمية الصينية سيان على تحسين امكانية احراق المواد المستخدمة في محطات الطاقة التي تعمل على الفحم بافضل صورة ممكنة.
وعقب توقيع اتفاق بين المؤسسة الالمانية والمعهد الصيني للتعاون في مجال انتاج الطاقة من الفحم الحجري وفي الوقت نفسه حماية البيئة الصينية مطلع هذا العالم بناء على شروط المانية لحماية البيئة والطبيعة، اقيمت الاسبوع الماضي ندوة دورية في اقليم شانغن دو الصيني المشهور بكثرة مناجم الفحم فيه شارك فيها 400 شخص من المسؤولين والخبراء الصينيين والالمان، وكلل هذا النشاط بتقديم الجانب الالماني المشورة اللازمة الى القائمين على 19 محطة للطاقة الكهربائية من الفحم الحجري تتراوح قوتها ما بين ال200 و600 ميجاوات بعد ان تم تزويدها باجهزة القياس اللازمة المصنوعة في المانيا للحصول على المعلومات الضرورية اللازمة لتحديد انبعاث الغازات منها.
والهدف من التعاون الالماني الصيني بدرجة الاولى تحسين طرق الاحتراق بافضل وسيلة ممكنة، ولاسيما في المحطات الكبيرة التي تزيد طاقتها على ال600 ميجاوات، الامر الذي سيساهم في تحسين انطلاق البخار وتوفير كميات كبيرة من الفحم تصل الى نحو 200 الف طن سنويا. كما ادى الى خفض كميات غاز ثاني اكسيد الفحم حوالي 200 الف طن وغاز ثاني اكسيد الكبريت حوالي 4 الاف طن، والغبار حوالى 3 الاف طن وغير ذلك من المواد والغازات الضارة، كما تم تخفيض نسبة الرماد الى حوالي 40 الف طن.
وبذلك يظهر بوضوح مدى اهمية النتائج التي يتمخض عنها توفير الفحم وحماية البيئة من التلوث في حال تحسين احراق الفحم حتى في محطات انتاج الكهرباء الصغيرة او القديمة بنسبة 1،9 في المائة.
التعليقات