اسلام اباد: قال متحدث باسم الامم المتحدة يوم الثلاثاء ان أسوأ سيول في تاريخ باكستان دمرت سبل حياة اكثر من ثلاثة ملايين شخص في الوقت الذي يتفاقم فيه الغضب من طريقة الحكومة التي لا تحظى بشعبية في مواجهة المحنة.

ومن المرجح ان تتفاقم الكارثة التي بدأت قبل اسبوع تقريبا واودت بحياة أكثر من 1400 شخص مع توقع هطول مزيد من الامطار. ويمكن أن يؤدي تفشي امراض تنتقل عبر المياه مثل الكوليرا الى ازمة صحية.

كما ألقت الكارثة من جديد بظلال من الشك على قيادة الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري الذي يواجه مشكلات عديدة من تمرد عنيد لطالبان وفقر واسع النطاق الى انقطاعات مزمنة في الكهرباء في الدولة المسلحة نوويا والحليفة للولايات المتحدة.

ويسود تصور منذ فترة طويلة ان حكومات باكستان المدنية ينخرها الفساد وتفتقر للكفاءة الى حد بعيد مما يجعل الجيش يتدخل في اوقات الازمات.

وتكافح السلطات الباكستانية لمساعدة ضحايا السيول الذين خسر كثير منهم منازلهم وموارد رزقهم واشتكوا من ان السلطات لم تحذرهم مسبقا من السيول.

وقال امجد جمال المتحدث باسم برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة ان ما يصل الى 1.8 مليون شخص في حاجة ماسة للمياه والطعام والمأوى. وذكر ان بعض الاشخاص يتعرضون للدغ ثعابين المياه.

ويتبدى الغضب في بلدات مثل تشارسادا. وشاهد مراسل رويترز اشخاصا يهاجمون شاحنات توزع امدادات الاغاثة مما دفع الشرطة لضربهم بالهراوات.

واتهمت بيستما بيبي (65 عاما) التي فقدت حفيديها في السيول عمال الاغاثة الحكوميين بالاكتفاء بمساعدة اصدقائهم او اقاربهم. وقالت quot;اتيت الى هنا في الخامسة صباحا. بذلت قصارى جهدي. توسلت وقاتلت ولم احصل على شيء. انهم يعطونها(الامدادات) لاهاليهم.quot;

وتواجه ادارة زرداري سلسلة من الازمات على مدى الاسابيع القليلة الماضية من حادث سقوط طائرة محلية على مشارف العاصمة هو الاسوأ على الاطلاق مرورا بتسرب تقارير بشأن مزاعم عن دعم اسلام اباد لطالبان الافغانية التي تقاتل الولايات المتحدة الى خلاف دبلوماسي مع بريطانيا.

وخلال لقائه بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس يوم الاثنين طلب زرداري مساعدات دولية فورية.
ونقل المتحدث باسم زرداري فرحة الله بابار عن زرداري قوله quot;نحن بحاجة الى اعادة بناء البنية الاساسية التي دمرتها في البداية الحرب ضد التشدد والان زادتها السيول تدميرا.quot;

واعلنت السفارة الامريكية عن مساعدة انسانية فورية قدرها عشرة ملايين دولار وتعهدت بتخصيص المزيد من الاموال عند الضرورة. وسيتبرع الاتحاد الاوروبي بثلاثين مليون يورو (39.5 مليون دولار) في حين ستقدم الصين عشرة ملايين يوان (1.5 مليون دولار).

وقال امير خان هوتي رئيس وزراء اقليم خيبر بختون خوا مركز الازمة ان باكستان تقدر الدعم الذي تقدمه الدول لكن quot;يجب ان يكون اكبر لان الخسائر والاضرار بالغة الضخامة.quot;

وتتوقع سلطات الارصاد الجوية هطول المزيد من الامطار الموسمية الغزيرة التي ضربت المنطقة الاسبوع الماضي.

وقال المتحدث باسم صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) عبد السميع مالك أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص تضرروا من السيول بينهم 1.3 مليون شخص تضرروا بشدة وفقدوا منازلهم ومصادر رزقهم.

وتدخلت مؤسسات خيرية اسلامية يشتبه في صلة بعضها بجماعات متشددة لتوفير المساعدات مما زاد الضغوط على الحكومة حتى تتولى زمام التعامل مع الازمة. ولعبت الجماعات الاسلامية دورا رئيسيا في جهود الاغاثة بعد زلزال عام 2005 في كشمير.

وتواجه الحكومة متشددين يحاولون كثيرا الاستفادة من نقص الخدمات المدنية لتجنيد الباكستانيين لحمل السلاح ضد الدولة.