طلب وزير الاحوال الطارئة الروسي من اجهزته العمل 24 ساعة في اليوم على اخماد حريق ممتد على مساحة سبعة هكتارات حول مركز نووي في سنيجينسك بمنطقة الاورال على مسافة 1500 كلم شرق موسكو.
موسكو: قال وزير الاحوال الطارئة الروسي سيرغي تشويغو الاحد خلال اجتماع مع المناطق التي تطالها حرائق الغابات ونقلته شبكة روسيا 24 التلفزيونية quot;في ما يتعلق بسنيجينسك، اطلب منكم مواصلة العمل ليلا ايضاquot;.
وتابع quot;يبقى امامكم سبعة هكتارات، ليست هذه مساحة ضخمة، آمل ان تتوصلوا الى اخماد هذه البؤرةquot;.
من جهة اخرى قال مسؤول من الوزارة في المنطقة خلال الاجتماع quot;لم يعد هناك بؤر حرائقquot; حول مركز ساروف النووي في منطقة نيجني-نوفغورود على مسافة 500 كلم شرق موسكو.
وبعدما اكدت السلطات مرارا عدم وجود اي خطر في ساروف، عادت واعلنت في نهاية المطاف اخلاء المركز من كل المواد المشعة في مطلع الاسبوع.
وغطت غيوم كثيفة من الدخان الخانق الناجم عن حرائق الخث والغابات العاصمة الروسية يوم الجمعة مما أدى الى تحويل مسار طائرات واضطرار سكان موسكو لارتداء الاقنعة الطبية بعد تسرب الدخان الى داخل المنازل والشركات.
وارتفع مستوى التلوث الى خمسة أمثال مستوياته العادية في موسكو التي يعيش فيها 10.5 مليون نسمة في أعلى تلوث منذ أن بدأت قبل شهر أسوأ موجة حارة في روسيا خلال قرن.
وقالت يلينا بترينكو (32 عاما) التي استخدمت منديلا لتغطي فمها بسبب نفاد الاقنعة الطبية من الصيدليات التي توجهت اليها quot;اشعر كأنني في منزل يحترق ولا استطيع الهروب.quot;
وحث المسؤولون سكان العاصمة على التزام منازلهم بسبب المستويات الخطيرة من أول اكسيد الكربون والجسيمات الدقيقة في الهواء. وقال خبراء الارصاد الجوية ان الدخان الذي وصل حتى ألى محطات مترو الانفاق سيستمر حتى يوم الاثنين.
وفي الميدان الاحمر خيم الدخان على قباب كاتدرائية القديس فاسيلي.
وألغيت مراسم التغيير الاسبوعي لحرس الشرف في الكرملين المقررة يوم السبت.
وأظهرت صور الاقمار الصناعية لادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) ان سحابة من الدخان يبلغ طولها 3000 كيلومتر تغطي قطاعات من الجزءالاوروبي من روسيا.
ووصلت درجات الحرارة في موسكو الى 36 درجة مئوية يوم الجمعة لتكسر الرقم القياسي اليومي لليوم الخامس على التوالي.
وتقول ارقام رسمية ان الحرائق وهي الاسوأ في روسيا منذ قرابة أربعة عقود من الزمن أسفرت عن مقتل 52 شخصا على الاقل وتشريد اكثر من 3500 حيث احترقت قرى من المنازل الخشبية بأكملها. وقد يكون العدد الحقيقي لضحايا الدخان والموجة الحارة اعلى بكثير.
ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن quot;مصدر مطلعquot; قوله يوم الجمعة ان معدلات الوفيات في موسكو ارتفعت بما يقرب من 30 في المئة في يوليو تموز بسبب quot;الحرارة الكارثية وسحب الدخانquot;.
والتزم رئيس بلدية موسكو يوري لوزكوف الصمت بشأن الدخان الذي يغطي مدينته بالكامل. وقالت متحدثة باسم حكومة المدينة ان رئيس البلدية قام بعطلة في وقت مبكر من الاسبوع.
وأعلنت روسيا وهي واحدة من اكبر منتجي الغلال في العالم وقف تصدير القمح بشكل مؤقت بعد ان تضررت المحاصيل بسبب الطقس الجاف. وأدى قرار روسيا الى ارتفاع اسعار القمح في العالم.
ورغم الجهود الضخمة التي تشمل مشاركة اكثر من 160 الف شخص في مكافحة الحرائق الا ان السلطات تخسر المعركة على ما يبدو.
وقال الفرع الاقليمي لوزارة الطواريء ان حجم حرائق الخث (النباتات المتفحمة) التي تحترق في منطقة موسكو تضاعف تقريبا من 37.5 هيكتار يوم الخميس الى 65.7 هيكتار يوم الجمعة.
ودفع هذا الوضع المعارضة الضعيفة في البلاد الى الشكوى من الاستعدادات الضعيفة لتأمين السلامة من النيران ورد فعل الحكومة البطيء وغير الفعال.
وزار الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف مركز اسعاف في موسكو يوم الجمعة وعبر عن تضامنه مع سكان موسكو الذين اصيبوا باختناق جراء الدخان.
وقال ميدفيديف quot;استيقظت هذا الصباح ونظرت حولي..انه وضع رهيب ..تحلوا بالصبر لانني امل ان هذا سينتهي تماما.quot;
وتسعى وسائل الاعلام التي تسيطر عليها الدولة جاهدة لاظهار الجهود القوية التي تبذلها الحكومة لمكافحة الحرائق وتجنبت اذاعة تقارير مفصلة عن الاخطار التي تهدد الصحة.
وقام رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بجولة في المناطق التي نشبت فيها الحرائق ووعد بتعويضات كبيرة للسكان وأمر المسؤولين بتعزيز الجهود لاخماد الحرائق.
وحذرت الحكومة من ان الحرائق قد تمثل تهديدا نوويا من خلال اطلاق جزئيات مشعة دفنت في الاشجار والنباتات جراء كارثة تشيرنوبل عام 1986.
وقال فلاديمير ستيبانكوف المسؤول الكبير بوزارة الطواريء ان الوضع الاكثر صعوبة في الحرائق في مناطق تحيط بموسكو ونيزهني نوفجورود منها بلدة ساروف المغلقة التي توجد بها منشأة للاسلحة النووية.
وطمأن رئيس الطاقة النووية الروسية يوم الخميس ميدفيديف بأنه قد تم ازالة جميع المواد المتفجرة والمشعة.
وأعلنت سلطات الطيران في روسيا انه تم تحويل مسار 60 طائرة على الاقل الى اماكن بعيدة مثل اوكرانيا من مطارات موسكو المزدحمة بعدما انخفض مستوى الرؤية. وجرى حجز جميع مقاعد الرحلات الجوية والقطارات المغادرة موسكو حيث يحاول السكان الهروب من الدخان.
بينما سجلت اضطرابات في حركة النقل الجوي وخصوصا في مطار دوموديدوفو حيث علق الفا راكب.
ومطار دوموديدوفو الواقع جنوب موسكو هو الاكثر تضررا بالضباب الكثيف الذي ادى الى تأخير اقلاع عدد من الرحلات بينما لم يتمكن سوى عدد قليل من الطائرات من الهبوط.
وقال سيرغي ايزفولسكي المسؤول في اللجنة الوطنية للطيران روازافياتسيا ان quot;المسافرين يجب ان يبلغوا بان التأخير في الرحلات لا بد منهquot;.
واوضح ان التأخير يتراوح بين ثلاثين دقيقة وعدة ساعات.
ولفت مسؤولون الى ان مطار فنوكوفو (شرق) الدولي في موسكو يشهد تأخيرا في الرحلات لكن الوضع فيه يتحسن، فيما لم يتأثر مطار شيريميتييفو (شمال) الى حد كبير بموجة الحرائق.
ويحاول عدد كبير من سكان موسكو الهروب من العاصمة في رحلات خارج روسيا، للتخلص من اكسيد الكربون الذي ينتشر بنسب اكبر بست مرات من المعدل الطبيعي.
التعليقات