واشنطن: يعتبر خبراء اميركيون ان الامطار الغزيرة التي هطلت على باكستان تعرقل مشاريع الادارة الاميركية توظيف المساعدات الانسانية كسلاح لاحتواء تقدم الاسلاميين.

ويرون ان الخسائر الناجمة عن هذه الفيضانات ليست بشرية فحسب، رغم انها خلفت نحو عشرين مليون منكوب، بل سياسية كذلك.

واعتبروا ان مجموعات اغاثة موالية للاسلاميين نجحت في تقديم مساعدات انسانية الى اكثر المنكوبين عوزا قبل وصول مساعدات الحكومة الباكستانية والمنظمات غير الحكومية.

واضافوا انه علاوة على ذلك ستدفع هذه الكارثة الطبيعية بواشنطن الى تعديل الهدف الذي خصصت له قسما من المساعدة التي تقدر بنحو 7,5 مليارات دولار على مدى خمس سنوات وصادق عليها الكونغرس السنة الماضية، من اجل توظيفها في مشاريع آنية.

وتشكل هذه الاموال واجهة سياسة لادارة اوباما في اسلام اباد.

وتنوي واشنطن ان تثبت لباكستان انها تقف الى جانبها على المدى الطويل وليس فقط بالتركيز على التعاون العسكري ومكافحة المتطرفين.

وكان يفترض ان يخصص quot;قسم كبير من (السبعة مليار دولار ونصف) لتشييد بنى تحتية جديدة وطرق جديدة ومحطات كهربائية (..) لكن سيتعين الان توظيف الاموال في اعادة الاعمارquot;، كما اوضحت لفرانس برس ويندي تشمبرلين سفيرة الولايات المتحدة سابقا في اسلام اباد والتي تتولى حاليا رئاسة معهد الشرق الاوسط، مجموعة الابحاث في واشنطن.

واعلنت وزارة الخارجية الاميركية الخميس ان المساعدة الاميركية الى منكوبي الفيضانات بلغت الان 76 مليون دولار.

واعتبر دانيال فيلدمن المسؤول الكبير في الخارجية الاميركية ان الفيضانات quot;ستكون لها انعكاسات على المدى المتوسط والطويل وان الاحتياجات المرتبطة بالامن الغذائي والبنى الاقتصادية وغيرها ستبقى قائمة لعدة اشهر وربما لسنواتquot;.

وترى المحللة اشلي تيليس ان المسؤولين الاميركيين قد غيروا من قبل خطتهم بشأن الاهداف التي خصصت لها ال7,5 مليارات دولار.

فبعد ان كانت مخصصة الى ارساء مؤسسات ديمقراطية تحولت الى بناء بنى تحتية.

وقالت تيليس انه بهذه الفيضانات quot;ستتغير الاهداف مجددا وتوجه الى تامين مساعدات فورية للمنكوبينquot;.

وقالت الخبيرة التي تعمل في معهد كارنيغي للمساهمة في السلام الدولي، اكيد ان هذه التغييرات مفهومة لكنها تبرز ايضا ان quot;برنامج مساعدات الولايات المتحدة ما يزال يعاني من ثغرة في تحديد الاهدافquot;.

وقد يفشل احد اهداف واشنطن والمتمثل في كسب تعاطف الباكستانيين، لان شعور العداوة تجاه الاميركيين متجذر بينهم.

وتعتبر تيليس ان الباكستانيين متيقنون من ان الالتزام الاميركي تجاههم quot;نابع فقط من حماية المصالح الاميركية وليس الباكستانيةquot;.

وتضاف الى ذلك الفرصة التي اغتنمها الاسلاميون باستباقهم اسلام اباد بفضل السرعة التي يقدمون بها المساعدات الى المنكوبين.

وخلصت تيليس الى القول ان quot;ذلك ليس من شانه الا ان يثير احباطا كبيرا لدى الادارة الاميركيةquot;.

الا ان دانيال فيلدمن من وزارة الخارجية الاميركية حاول التقليل من ذلك، معتبرا ان الامر quot;مبالغ بهquot; وان عددا كبيرا من المنظمات غير الحكومية الباكستانية والاجنبية quot;تعمل ليل نهارquot; لاغاثة المنكوبين.