أكد علماء ان خزن الغازات المنبعثة من محطات الطاقة تحت الأرض ممكن تقنيًا، ولكن المشروع لن يُترجم على ارض الواقع من دون تشريع يحدد ثمنًا لمثل هذه الانبعاثات.

كان علماء وخبراء بيئيون أميركيون طرحوا فكرة جمع الغازات الكاربونية وخزنها في باطن الأرض منذ فترة طويلة بوصفها الطريقة الناجعة الوحيدة لمنع التغير المناخي، وفي الوقت نفسه تمكين الولايات المتحدة من الاستمرار في حرق احتياطاتها الهائلة من الفحم في محطات الطاقة.

استجابة لهذه الفكرة أصدر الرئيس باراك اوباما توجيهًا في شباط/فبراير الى 14 وكالة فيدرالية بتشكيل فريق بحث يجري دراسة شاملة في جدوى المشروع. وبعد ستة اشهر نشر فريق البحث تقريره، مؤكدًا ان جمع غازات الكاربون وخزنها في باطن الأرض مشروع جائز لا تعترضه اي عقبات تقنية أو قانونية أو مؤسسية أو غيرها. واضاف التقرير أن التكنولوجيا اللازمة متوفرة ولكن الحواجز الحقيقية هي حواجز قانونية واقتصادية.

وقال فريق المحللين الذي شكلته ادارة اوباما لدراسة التشريعات المطلوبة ان تكنولوجيات جمع غازات الكاربون وخزنها تحت الأرض لن تُستخدم على نطاق واسع خلال العقدين القادمين من دون حوافز مالية. والمطلوب بناء منشآت تبين جدوى هذه الطريقة. واقترح التقرير بناء 5 الى 10 منشآت تجارية كهذه على الأقل بحلول عام 2016، كما اوصى التقرير باستحداث اطار يتيح التنسيق بين الوكالات الفيدرالية المختلفة.

ودعا التقرير الى معالجة القضايا القانونية المرتبطة بتنفيذ المشروع، ولا سيما ان المقترحات السابقة بتعويض الشركات في حالة تسرب الغازات المخزونة أو انبعاثها من باطن الأرض ليست مقترحات عملية، بحسب التقرير.

ونقلت صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيترquot; عن رئيسة وكالة حماية البيئة ليزا جاكسون التي شاركت في رئاسة فريق البحث ان توصيات التقرير تشكل خطوة مهمة الى الأمام في مكافحة التغير المناخي وتقوية الاقتصاد الاميركي من خلال توفير فرص عمل خضراء صديقة للبيئة.

وفي حين تبدي منظمات عديدة لحماية البيئة مخاوف من ان تشجع تكنولوجيا جمع الغازات وخزنها تحت الأرض على إحراق مزيد من الفحم وبذلك إلحاق مزيد من الضرر بالبيئة، فإنها اعتبرت التقرير خطوة اولى ايجابية رغم ما اعتراها من نواقص وثغرات.