أكدت البروفسور آمال بورقية أن عمليات زرع الكلى في المغرب موجودة، إنما ليست بالأهمية المطلوبة حيث أجريت 260 عملية زراعة كلى فقط طلية 20 سنة. واشارت البروفسور في حديث مع ايلاف الى ان المغرب لا زال يفتقد لعمليات زراعة الكلى من إنسان حديث الوفاة، إذ أن اغلب المتبرعين هم أشخاص أحياء من أقرباء المريض.

أصدرت البروفسور آمال بورقية رئيسة جميعة quot;أملquot; لمحاربة أمراض الكلىquot;، كتابا عن العلاقة بين الطبيب والمريض، بعد أن وقفت على افتقاد العلاقات الإنسانية في التعامل في ميادين التطبيب، بسبب انتشار فكرة النظرة المادية إلى كل من حمل داء وبحث عن الدواء، فافتقدت الثقة التي تتصدر الجانب العلاجي، والتي تلعب دورا مهما في الشفاء.

وترى آمال بورقية أن المريض عليه أن يكون شريكا يتخذ قراره بنفسه، بعد أن يخبره الطبيب بمرضه المزمن، والتغيرات التي تنتج عنه، والطبيب يجب بدوره أن لا يعارض المريض إلا في الحالات الخاصة.

وقالت رئيسة جميعة quot;أملquot; لمحاربة أمراض الكلىquot;، في حوار مع إيلاف، إن quot;علاقة الطبيب بالمريض هي أولا علاقة إنسانية تجمع بين الطرفين، وهي لابد أن تبنى على مجموعة من المبادئquot;.

وعند التطرق إلى تخصصها الطبي، أشارت إلى أن عدد مراكز تصفية الكلى تطور، بحيث بلغت حاليا 145 مركزا، في حين أن عدد المستفيدين من تصفية الدم quot;الدياليزquot; تكاثر، فحاليا هناك 9 آلاف مريض يعالجون في هذه المراكز.

وذكرت أنه، طيلة العشرين سنة الأخيرة، لم تجر سوى 260 عملية زراعة كلى في المغرب، وهو ما اعتبرته عددا بسيط جدا. في ما يلي نص الحوار:

* أصدرت كتابا حول علاقة الطبيب بالمريض، هل يمكن أن تتحدثي لنا عن هذا الجانب، وما الدور الذي يمكن أن يلعبه في إنجاح مسار العلاج؟

علاقة الطبيب بالمريض هي أولا علاقة إنسانية تجمع بين الطرفين، وهي لابد أن تبنى على مجموعة من المبادئ.

ولكي يكسب الطبيب ثقة المريض يجب أولا أن تتوفر فيه أخلاق تساعده على ذلك، وهي تتطور مع الوقت، إذ يكون هناك تواصلا بين الطبيب والمريض. وهذا التواصل يطلع بمهمة كبيرة، لأنها تجعله يطور ثقته في المريض، وبالتالي تساعده على اتباع نصائح الطبيب.

وهذه الثقة تبدأ من اللقاء الأول، إذ خلال ذلك الاستقبال، سواء داخل العيادة أو المستشفى، يعمل على تهيئته حتى تنشئة الثقة المتبادلة بينهما.

فالمريض عندما يلجا إلى الطبيب تنتابه حالة تخوف، سواء من المرض أو الشخص الذي سيشرف على علاجه. لذا من الواجب أن يعمد الطبيب من الاستقبال الأول إلى خلق جو من الثقة، عبر تهييئه نفسيا من خلال إبداء اهتمامه بالمريض، والنقاش معه، واحساسه بالأمان، قبل البدء في استعراض المرض، والأعراض، والمشاكل التي يمكن أن تحدث مستقبلا.

وهذا الجانب نهمله مع العلم أنه مهم وهو الأساسي في تكوين المريض فكرة عن الطبيب ونوعية المرض الذي يعاني منه.

فالتواصل تكون فيها جوانب صعبة، نذكر منها بعض الحالات. فمثلا الطبيب يجب أن يستعمل لغة تناسب المستوى التعليمي للمريض، الذي قد يكون يتكلم الفرنسية أم لا، وهل هو متعلم أم لا، وغيرها من الأمور التي تدخل في هذا الإطار، حتى يتمكن من إيصال الرسالة إليه.

* هل ينجح الخطاب الطبي في إيصال الرسالة إلى المريض؟

الطبيب لا يجب أن يستعمل خطابا طبيا معقدا قد لا يفهمه المريض، ما يجعله يحس بأنه غير ملم بأي شيء.

والمريض في هذه الحالة لا يستطيع طرح الأسئلة لمعرفة مرضه، وما يجب أن يفعله، إذ يكون في حالة لا تجعله يتقبل المرض، ومتابعة العلاج.

بمعنى أنه يفشل في المهمة التي تتمثل في التواصل مع المريض بلغة تناسب مستواه التعليمي، وفي الخطاب هناك دور للطبيب من أجل العمل على تبسيط المصطلحات الطبية المعقدة. كما ان هناك أطباء لا يقبلون أن يطرح عليهم المريض الأسئلة، ويعتبرون أن ما يقولونه مقدسا لا يجب مناقشه أو الاستفسار حوله.

التواصل الذي ينمي الثقة بين الطبيب والمريض يتجلى في فهم المريض ما يقوله الطبيب، ويتقبل الطبيب الأسئلة التي يطرحها عليه المريض.

* كيف هي وضعية المرضى الذين يعانون من قصور الكلى في المغرب؟

بالنسبة للعلاج، حقيقة هناك تحسن، في السنوات الأخيرة، إذ أن عدد مراكز تصفية الكلى تطور، بحيث وصلنا حاليا إلى 145 مركزا، في حين أن عدد المستفيدين من تصفية الدم quot;الدياليزquot; تكاثر، فحاليا هناك 9 آلاف مريض يعالجون في هذه المراكز.

لكن رغم ذلك فإن الطلب يبقى كبيرا، فنحن نعرف أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن نحو 3 آلاف مريض مغربي كل سنة يحتاجون إلى تصفية الدم.

وعلى هذا الأساس، فإن هناك سؤال يبقى مطروحا يتمثل في كون هؤلاء المرضى لا يمكنهم اللجوء إلى هذا العلاج، ما يجعل غالبيتهم يتوفون.

مجهود كبير بذل، بعد ظهور التغطية الصحية الإجبارية، التي ساعدت الناس على الاستفادة من العلاج، كما أنه كانت هناك مبادرة من قبل وزارة الصحة، المتمثلة في الشراكة ما بين القطاع الخاص والوزارة الوصية، وهو ما مكن لحد الآن 500 مريض من الاستفادة من العلاج في عدد من المدن، لكن عدد المرضى المحتاجين يبقى كبيرا جدا. فكل سنة يتزايد العدد، لذلك يكون دائما الطلب أكثر من العرض.

* ماذا عن عمليات زراعة الكلى في المملكة؟

عمليات زرع الكلى في المغرب موجودة، إنما ليست بالأهمية المطلوبة، بمعنى أنها ما زالت في مرحلة لا تشرف المملكة.

والمهم أكثر هو أنها لا تواكب الطلب بتاتا الذي يتزايد كل سنة. ونحن نعرف أن في المغرب عدد كبير من المعالجين شباب نشيطين، ما يحتم ضرورة معالجتهم بزراعة الكلى، والأمر ينطبق أيضا على الأطفال، الذين لا يمكن أن يعشوا دائما على عمليات التصفية.

وأريد أن أشير إلى أنه، طيلة 20 سنة الأخيرة، لم تجر سوى 260 عملية زراعة كلى في المغرب، وهو عدد بسيط جدا. مع العلم أنه لا زلنا نفتقد لعمليات زراعة الكلى من إنسان حديث الوفاة، إذ أن جميع المتبرعين يكونون من أشخاص أحياء من أقرباء المريض.