التقته quot;إيلافquot; قبل وفاته بـ 20 يوماً... مصمم الأزياء المصري محمد داغر الذي وجد مقتولاً في شقته أمس أكد في مقابلة خاصة أنه يحرص في جميع تصاميمه على الإحتشام لكنه يرفض تنظيم عروض أزياء خاصة بالمحجبات، معتبراً أنّ المرأة العربيّة وخاصة الخليجيّة أصبحت محط أنظار بيوت الأزياء العالميّة.


قبل مقتله بعشرين يوما، أكدّ مصمم الازياء المصري محمد داغر لـquot;إيلافquot;، أن المرأة الخليجية صارت محط أنظار بيوت الأزياء العالمية، مشيراً إلى أن هناك منافسة في تقديم ما يناسبها من ملابس تتميز بالإحتشام.

وأضاف أن ثقافة الموضة هي مفتاح الفتاة أو المرأة للحصول على الأناقة، وإختيار ما يناسبها من الملابس والأكسسوارات. ورفض quot;داغرquot; تنظيم عروض أزياء للمحجبات، لافتاً إلى أن ظهور عارضة وهي ترتدي الحجاب ثم ظهورها بعد ذلك بـ quot;المايوهquot; أو بفستان فيه مساحة واضحة من العري، أمر غير مقبول بالنسبة إليه، فيما أكدّ أن 60% من زبائنه، هنّ من المحجبات، وأنه يحرص في جميع تصاميمه على الإحتشام.

quot;إيلافquot; تنشر آخر تصريحات داغر الصحافيّة بعد أن احتفظت بالمقابلة لعرضها لاحقاً ضمن ملف خاص بالأعراس يتم التحضير له، نظراً الى أن التصاميم التي إنتقاها كانت جميعها لفساتين أعراس:

ـ تنتمي إلى أسرة فنية بالأساس، فوالدك هو الموسيقار عبده داغر، وشقيقك الأكبر منتج موسيقي، فما الذي جذبك أكثر الى تصميم الأزياء؟

الأمر كله جاء مصادفة، إذ لم يخطر ببالي أبدا، إحتراف تصميم الأزياء، ولولا الفنانة quot;سميرة سعيدquot; لصرت مطرباً وملحناً.

فقد درست الموسيقى في معهد quot;الكونسرفتوارquot;، وكنت أعزف على quot;القانون الكمان والبيانوquot; الذي ما زلت أمارس العزف عليه. وكنت أستعد لطرح ألبومات غنائية، إلى أن زارتنا الفنانة quot;سميرة سعيدquot; في المنزل ذات مرة، حيث كانت تستعد لإحياء ليالي التلفزيون، فاقترحت عليها من باب الدعابة أن أتولى تصميم الفستان الذي ستظهر به في الحفل وانتهى الأمر. وبعد مرور نحو أسبوع، فوجئت بها تتصل بي، للإطمئنان إلى الفستان، لكني حاولت الإعتذار لها، والتأكيد أن الأمر كان مجرد دعابة، لكنها لم تقتنع، فاضطررت إلى تصميم فستان لها، وأشرفت على تصنيعه ولم تره إلا في اليوم نفسه الذي وقفت فيه على خشبة المسرح . كنت في غاية القلق، ولكني فوجئت بعد انتهاء الحفل بعدد كبير من الإعلاميين الذين أبدوا إعجابهم بالفستان، وتمت إستضافتي للحديث عنه، كما أبدت العديد من الفنانات إعجابهن بالفستان، وطلبن إعداد تصاميم مماثلة. وتلك كانت حكاية التحول من مطرب وملحن الى مصمم للأزياء. فبدأت في دراسة تلك المهنة، وزرت الكثير من بيوت الأزياء في فرنسا، أميركا ودول أوروبا، وحققت نجاحاً لافتاً والحمد لله.

ـ ما الذي تحرص عليه دائماً في تصاميمك لتكون متميزاً عن الآخرين لا سيما عن بيوت الأزياء العالمية؟

أحرص دائماً على التميز من خلال الحفاظ على الطابع الشرقي في التصاميم، أفضل الإحتشام ولست من دعاة العري. فإنني أرى أن المرأة كلما كانت ملابسها محتشمة، كلما كانت أكثر جمالاً . كما أحرص على الإختلاف عن الآخرين من خلال الحرص على عدم تقليد أحد وعدم تقديم فستان يشبه فستانًا آخر قدمته من قبل. لابد أن يكون كل فستان عبارة عن قطعة فنية مختلفة عن الأخرى، ولا أقع أبداً في فخ إعادة إحياء أي تصميم سبق أن نال إعجاب الكثيرين، بل أحرص على التجديد دائما . فهل يصح أن يقدم الموسيقار لحناً جيداً، وعندما ينال إعجاب الجمهور، يعيد تقديمه مرات أخرى؟ بالطبع لا، فهذا نوع من الإفلاس.

ـ تقول إنك تحرص على الحشمة، ورغم أنك تعيش في مجتمع عربي ترتدي أغلبية نسائه الحجاب، إلا أنك لم تنظم عروضاً للمحجبات، لماذا؟

لدي إعتقاد بأن الحجاب له قدسية خاصة واحترام، فالغالبية العظمى ممن يرتدين الحجاب يعتبرنه فريضة، لذا فمن غير المقبول بالنسبة لي المتاجرة به. كما انه ليس من المعقول تنظيم عروض ترتدي فيه الموديل أو العارضة الحجاب، ثم تخلعه في عروض أخرى لترتدي المايوه أو فستانًا يكشف عن الصدر والسيقان مثلا. إنه تناقض غير مقبول، لكني أحرص دائماً على تقديم تصاميم محتشمة تناسب المحجبات ايضا، إذ إن غالبيتها تكون quot;مقفولة من منطقة الصدر، ذات أكمام وواسعةquot;. وكثيراً ما يتضمن جمهور عروض الأزياء نساء محجبات، ويطلبن مني الحصول على فستان معين . عندها أقوم ببعض التعديلات على التصميم ليصبح ملائما. وأود القول هنا إن 60% من زبائني هنّ من المحجبات.

ـ هل من مواصفات نموذجية لعارضة الأزياء برأيك؟

حالياً، ليست هناك مواصفات نموذجية يمكن القول إنها يجب أن تتوافر في العارضة على مستوى العالم، لأن لكل مجتمع مواصفاته في الجمال، فقديماً كان العربي يعتقد أن السمنة المفرطة من أهم مقاييس الجمال في المرأة، وفي أوروبا يفضلون المرأة النحيفة بصفة عامة. لكن يمكنني القول إن العارضة بالإجمال يجب أن تكون طويلة وتميل الى النحافة.

ـ هل المرأة العربية موجودة على خريطة صناعة الأزياء عالمياً؟

بالطبع، المرأة العربية وخاصة الخليجية، صارت محط أنظار بيوت الأزياء العالمية، حيث إن منطقة الخليج تعتبر الآن، أكبر مستهلك للأزياء عالمياً، وأصبحت الكثير من بيوت الأزياء تتنافس على جذب أنظارها وتقدم تصاميم خاصة بها، تراعي فيها عدة مواصفات، أهمها الإحتشام وأن تكون فضفاضة، طويلة ومناسبة للنساء السمينات. كما باتت تقام العديد من عروض الأزياء العالمية في دولة الإمارات خاصة، وقد شاركت فيها أيضا وحصلت على جوائز وتكريمات من إمارة دبي. كما فزت بالعديد من الجوائز من أميركا وكانت أهمها بالنسبة إلي جائزة ميامي في العام 2006التي كانت سببا في شهرتي العالمية، حيث شاركت في عرض أزياء ولم يكن قد مضى على إحترافي تلك المهنة سوى عامين وإستطعت إنتزاعها من أكبر مصممي الأزياء في العالم.

ـ ما هي نصائحك للمرأة العربية للحصول على الأناقة بأقل التكاليف؟

هناك اعتقاد خاطئ يشير إلى أن الأناقة تحتاج دائما إلى تكاليف مرتفعة. لكن من وجهة نظري الثقافة قادرة أن تمنح المرأة العربية الكثير من الأناقة، وقد يندهش الكثيرون من قولي هذا، لكنها الحقيقة. فالثقافة لا تعني الإهتمام بالقراءة في الكتب الأدبية فقط، بل المرأة مطالبة بتوسيع دائرة الثقافة لتشمل ثقافة الموضة أيضاً. فلكي تبدو أنيقة عليها أن تعلم ما الذي يناسبها من الملابس والألوان وكيفية تنسيقها مع بعضها ومع الاكسسوارات المكملة لها وشعرها وماكياجها. لأنه لا يوجد نموذج واحد يمكن تعميمه على جميع النساء. وهذا الأمر صار سهلاً، بعد إنتشار الفضائيات، الصحف، المجلات والمواقع الإلكترونية التي تهتم بالموضة.

ـ أيهما أفضل لإبراز جمال المرأة، الملابس الكاجوال أم الكلاسيك ؟

هناك مقولة قديمة تقول: quot;لكل مقام مقالquot;، وهذا ينطبق على الملابس أيضا حيث quot;لكل مقام ملبسquot;. فالمناسبة أو المكان الذي سوف تذهب إليه المرأة يحدد نوعية الملابس التي سترتديها، فمثلاً الملابس التي تحتاجها لحضور حفل زفاف تختلف عن الملابس التي سوف ترتديها في عمل مكتبي، بخلاف ما ترتديه الطالبة في الجامعة. لكن عموماً ينبغي على المرأة القصيرة ألا ترتدي الملابس ذات الألوان الغامقة أو السوداء، لأنها تُشعر المحيطين بها أنها أكثر قصراً، ويفضل أن ترتدي ملابس ذات خطوط طولية. أما المرأة الممتلئة فيفضل أن ترتدي ملابس داكنة وتبتعد عن البيضاء والزاهية. فيما الفستان عموما، يلائم أكثر الطويلات من النساء.