برز إسم كارلا بروني خلال السنوات الماضية بفضل عملها في عدة مجالات منها عرض الأزياء، التمثيل، والغناء، وإزداد حضورها وتألقها بعد زواجها من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ويعود هذا التألق اللافت الذي تحظى به لعدة عوامل:
- إبهارها العالم
- رفضها إرتداء الملابس الخاصة بمحبي موسيقى الجاز
- ولعها بعطر quot;Vol de Nuitquot; من دار فيرساتشي
- إعتقادها بأن الماكياج يجعل المرأة تبدو أكبر سنا
- إتباعها نظاما غذائيا صارما
- إعتقادها بأن الزواج من إمرأة واحدة أمرٌ مملٌ للغاية
وفي بداية حياتها، إستطاعت بروني أن تفرض وجودها من خلال مشاركتها المتميزة في حفلات عروض الأزياء العالمية، وبفضل جمالها، وهيئة وجهها التي لا تصدق، وإرتفاع عظام خديها، وعينيها الثاقبتين، وشفتيها المغريتين، فضلاً عن نحافة قوامها، إزداد تألقها وباتت محط أنظار الكثيرين وتزايد إهتمام وسائل الإعلام بها.
وباعتبارها سيدة فرنسا الأولى، بدأ يُشار إليها على أنها النموذج الفرنسي للّيدي كينيدي، من خلال النهج الذي لا تشوبه شائبة في ما يتعلق بمجال الأزياء وطريقتها الأنيقة في الإستعانة بالماكياج.
وتنجح بروني كذلك في الظهور دوماً بقدر من التألق بعيداً عن أي شيء قد يتسبب في إظهارها متقدمة في السن، ولا يعني عدم إكتراثها بالماكياج أنها لا تهتم ببشرتها، فإضافة إلى إستعانتها بالكريمات الواقية من الشمس أثناء النهار، وكريمات الأساس الشفافة وزيت اللوز أثناء الليل، فإنها أول زوجة رئيس فرنسي تحاول الهروب من شبح التجاعيد بتناولها شراب quot;Biooster Grogquot; بانتظام، وهو كوكتيل مدهش يقدمه فندق غابرييل في العاصمة باريس.
يُعتَقد أن المشروبات التي تتناولها بروني بانتظام توفر الحماية لبشرتها من خلال مزيج من البرتقال والأعشاب المطهّرة، كما تحرص على رشاقة جسدها عبر ممارسة التمرينات الرياضية وإتباع نظام غذائي صارم.
وبعيداً عن شكلها الأنيق والجميل، فهي شخصية واثقة من نفسها، لا تخاف أن تقول ما تشعر به بالضبط، وهو ما يراه بعض الناس أمراً مزعجاً، ويعتبره آخرون أمراً لطيفاً.
وُلِدت كارلا بروني تيديشي في مدينة تورينو الايطالية، وهي وريثة الثروة الخاصة بشركة تصنيع الإطارات الإيطالية CEAT التي أسسها جدها، فيرجينيو بروني تيديشي، في عشرينات القرن الماضي.
وبعد أن تم بيع الشركة في السبعينات، إنتقلت الأسرة إلى فرنسا عام 1975، للهروب من التهديد بالخطف من جانب جماعة quot;The Red Brigadesquot; الثورية التي كانت تنشط في إيطاليا خلال تلك الفترة، ونشأت كارلا في فرنسا منذ أن كان عمرها سبع سنوات وإلتحقت بمدرسة داخلية في سويسرا، ثم ذهبت إلى باريس لدراسة الفن والهندسة، لكنها تركت المدرسة وعمرها 19 عاماً لتصبح عارضة أزياء.
وسبق لبروني أن صرحت لوسائل الإعلام أنها استمدت حبها للموضة من والدتها، التي كانت تبدو كالأميرات، عند إرتدائها الفساتين الجميلة، قبل توجهها للأوبرا، وفي تصريح سابق لها أيضاً مع الصحافة، قالت كارلا: quot;عملي بمجال عرض الأزياء جعلني أدرك أنه لا يمكن شراء الأناقة، فهي شيء شخصي وخاص، فعند إنتعال حذاء وإرتداء قبعة رأس وحقيبة يد مناسبتين، سيصبح المظهر مشابها لشجرة عيد الميلاد، ولن أرتدي حمالات كتف أو بناطيل منخفضة الوسط، لأنها تخفي الوركين والخصر، وهذه هي أفضل المناطقquot;.
ولم يكن من المستغرب إلتحاق كارلا بعالم المودلينغ وهي تبلغ من العمر 19 عاماً، وقد إختارها بول مارسيانو، الرئيس والمدير الإبداعي لـquot;Guess Incquot;، كي تعمل كعارضة جنباً إلى جنب مع العارضة، إستيل ليفيبور، في الحملات الإعلانية الخاصة ببناطيل الجينز التي تطرحها دار Guess، ونظراً لقدر الجمال الكبير الذي تحظى به كل من ليفيبور وبروني، فقد حظيت الحملة بإهتمام كبير، وبزغ نجم الأخيرة على الساحة الدولية بعد ذلك.
ولم يسبق لبروني أن كانت من عشاق أو حتى من محبي وضع الماكياج، فهي تعتقد أن السيدات، وخصوصًا مع تقدمهن في السن، يكنّ مرعبات، حين يضعن كميات كبيرة من الماكياج، ويبدين في معظم الحالات كبيرات في السن.
وسبق لبروني أن صرحت لمجلة quot;بيبولquot; بقولها :quot; أنا من أشد المؤيدين للراحة والإسترخاء، بعيداً عن مستحضرات التجميل، وبخصوص الماكياج، كل ما يمكنني قوله هو شكراً ولكن لا شكر، فما جدواه، وهو غير قادر على تحسين المظهر بعد مرور 30 عاماًquot;.
ثم إنضمت بروني إلى مصممين ودور أزياء عديدة، منها كريستيان ديور، جيفنشي، باكو رابان، سونيا ريكييل، كريستيان لاكروا، كارل لاغرفيلد، جون غاليانو، شانيل، إيف سان لوران، وفيرساتشي، وبحلول تسعينات القرن الماضي، كانت تعد كارلا من بين العارضات العشرين الأعلى أجراً، بحصولها على 7.5 ملايين دولار سنوياً، وسبق لها أن قالت ذات مرة: quot; تعلمت من خلال عملي بمجال المودلينغ كيف لي أن أستغل جسدي، وكيف لي أن أتحرّك وأن أحصل على وضعية رائعة تكون غاية في الأهميةquot;.
ولم تنجح كارلا في خطف أنظار المصممين ووسائل الإعلام والمصورين فحسب، بل استحوذت أيضاً على إهتمام العديد من الرجال المشهورين.
ودخلت كارلا خلال سنوات عملها كعارضة في علاقات مع رجال من بينهم إريك كلابتون وميك جاغر، وبخصوص رأيها في العلاقات الزوجية، سبق لكارلا أن صرحت بقولها إن الزواج من امرأة واحدة أمر ممل بشكل رهيب.
وعلى الرغم من أن كارلا هي إبنة عازفة البيانو الإيطالية ماريسا بورينا ورجل الصناعة والملحن الكلاسيكي ألبرتو بروني تيديشي، من الناحية القانونية، إلا أنها صرحت عام 2008 بأن والدها البيولوجي هو شخص برازيلي إيطالي المولد، ولديه الآن تجارة ضخمة في مجال البقالة يدعى ماوريسيو ريميرت، وسبق أن دخل في علاقة إستمرت لست سنوات مع والدتها.
ولكارلا أخت تعمل كممثلة ومخرجة تدعى فاليريا، وأخ يدعى فيرجينيو، توفي وهو يبلغ من العمر 47 عاماً بسبب معاناته من مرض الإيدز، ولعل ذلك واحد من الأسباب التي دفعت كارلا للعمل في المؤسسات الخيرية والأعمال الإنسانية، وقد أصبحت أيضاً سفيرة لحماية الأم والطفل من فيروس نقص المناعة البشرية، كما تتيح مؤسستها quot;كارلا بروني- ساركوزيquot; الثقافة والمعرفة للجميع.
ودائماً ما تظهر بروني في صحف التابلويد والمجلات، بسبب جمالها، ولعدم إكتراثها بفكرة خلع ملابسها، ومن الجدير ذكره أن إحدى صورها العارية تم بيعها في مزاد علني مقابل مبلغ قدره 91 ألف دولار أميركي.
ومع تواصل النجاحات التي تحققها كارلا على مختلف الأصعدة، ومن ثم دخولها عالم الغناء، وغنائها للزعيم الجنوب أفريقي، نيلسون مانديلا، في عيد ميلاده الحادي والتسعين في الثامن عشر من تموز/ يوليو عام 2009، وبعد إنفصالها عن صديقها أستاذ الفلسفة رافائيل إنثوفين، قابلت ساركوزي في حفل عشاء، وتزوجا بعدها بثلاثة أشهر.
وعلى الرغم من إنجابها طفلاً من علاقاتها السابقة مع رافائيل، إلا أن كارلا، 43 عاماً، قالت في حديث سابق لها مع مجلة بيبول: quot;أتمنى إنجاب طفل آخر، لكني لا اعلم ما إن كان سيسمح لي سني بذلك أم لا، وإن لم يكن ذلك ممكناً من الناحية البيولوجية، فسأتبنى واحداًquot;، وأثيرت أخيرًا شائعات تتحدث عن حملها في طفل جديد، وأنها إذ تأمل في إنجاب طفلة، وبعد زواجها من ساركوزي، رافقته كارلا في زياراته لمجموعة من الدول.
وصرحت للصحافة من قبل بقولها: quot;لا أشعر بالخجل بشأن حياتي وما فعلته سابقاً، لقد ارتكبت أخطاءً كثيرة، لكن في كل مرة كنت أخطئ، كنت أتعلمquot;، وخلال زياراتها للدول، كانت تحظى الملابس التي ترتديها باهتمام كبير، وهي من دار كريستيان ديور، وهو ما يُنظر إليه باعتباره خياراً دبلوماسياً، لكونها دار أزياء فرنسية وقام بتصميمها المصمم البريطاني جون غاليانو، وقالت بروني إنه لا يمكن تعلّم الأناقة، لأنها شيء إما أن يكون لديك أو تفتقده. كما أثيرت شائعات عن إحتمالية استعانتها بأحد أنواع الجراحات التجميلية، لزيادة جمالها، لكن لم يتم التحقق من هذا الأمر بعد.
التعليقات