جنيف: تجاوزت حصيلة وفيات كورونا عتبة الأربعة ملايين، وفق ما أعلنت الأربعاء منظمة الصحة العالمية في وقت يشتد تفشي الجائحة نتيجة المتحورة "دلتا".
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي "لقد تجاوزنا عتبة أليمة تبلغ أربعة ملايين وفاة بسبب كوفيد-19، وهي بالتأكيد حصيلة أقل من الأعداد الإجمالية للوفيات".
وشدد على أن العالم "في مرحلة خطيرة من هذه الجائحة" التي تزداد حدتها مع انتشار متحوّرات جديدة أكثر فتكا. وحذرت المنظمة من التسرع في رفع القيود الصحية، ويشمل ذلك الدول ذات معدلات التطعيم العالية.
في آسيا المتضررة بشدة من الوباء، تجاوزت حصيلة الوفيات الألف لأول مرة في إندونيسيا التي قررت توسيع القيود الصحية لتشمل كامل البلاد.
سجلت البلاد 1040 وفاة الأربعاء، وهو رقم قياسي وطني أعلى بعشر مرات مما كان عليه قبل شهر، بينما بلغ عدد الإصابات الجديدة 34379.
تدفق كبير للمرضى
ويعاني نظام الرعاية الصحية في رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان (نحو 270 مليون نسمة) من تدفق كبير للمرضى.
وقال نيسان نوسمانا الذي يعيش قرب مقبرة في ضواحي جاكرتا حيث يهرع عمال يرتدون ملابس واقية لدفن توابيت ملفوفة بالبلاستيك: "أنا خائف جدًا من الإصابة. ولكن لا يوجد شيء يمكن القيام به حيال ذلك. هنا أعيش".
بعد إقرار تدابير صارمة منذ السبت في جزيرتي جاوة وبالي، فرضت قيود جديدة تسري حتى 20 تموز/يوليو بدرجات متفاوتة في عشرات المدن بينها سومطرة (غرب) وبابوا الغربية (شرق).
وقالت وزيرة الشؤون الاقتصادية إيرلانجا هارتارتو إن "لإصابات آخذة في الزيادة في مناطق أخرى ونحن بحاجة إلى توخي الحذر بسبب ضعف المستشفيات"، وأضافت أن "المؤسسات الصحية في تلك المناطق محدودة ومرهقة بالفعل".
قبل أسبوعين من افتتاح الألعاب الأولمبية، تستعد الحكومة اليابانية لإعلان حال طوارئ جديدة في طوكيو من المفترض أن تمتد كامل فترة الألعاب المقررة بين 23 تموز/يوليو و8 آب/أغسطس، وفق ما أفادت العديد من وسائل الإعلام المحلية.
وستكون هذه المرة الرابعة التي تعلن فيها حال الطوارئ منذ ظهور الوباء.
كما أعلنت السلطات المحلية الأربعاء "إلغاء" مسيرة الشعلة الأولمبية "في الطريق العام" في العاصمة.
في آسيا أيضا، أقرت فيتنام إغلاقا في مدينة هو تشي منه التي تقطنها تسعة ملايين نسمة، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية.
وسيكون على السكان اعتبارا من الجمعة التزام بيوتهم لأسبوعين، وذلك بعد تسجيل ثمانية آلاف إصابة في المدينة.
من جهتها، أعلنت الصين الخالية تقريبا من فيروس كوفيد منذ عام 2020، الأربعاء عن تفشي متزايد في بلدة صغيرة على الحدود مع بورما غير المستقرة سياسيا وينتشر فيها الوباء بشكل كبير.
بعد حملة فحص واسعة النطاق في بلدة رويلي الحدودية، سجلت السلطات الصحية 15 إصابة محلية جديدة الأربعاء، 12 منها لدى مواطنين بورميين.
في أستراليا، أعلنت السلطات أن الإغلاق الساري منذ نهاية حزيران/يونيو في سيدني (جنوب شرق) سيتم تمديده لمدة أسبوع على الأقل في ظل تجدد تفشي الوباء، وقد أبلغت عن 27 إصابة جديدة.
أما في فرنسا، فقد جدد المتحدث باسم الحكومة غابريال أتال الدعوة الأربعاء للإقبال" الكثيف" على التلقيح ضد كوفيد معتبرا أن ذلك يمثل "ورقة الربح" في ظل "تهديد موجة رابعة سريعة" مع بروز متحورة "دلتا" التي "تمثل أكثر من 40 بالمئة من الإصابات" في البلاد.
في ظل الوضع العالمي، حضّت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا دول مجموعة العشرين إلى التحرك بسرعة أكبر لدعم الدول النامية والفقيرة على تحمّل "الضربة المزدوجة المدمّرة" التي سددها الوباء والأضرار الاقتصادية الناجمة عنه.
وحذّرت من "تعمّق الهوة" بين الأغنياء والفقراء داعية دول مجموعة العشرين للقيام بخطوات عاجلة لمنع تخلّف الدول النامية أكثر عن الركب في ما يتعلّق بالوصول إلى اللقاحات وإعادة بناء ثرواتها.
وأفادت "تواجه الدولة الأفقر ضربة مزدوجة مدمّرة" إذ تخسر في المعركة ضد الفيروس وتضيّع فرصا استثمارية مهمة من شأنها أن تؤسس لنموها اقتصاديا.
التعليقات