إيلاف من بيروت: حتى في حالات الإصابة "الخفيفة" بفيروس كورونا، فإن مخاطر الإصابة بمرض في القلب بعدها مرتفعة بشكل واضح، بحسب دراسة نشر نتائجها موقع Nature العلمي، الأحد.

وتظهر الدراسة التي شملت عشرات الآلاف من المصابين ارتفاعاً "ضخماً وطويل الأمد" في خطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتة الدماغية، بعد الإصابة بعدوى كوفيد-19.

ووجد الباحثون أن معدلات العديد من الحالات، مثل قصور القلب والسكتة الدماغية، كانت أعلى بكثير في الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد-19 مما كانت عليه في الأشخاص المماثلين الذين لم يكن لديهم المرض.

والأكثر من ذلك، أن الخطر كان مرتفعاً حتى بالنسبة لأولئك الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً ويفتقرون إلى عوامل الخطر، مثل السمنة أو السكري.

وينقل الموقع عن، زياد العلي، المؤلف المشارك في الدراسة في جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميزوري، ورئيس قسم البحث والتطوير في نظام سانت لويس للرعاية الصحية في سانت لويس: "لا يهم إذا كنت صغيراً أو كبيراً، ولا يهم إذا كنت تدخن، أو لم تدخن، الخطر كان موجوداً".

واستند العلي وزملاؤه في أبحاثهم إلى قاعدة بيانات واسعة النطاق للسجلات الصحية برعاية وزارة شؤون المحاربين القدامى في الولايات المتحدة.

وقارن الباحثون معلومات أكثر من 150,000 من قدامى المحاربين الذين بقوا على قيد الحياة لمدة 30 يوماً على الأقل بعد الإصابة بكوفيد 19 مع مجموعتين من الأشخاص غير المصابين، منهم واحدة سجلت قبل ظهور كوفيد.

وأظهر الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد 19 زيادات كبيرة في تسجيل 20 مشكلة قلبية على مدار العام التالي للعدوى.

على سبيل المثال، كان المصابون أكثر عرضة بنسبة 52 بالمئة للإصابة بسكتة دماغية، وزاد خطر الإصابة بقصور القلب بنسبة 72 بالمئة.

زيادة الإصابات

وزادت الإصابات التي أدت إلى الاضطرار للعلاج في المستشفى من احتمال حدوث مضاعفات القلب والأوعية الدموية في المستقبل، ولكن حتى الأشخاص الذين تجنبوا دخول المستشفى كانوا معرضين للخطر.

وكتب حسين أردهالي، طبيب القلب في جامعة نورث ويسترن في شيكاغو بولاية إلينوي، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى مجلة نيتشر "أنا مندهش في الواقع من هذه النتائج التي تفيد بأن مضاعفات القلب والأوعية الدموية لكوفيد يمكن أن تستمر لفترة طويلة".

وأضاف "من المهم أن يحصل أولئك الذين لم يتم تطعيمهم على اللقاح على الفور".

ويتفق الباحثون على ضرورة استعداد مقدمي الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم لمعالجة الزيادة في أمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن مع ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس فإنّ بعضهم يخشى من أن تؤخر السلطات الصحية الاستعداد لآثار الوباء لفترة طويلة جداً.