جنيف: .يعود معرض الساعات الفاخرة في جنيف بقوة الأربعاء، لكن الصراع في أوكرانيا وقيود الإقفال في الصين تنغّص فرحة هذا القطاع بالحدث المرتقب بعد توقفه عامين بسبب الجائحة.

وتعرض أهم العلامات التجارية في عالم تصنيع الساعات الفاخرة ومن بينها "رولكس" و"باتيك فيليب" و"كارتييه" و"أوبلو" و"تاغ هوير"، أحدث منتجاتها في مركز باليكسبو للمؤتمرات في جنيف، في حدث يقام مجدداً بالصيفة الحضورية بعد توقف دام عامين.

وقال رئيس مؤسسة صناعة الساعات الفاخرة إيمانويل بيران في بيان "نحن سعداء جداً لأننا نجحنا في إعادة تنظيم هذا الحدث الكبير المخصص لقطاع صناعة الساعات الفاخرة في ظل ظروف صحية وإنسانية صعبة".

وأضاف بيران "كان من المهم أن نعيد جمع اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال" بعد عامين شهدا تفشي جائحة كوفيد-19 وتنظيم المعرض بالصيغة الافتراضية.

ويُعتبر المعرض الذي يحمل عنوان "ووتشز أند ووندرز" حدثاً مهماً لقطاع يعمل فيه 57491 شخصاً في سويسرا، بحسب إحصاءات تجمع أصحاب شركات صناعة الساعة لسنة 2021.

تجار البيع بالتجزئة

وعادةً ما يأتي تجار البيع بالتجزئةإلى سويسرا خلال إقامة المعرض لتقديم طلبياتهم السنوية من الساعات لبيعها في متاجرهم.

لكنّ معرض الساعات الفاخرة أصبح في العصر الرقمي أداة تواصلية مهمة تتيح استقطاب عشاق الساعات الفاخرة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، عبر بث مقاطع فيديو وعروض عبر الانترنت خلال فترة انعقاد الحدث.

وكان من المفترض أن يكون معرض الساعات الفاخرة لسنة 2022 تكريساً لعودة قوية. وشهد قطاع صناعة الساعات السويسري الذي تضرر بشدة جراء الجائحة عام 2020 انتعاشاً كبيراً العام الماضي، إذ ارتفع الطلب على الساعات الفاخرة.

فبعد انخفاض كبير بنسبة 21,8 في المئة طال القطاع عام 2020، انتعشت صادرات الساعات السويسرية بنسبة 31,2 في المئة عام 2021، وفق السلطات الجمركية، وتجاوزت هذه النتائج بالتالي الأرقام المسجّلة قبل الجائحة وكذلك أرقاماً تاريخية شهدها القطاع عام 2014. أما نتائج كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير من العام الحالي، فتشير إلى زيادة بنسبة 15,7 في المئة مقارنةً بشهري سنة 2021 الأوّلين، بحسب اتحاد صناعة الساعات.

لكنّ الحرب في أوكرانيا أثّرت على هذا الانتعاش الذي يُعتبر رغم ذلك بداية سنة جيدة للقطاع.

ولا تمثل روسيا إلّا 1,1 في المئة من سوق الساعات السويسرية في الخارج. وتوقفت شركات عدة عن التصدير إلى هذا البلد حتى قبل أن يحظر الاتحاد الأوروبي صادرات السلع الفاخرة إلى روسيا.

الذهب

لكنّ القطاع يعتمد بشكل كبير على السياحة والرغبة في الاستهلاك، فضلاً عن أنّ روسيا تمثل مورداً رئيسياً للذهب والمعادن النفيسة والماس. وبالإضافة إلى ذلك، تضيف قيود الإقفال المفروضة في الصين، وهي إحدى أكبر أسواق الساعات السويسرية، مزيداً من السلبية على المشهد.

وكان بعض المحللين بدأوا الحدّ من توقعاتهم للعام 2022، إذ كانوا يتوقعون نمواً بنسبة ثمانية في المئة للإيرادات المحققة نتيجة تصدير الساعات بداية العام. وقلّص المحلل في شركة "كيبليه شوفرو" جون كوكس تقديراته الحالية عن نمو هذه الإيرادات إلى خمسة في المئة.

وفي الوقت نفسه، يعكس تخفيف المحللين توقعاتهم صدمة حاصلة في مجال المبيعات في روسيا، وانخفاضاً في نفقات السفر الخاصة بالزبائن الروس في قطاع يعتمد بشكل كبير على السياحة، بالإضافة إلى تأثير نفسي للحرب طال الزبائن الأوروبيين.

ويقول كوكس "من الناحية النفسية، وعندما تكون الحرب على الأبواب، تنخفض رغبة الأشخاص في شراء سلع فاخرة".

ويعتبر كوكس رغم ذلك أنّ وضع الشركات المصنّعة للساعات جيد، مؤكداً أنّ "صناعة الساعات في حالة جيدة ربما لم تشهدها منذ حوالى عقد".

تأثير المفاو ضات

وعند الإعلان عن إحراز تقدم في المفاوضات الجارية بين روسيا وأوكرانيا، قفزت قيمتا "ريشمون" و"سووتش غروب"، وهما شركتان كبيرتان في مجال تصنيع الساعات الفاخرة في سويسرا، في سوق الأسهم.

ومن المرتقب أن تنبض جنيف مدى اسبوع على وقع معرض الساعات الفاخرة .

وتعتزم شركات صغيرة تنظيم عرض منفصل بعنوان "تايم تو ووتشز" بهدف الاستفادة من حضور هواة جمع الساعات الأثرياء.

واستأجرت شركات أخرى صالات داخل فنادق كبرى لعرض أحدث منتجاتها، فيما ستنظم دار "كريستيز" للمزادات حفلة كوكتيل في معرض فني كبير معاصر، حيث ستُعرض ساعات نادرة.