بكين: أعلنت الصين الاربعاء عدم تسجيل أي وفيات بكوفيد-19 في اليوم السابق بعدما غيرت طريقة احتساب الوفيات بالفيروس فيما تواجه البلاد تجدداً في انتشار الوباء.
وترزح المستشفيات تحت وطأة ضغوط كبيرة جراء طفرة الإصابات كما تواجه الصيدليات نقصاً في الأدوية بعد قرار السلطات الصينية المفاجئ الصادر الشهر الماضي والقاضي برفع غالبية تدابير الإغلاق والحجر ووقف الفحوص المكثفة، وهي إجراءات بقيت مطبّقة ثلاثة أعوام تقريباً.
سجلت الصين سبع وفيات كلها في بكين، منذ قرار التخلي عن سياسة صفر كوفيد ، لكنها ألغت حالة وفاة واحدة من الحصيلة الرسمية الأربعاء.
يأتي ذلك بعد إعلان حكومي أن أولئك الذين توفوا مباشرة جراء فشل في الجهاز التنفسي ناجم عن الفيروس سيتم احتسابهم فقط ضمن إحصاءات الوفيات بكوفيد.
في السابق كان الأشخاص الذين يموتون جراء مرض ما أثناء إصابتهم بالفيروس يحتسبون في إطار حصيلة وفيات كوفيد. هذه الطريقة في تسجيل وفيات كوفيد ساهمت في تسجيل أعداد هائلة من الوفيات في دول أخرى.
الأمراض الكامنة
وقال وانغ كوي تشيانغ من مستشفى جامعة بكين الأول، في مؤتمر صحافي للجنة الصحة الوطنية "في الوقت الراهن، وبعد الإصابة بمتحورة أوميكرون، يبقى السبب الرئيسي للوفاة هو الأمراض الكامنة".
وأضاف أن "كبار السن لديهم حالات أخرى ويموت عدد قليل منهم فقط بشكل مباشر من فشل الجهاز التنفسي الناجم عن الإصابة بكوفيد".
وقال أحد الخبراء لوكالة فرانس برس إنه نظراً لأن متحورة أوميكرون المنتشرة حالياً لا تؤثر على الرئتين مثل سلالات أخرى من كوفيد-19 فإن التعريف الجديد يعني أن عدداً كبيراً من الحالات لن يتم تسجيله الآن.
وقال يانتشونغ هوانغ وهو استاذ في الصحة العامة في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك إن "التعريف الذي يركز على فشل الجهاز التنفسي (الذي يتطور عندما لا تستطيع الرئتان الحصول على ما يكفي من الأكسجين في الدم) سيؤدي الى عدم تسجيل عدد كبير من الوفيات بكوفيد".
وأضاف أن "التعريف الجديد هو عكس المعايير الدولية التي اعتمدت منذ منتصف نيسان/أبريل خلال تفشي الوباء في شنغهاي والذي يعتبر حالة وفاة بكوفيد كل شخص توفي إثر إصابته بكوفيد".
وتابع "من الصعب القول إن هذا الأمر لم يتم بدافع سياسي".
وأكد عمال في محارق الجثث من شمال شرق الصين إلى جنوبها الغربي أن هذه المنشآت تواجه صعوبات في التعامل مع طفرة في الوفيات.
إعادة فتح البلاد
لكن السلطات مصممة على المضي باعادة فتح البلاد حيث انضمت مدينة تشيان بوسط البلاد الثلاثاء الى عدة مدن كبرى أخرى في دعوة الاشخاص المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض الى العمل بشكل طبيعي.
أقرت بكين الأسبوع الماضي بأن نطاق الانتشار جعل من "المستحيل" تتبع الحالات بعد رفع قرار إلزامية الفحوصات الجماعية.
وحذر مسؤول صحي صيني كبير الثلاثاء من أن العاصمة ستواجه ارتفاعا كبيرا في الحالات في الأسبوعين المقبلين وسيستمر حتى نهاية كانون الثاني/يناير.
وقال وانغ غوانغفا الخبير في الجهاز التنفسي في مستشفى جامعة بكين الأول لصحيفة غلوبال تايمز الصينية "يجب أن نتحرك بسرعة وأن نجهز عيادات وموارد علاج طارئة".
سجلت البلاد 3049 حالة إصابة جديدة محلية الأربعاء ولا وفيات.
مصدر قلق دولياً
والإثنين قالت وزارة الخارجية الأميركية إن طفرة الإصابات في الصين أصبحت مصدر قلق دولياً وعرضت لقاحات لوقف انتشار الحالات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس "نعلم أن الفيروس يتفشى في أي وقت، أن (الفيروس) خارج السيطرة وأنه قادر على التحوّل وأن يشكل خطرا على الناس في أي مكان".
وتابع "حصيلة الفيروس تثير القلق في بقية أنحاء العالم نظرا إلى حجم الناتج المحلي الإجمالي للصين وحجم الاقتصاد الصيني".
التعليقات