حذر الأطباء في جنوب غزة من أن الأمراض المعدية تنتشر بسرعة عبر القطاع، بسبب الاكتظاظ الناجم عن الإخلاء الجماعي للمدنيين مع تحرك الحملة العسكرية الإسرائيلية جنوبًا
إيلاف من بيروت: نسبت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إلى الطبيب عاصم محمد المتطوع في مستشفى ناصر بخان يونس، قوله إن المنطقة المحيطة بالمستشفى مليئة بالأمراض المعدية والوبائية، "بما في ذلك الالتهابات الفطرية والالتهابات الجلدية والالتهاب الرئوي".
أصبحت خان يونس الهدف الرئيسي للعمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأيام الثلاثة التي تلت استئناف الأعمال العدائية، بعد انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعًا والتي شهدت إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة و240 أسيرًا فلسطينيًا .
ويقول طبيب آخر في المستشفى نفسه، هو يوسف عدنان، للصحيفة: "الوضع الآن داخل المستشفى كارثي. نحن نعالج آلاف حالات الإسهال بسبب عدم توفر المياه النظيفة". وإضافة إلى علاج الأمراض، يتعامل الأطباء مع تدفق متجدد لضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية التي تركزت على خان يونس في الأيام الأخيرة. ويصف شهود داخل المستشفى بركًا من الدماء على الأرض، بينما كان الأطباء يدوسون فوق الجثث أثناء انتقالهم من حالة إلى أخرى.
لا يمكن تصورها
وبعد زيارة فريق من منظمة الصحة العالمية لمستشفى ناصر السبت، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الظروف هناك بأنها "لا يمكن تصورها"، وكتب على موقع "أكس": "كان المرضى يتلقون الرعاية على الأرض، ويصرخون من الألم".
بحسب الصحيفة البريطانية، أصبحت المنطقة المحيطة بالمستشفى مخيماً مؤقتاً للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم منذ بدء الحرب. وفي الأيام الأخيرة، انضم إليهم سكان الأحياء المجاورة في خان يونس، الذين فروا إلى هناك بحثًا عن الأمان. وخلق الاكتظاظ الشديد الظروف المثلى لانتشار الأمراض التي تتفاقم بسبب نقص الإمدادات الطبية، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، وسوء الصرف الصحي.
وحتى 29 نوفمبر الماضي، سجلت منظمة الصحة العالمية 85,899 حالة إسهال، و2,335 حالة جدري الماء، و24,355 حالة طفح جلدي، و116,829 حالة التهابات تنفسية حادة، و25,456 حالة جرب وقمل، و1,150 حالة يرقان في جميع أنحاء غزة. وحذرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت هاريس، الأربعاء: "في نهاية المطاف، سنرى عددًا أكبر من الأشخاص يموتون بسبب المرض أكثر مما نراه حتى من القصف، إذا لم نتمكن من إعادة هذا النظام الصحي معًا".
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "إندبندنت" البريطانية
التعليقات