غرد الكثيرون على وسم #أشياء_اختفت_من_حياتنا، فأوردوا ما يفتقدون إليه، من الألعاب الجماعية القديمة، إلى حياة التواصل الحقيقي من دون إنترنت.


دبي: تحول موقع تويتر شيئًا فشيئًا ساحة مفتوحة لأكثر من مجرد نقاش، فصار كما غرفة الجلوس في بيت التواصل الافتراضي، تدور بين الجالسين فيه الأحاديث الجانبية عن جنبات في حياتهم، يحبونها أو يكرهونها، يشتاقون إليها أو يعبرون عن راحتهم منها. ولكل من هذه الأحادث وسمه، أو هاشتاغه، يدور حوله التغريد وتبادل الآراء.

اختفت أعاب الجماعة
من هذه الوسوم التي انشغل الناس فيها أخيرًا وسم #أشياء_اختفت_من_حياتنا، فكان متنفسًا لشباب تقدم بهم الزمن قليلًا، لكن بقوا شبابًا، يستذكرون ما يفتقده مجتمعهم اليوم، بينما تنعموا به في أيامهم.
وعلى هذا الوسم، تبارى المغردون في تذكر ألعاب لعبوا بها، ولا يرون الجيل الجديد يعرفها. فاللعب بالـ quot;كلةquot; أو الكرات الزجاجية الصغيرة، التي كانت ذروة ألعاب الجماعة، اختفى، وساد اليوم لعبة كاونترسترايك بين شاشات الكومبيوتر، كما قال أحد المغردين.
ومن المغردين من استذكر طفولته، فكتب: quot;برنامج الفنان الصغيرquot;، وهو البرنامج العراقي الذي كان يبث مساء كل أربعاء.

وهجر الأولاد الكلة إلى ألعاب الفيديو

اشتقنا لبعض
وغير الالعاب، كانت الصورة الأكثر تواترًا على هذا الوسم صورة عائلة عربية، وعليها مكتوب: الحياة بدون نت.
نشر هذه الصورة المغرد محمد محمد الخثعمي، مغردًا: quot;ما أجمل تلك الأيامquot;، وعلق عليها مغرد آخر هو سمعان ساري، فقال: quot;أحلى ايام اشتقنا لبعضنا بالفعلquot;، في غمز من قناة الحياة العائلية التي سادها الخمول هذه الأيام، فانقطع الانسان عن أفراد عائلته، حتى لو كان جالسًا بينهم. فهو يبقى منكبًا على هاتفه الذكي أو جهازه اللوحي، فلا يتواصل مع الأقربين إليه، وهم أولى بهذا المعروف.
وعلق مغرد مضحك على هذا الوسم، قائلًا: quot;انقطع النت فاضطررت للجلوس مع أهلي قليلًا، فوجدتهم أناًسا طيبين!quot;.

سقى الله أيام التواصل الاجتماعي الحقيقي

تعبير صريح
ليست الألعاب والعلاقات الأسرية أو الاجتماعية التي يفتقدها الناس هذه الأيام، فالمغردة سنا تفتقد quot;الصديق الحميمquot; في ترجمة لعبارة best friend التي غردتها. لربما كانت هاتان الكلمتان من أكثر التغريدات إيلامًا، في عصر قل فيه الخل الوفي، وانطوى الناس على أنفسهم، حتى صار الشعار العام في هذه الدنيا quot;أنا وبعدي الطوفانquot;.
أما المغردة بنت قحطان، فغردت: quot;(الرجوله) لازال هـناك رجال، ولكن يغلب على المجتمع (اشباه الرجال)quot;. وبمقدار ما تبتعد هذه التغريدة عن الماديات التي وردت في التغريدات آنفًا، تمس النفس البشرية في أقصى حدودها، لأنها تعبير صريح عن يأس البشر من العودة إلى قيم كان الرجال يتحلون بها، وهم اليوم يتخلون عنها. وأكملت المغردة Flower1661 هذه السلسة الشاعرية من التغريدات كاتبةً: quot;الاحساس بمشاعر بعض والفرحه بالهدايا وحسن الظن بالغيرquot;.

ألعاب قديمة حلت محلها كاندي كراش اليوم

حنين
هذا فعلًا ما اختفى من حياتنا، بعد أن صارت المناسبات مجرد اتصال هاتفي، تقلص إلى رسالة على الواتساب. لربما لم يحسن هؤلاء المغردون الصراخ في واد عميق، ولربما أتت تغريداتهم انعكاسًا لبؤس دفين، يذكيه فقر العالم اليوم إلى مبادئ ذهبت أدراج التقدم التقني، وإلى مشاعر تصلبت في عصر الانسان الآلي، والسيارة الذكية التي تعرف كيف تركن نفسها بنفسها. ما عبر عنه هؤلاء الشباب، ماديًا ومعنويًا، ليس الحنين إلى أنفسهم بل حنين إلى عصرهم، أو إلى عصر يتوقون إلى استعادته من غياهب التطور.

أم أس أن اختفى تاركًا عرشه لتواصل أذكى