أعلنت شركة فايسبوك عن مستجدَين في موقعها، احدهما يتعلق بالتسوق والاخر بأشرطة فيديو، وهو ما يجعله في حالة تنافس مع غوغل، الذي بدأ يفقد بعضًا من اختصاصاته.

ميسون أبو الحب: أعلنت فايسبوك عن مستجدين اثنين، لا علاقة لاحدهما بالآخر. فمن جهة، فتحت بابًا للتبضع عن طريق الانترنت شرط ان تكون للشركات التي تبيع البضائع صفحات على موقعه.&

من جهة ثانية، تنوي فايسبوك اضافة زر يتعلق بأشرطة الفيديو والهدف من ذلك هو إطالة الزمن الذي يمضيه المشاركون على الموقع.

هذه المستجدات لا تمثل ثورة تكنولوجية بحد ذاتها. وقال مسؤولون في فايسبوك عن مسألة التبضع، "ستسمح للمشاركين بالعثور على البضائع ثم المشاركة بها ثم شرائها"، ويعني هذا ان هذه الخدمة ستكون مشابهة لخدمات أي موقع يبيع بضائع على الانترنت.

الفرق هو ان عروض البائعين لن تجد طريقها الى المشاركين إلا اذا كانت لهذه الشركات صفحات على فايسبوك، فيما قال مسؤولون إن الموقع لا ينوي فرض عمولة على مبيعات الشركات.

ويرى مراقبون أن الهدف من كل هذا هو جذب اصحاب الاعلانات اولا ثم تأمين بقاء المشاركين على الموقع لأطول فترة ممكنة بدلاً من خروجهم والبحث عن بضائع في مواقع اخرى.

منافسة يوتيوب

أما إضافة زر للفيديو، فليس بالامر غير المسبوق هو الآخر، وينوي موقع فايسبوك استبدال الزر الخاص بالماسنجر بزر للفيديو، ويمكن للمستخدم ان يشاهد مجموعة من الفيديوهات المقترحة وفقًا لما اعجب اصدقاءه أو وفقًا للصفحات التي يتابعها اضافة الى فيديوهات يمكن تأجيل مشاهدتها الى فترة لاحقة.

ومعنى هذا ان هناك ٤ مليارات شريط فيديو ستتم مشاهدتها على فيسبوك كل يوم، وهذا ما يؤكد التنافس بين فايسبوك ويوتيوب: فالاول يسرق مهارات الثاني.

ولكن ما هو جديد في فايسبوك هنا، هو ان في امكان المشارك متابعة شريط الفيديو في زاوية الشاشة ثم الاستمرار في نشاطاته المعتادة على الموقع وهو ينافس في هذا المجال يوتيوب وفيميو وديليموشن.

والهدف من كل هذا بالطبع هو جذب المعلنين والحفاظ على المشاركين في الموقع.

تنافس يشتد مع غوغل

كل هذه الامور تكشف عن المسار الذي يتخذه فايسبوك حاليًا، فهو يحاول الاقتراب شيئًا فشيئًا من غوغل. ونعرف ان في غوغل خدمات تسوق (غوغل شوبنغ) وهناك موقع فيديوهات وهو (يوتيوب) وتأتي هذه الخدمات ضمن خدمات اخرى يقدمها غوغل منها جيميل، وغوغل للترجمة والدرايف ...الخ.

فايسبوك حاول منافسة ماكنة البحث داخل غوغل بأخبار الاصدقاء، وهو الان يريد تطوير خدمات التبضع والفيديو في محاولة لارضاء رغبات مستخدميه المتباينة.

واضافة الى ذلك يسمح فايسبوك بوجود تطبيقات تكمله، فهناك ماسنجر وخدمات الرسائل المباشرة علماً أن فايسبوك يملك انستغرام الخاص بالصور كما يملك واتسآب للنداءات الهاتفية، والرسائل السريعة ويبلغ عدد مستخدميها ٩٠٠ مليون شخص.

السيطرة على السوق

على اية حال، دوافع فايسبوك لا تختلف عن دوافع غوغل وهي السيطرة على سوق الاعلانات على الانترنت.

ومن المؤكد ان طرح فايسبوك لهذه المستجدات سيجعله موجودًا في كل مكان، وهو يعرف الكثير جدًا عن مستخدميه وعن اهوائهم ورغباتهم، وبذلك يستطيع طرح اعلانات تكون نتائجها فعالة بالنسبة للشركات المعلنة.

وكان فايسبوك قد أعلن في ايلول الماضي، عن ربط نظام الاعلانات في انستغرام بالموقع الام، ما قد يجعل من انستغرام مصدر وارد قد يصل في ٢٠١٧ الى ٢.٨ مليار دولار.&

فيسبوك بدأ يدخل ايضًا في عالم الشركات المهني، وهو مجال تحتل فيه تطبيقات غوغل موقعاً مهماً، إذ بدأ يقترح انشاء شبكات تواصل داخلية للشركات.&

فيسبوك يقضم

غوغل يواصل قضم نشاطات غوغل شيئًا فشيئًا، فيما فشل غوغل في وقت سابق عندما حاول انشاء شبكة تواصل اجتماعي، وهي غوغل+، إذ لم ينجح هذا المستجد&في كسر شوكة فيسبوك على الاطلاق.

ولكن غوغل تمكن ايضًا من اجتذاب الكثير من المشاركين من خلال جيميل ويوتيوب ونظام اندرويد.

وتنهي صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرها بالقول "من الواضح ان الحرب بين غوغل وفيسبوك لم تنتهِ بعد".