يعترض رئيس تكتل الاصلاح والتغيير ميشال عون على مبدأ المداورة في تشكيل الحكومة اللبنانية، يقابله اعتراض مبدئي من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، فهل يلتقيان في اعتراضهما؟.
بيروت: يقول النائب سليم سلهب ( تكتل التغيير والاصلاح التابع للجنرال عون ) لـquot;إيلافquot; إن هناك خلافًا جذريًا في رؤية الجنرال ميشال عون ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في تشكيل الحكومة، فنحن موافقون على صيغة 888، ومشاركة جميع الفئات في الحكومة، بينما جعجع يرفض الحكومة اساسًا، وهو يرفض مشاركة جميع الفئات السياسية في الحكومة المقبلة، ومن جهة أخرى لم نقل حتى الآن كلا على مبدأ المداورة بصيغة ميثاقية، اذ نريد تطبيق الدستور والحصول على حكومة ونريد المساهمة فيها، لكننا في الوقت عينه غير مستعدين ان ندفع ثمن أن نضحي بالدستور والميثاق مع عدم اعطائنا الوزارات السيادية.
ويلفت سلهب الى أن الوجهة الحكومية لدى جعجع، مرفوضة من الاساس، فلا شروط لديه من تأليف الحكومة اذ هي مرفوضة كليًا، وهذا يعني صعوبة التوافق على الموضوع عينه.
ولا يعتقد سلهب أن اعتراض الطرفين، اي جعجع وعون، سيشكل محور تلاقٍ بينهما، لان لكل فئة نظريتها السياسية المتباعدة عن الأخرى.
الا يمكن اليوم استثمار اعتراض عون وجعجع على الحكومة لمصلحة التقريب في وجهات النظر بينهما؟ يرى سلهب أن هناك وجهات نظر مقرَّبة بين الطرفين ومنها انتخاب رئيس جمهورية خلال المهل الدستورية المحددة، وكذلك فإن quot;بروفايلquot; رئيس الجمهورية متفق عليه من الطرفين بأن تكون لديه قاعدة شعبية مهمة كي يثبت قدميه في الحكم خصوصًا ان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يتمتع بقاعدة شعبية وعادة رئيس الوزراء ايضًا يتمتع بتلك القاعدة الشعبية، من هنا على رئيس الجمهورية المقبل أن يتمتع ايضًا بشعبيته من خلال quot;بروفايلquot; معين من المرشحين لرئاسة الجمهورية.
حقوق المسيحيين
عن محاولة عون اليوم استرجاع حقوق المسيحيين يقول سلهب إن هناك غبنًا أُلحق بالمسيحيين منذ العام 1992 حتى اليوم، إن كان بالادارة أو توزيع الحكومات، نحن نجرب أن نفعَّل موقعنا السياسي بخاصة أن لدينا ثاني اكبر كتلة نيابية في البرلمان اللبناني، ومن حقنا كسياسيين أن نطالب بحقوقنا.
ولدى سؤاله من خلال المطالبة بحقوق المسيحيين في الادارات ألا يمكن أن يشكِّل الامر عامل تقارب مع القوات اللبنانية لارساء حقوق المسيحيين معًا؟ يؤكد سلهب أنه في مرحلة ما تم التوافق على بعض العناوين مع القوات اللبنانية في هذا الصدد، لكن في الوقت الحاضر لم نستطع تطوير هذا التوافق، وحاولنا ككتلة عون أن نقوم بجلسة حوارية مع القوات اللبنانية، للاسف لم نتوفق باجتماع حواري مع جعجع.
اعتراضات عون
عن اعتراضات عون على الحكومة يقول سلهب إن ذلك ليس بالامر المستحيل، quot; اذ من حقنا كبرلمانيين أن نعطي رأينا بتأليف الحكومة اللبنانية وعلى رئيس المكلَّف أن يرى إن كانت مطالبنا محقة أم لا، وعليه أن يتشاور مع رئيس الجمهوريةquot;.
ويشير في النهاية الى أن بعض الاعتراضات التي يحملها عون وجعجع للحكومة اللبنانية موجودة لكن الاتفاق بينهما من خلال هذه الاعتراضات غير وارد اطلاقًا لأن الاعتراض عند جعجع يبقى مبدئيًا بعدم الاشتراك في الحكومة، بينما اعتراضنا على كيفية الحكومة التي سنشارك بها، والتي يمكن أن تكون مفيدة للبنان.
القوات اللبنانية
بدوره، يشير مصدر في القوات اللبنانية لـquot;إيلافquot; الى انتفاء التوافق مع تكتل عون لأن الاعتراض مبدئي من قبلهم على تشكيل الحكومة اللبنانية، مؤكدًا أن التواصل الحاصل في قضية تشكيل الحكومة لا لزوم له وأن ما يجري حاليًا من quot;تدوير الزواياquot; بغية الوصول الى حكومة، وهو ما اصبح شعار البعض في هذه الايام، انما يفوِّت الفرص على الوطن للخروج من الأزمة الحكومية، لأن الاتصالات الجارية ستبوء بالفشل.
التعليقات