مع توجه أهالي الضحايا والصحافيين الى لاهاي حيث مقر المحكمة الدولية بقضية الحريري التي تبدأ أعمالها اليوم، تتوجه الانظار والآمال الى اللحظة التاريخية التي تبشِّر بإنهاء الاجرام.
بيروت: توجهت الطائرة التي تقل أهالي الضحايا والصحافيين الى لاهاي، على متن طائرة تابعة للرئيس الأسبق للحكومة سعد الحريري، على متن تلك الطائرة حمل الاهالي أحزانهم بكف، وآمالهم بأن تأخذ المحكمة حقهم لأبناء واخوة اغتالتهم يد الغدر، فهل تكون المحكمة الدولية بقدر تطلعات اهالي الضحايا أم تبقى مهمة برمزيتها المعنوية فقط؟
يؤكد النائب أمين وهبي (المستقبل ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن اهمية ورمزية المحكمة الدولية بأنه للمرة الاولى بتاريخ لبنان الحديث، وبالاخص منذ بداية الحرب الاهلية حتى اليوم، يشعر اهل الضحايا بأن يد العدالة هي أقوى، ويشعر المجرمون بأنه مهما استبدوا ومهما استباحوا دماء الناس، سيظهرون على ضعفهم امام المحاكمة، وهي لحظة تاريخية مهمة جدًا للشعب اللبناني، وتبشر بمرحلة جديدة يصبح فيها الاجرام والقتل والاغتيال مكلفًا لمن اعتاد على هذه الوسيلة لمصارعة الخصوم.
بدوره، يعتبر النائب باسم الشاب ( المستقبل ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن اهمية المحكمة الدولية اليوم في قضية اغتيال رفيق الحريري تكمن بأنه للمرة الاولى نشهد أن ما حصل في لبنان يصل الى توضيح ونتيجة، وتاريخ لبنان الحافل بالاغتيالات لم يشهد ذلك سابقًا، ولم نرَ اهتمامًا دوليًا، لحماية لبنان من خلال العدالة المقبلة، لأن بلا عدالة مسلسل الاجرام سيستمر، وهو حدث تاريخي ليس فقط للبنان بل للعالم.
الحكم غيابيًا
الحديث اليوم بأن تلك المحكمة ستحاكم اشباحًا وستكون الاحكام غيابية، يقول وهبي :quot; هذه المحكمة ستحاكم اشخاصًا معروفين بالاسم وبالهوية وتاريخ الولادة وتوجههم السياسي ووظائفهم، ستحاكم اشخاصًا محددين، وهذه المحكمة ايضًا ستكون عادلة وموضوعية جدًا، وسيجلس على القوس أشهر وأكفأ وأنزه قضاة العالم، واليوم سيتجسد مشهد جميل بأنه سيتبارى الادعاء والدفاع، والمحكمة هي من ستحكم بالنهاية.
في الفترات الماضية، يضيف،quot;عودونا على انتاج مشهد غريب، من خلال اطلاق التهم باتجاه التحقيق ويصدرون الاحكام المبرمة على المحكمة الدولية، وكان يفوتهم بأن المحكمة الدولية شيء وبأن الذين يجلسون على القوس شيء والادعاء شيء آخرquot;.
ويتابع:quot; اليوم سيتجسد المشهد بأن هذه المحكمة لا تحاكم اشباحًا بل اشخاصًا معروفين، ولكنهم سيثبتون للعالم اليوم أنهم لم يمتلكوا لا الشجاعة ولا الصدقية ولا القدرة على الدفاع عن انفسهم بعدما اعطيت لهم كل الفرص امام عدالة المحكمة، واليوم سيُظهرون للعالم بأنهم هربوا من المحكمة الدولية ليس لأنها مسيسة، وليس لأنها غير عادلة بل هربوا من عدالتها وحيادها وموضوعيتها.
اما النائب باسم الشاب فيلفت الى أن الواقع ليس اصدار الاحكام على الاشخاص بل وقائع المحاكمات التي ستصدر، وما كتب في الصحيفة الالمانية دير شبيغل خير دليل على ذلك، حينما ذكرت أنه ستتم تصفية من قام بالاغتيال وأن بعض الاشخاص المتهمين بقضية الحريري موجودون في ايران، ورغم ذلك لن يسلمهم النظام الايراني.
وقف عمليات الاغتيال
ما المتوخى من المحكمة الدولية، وكيف يمكن أن توقف عمليات الاغتيال في لبنان؟
يقول النائب امين وهبي :quot; عندما يظهر للرأي العام اللبناني والعربي والدولي كم ستكون هذه المحاكمة على مستوى عالٍ من المهنية والحيادية والكفاءة وتأمين الفرص للدفاع تحديدًا، كلما تجسدت هذه الامور، كلما اصبح الاغتيال مكلفًا لمن يمتهنونه، المحكمة ستحصّن الرأي العام اللبناني والعالمي ضد كل الذين يلجأون الى وسائل الاغتيال والقتل في الامور السياسية.
بدوره، يؤكد النائب الشاب أن عمليات الاغتيال التي كانت تحصل كانت تُتهم بها اسرائيل، أو لا احد، اليوم مع بدء المحكمة الدولية سنشهد على المجرم الحقيقي من خلال فضح الوقائع، وسوف يعرف الجميع، وتكشف الامور، وسيكون هناك حساب للمتهمين، ورادع لهم.
المحكمة ورمزيتها
هل المحكمة مهمة اليوم بسبب رمزيتها فقط أم لها دورها القانوني الفاعل؟
يؤكد وهبي أن المحكمة الدولية مهمة في البعدين، في رمزيتها اولاً لأنها تفتح مرحلة جديدة في تاريخ لبنان والمنطقة العربية التي اعتاد الطغاة على الغاء خصومهم بالاغتيال والقتل، وايضًا مهمة ببعدها القانوني لان القانون سيحكم وستكون له كلمة الفصل وليس للاسلحة والانفجارات.
ويجيب الشاب بدوره على هذا السؤال بالقول :quot; لا شك أن قوة المحكمة الدولية المعنوية كبيرة، لأنها محكمة لها طابع يتخطى لبنان، وكل دول العالم تنظر الى تلك المحكمة كما المحاكم الأخرى في دول مثل بوسنيا.
التعليقات