في الدول الديمقراطية التي تحترم القوانين وحقوق الانسان تشكل هذه المزايا العظيمة خطرا عليها ونقطة ضعف يتغلغل من خلالها الإرهابيون اليها لتنفيذ جرائمهم ، ومحاولة تفجير السيارة في نيويورك كشفت عن مشكلة غياب المراقبة الدقيقة للجالية المسلمة في الولايات المتحدة الاميركية بسبب وجود القوانين التي تحترم حقوق الانسان ، فالإرهابي الباكستاني كان يتحرك بحرية في اتصالاته الداخلية والخارجية والاعداد لمخططاته الاجرامية ، ورغم انه ينحدر من بلد يعتبر احد معاقل الإرهاب.. إلا انه تُرك دون مراقبة.

وقبله الكثير تُركوا وتكرر معهم نفس الخطأ، فعلى سبيل المثال الإرهابي اليمني العولقي الذي كان اماما لاحد المساجد في اميركا وكان احد عناصر القاعدة ، وتردد عليه العناصر المجرمة التي نفذت جريمة 11 سبتمر ، وتم التحقيق معه بعدها بشكل بسيط ثم تُرك وسافر بحرية الى اليمن وظهر بعدها انه احد شيطان القاعدة وصار يعمل بشكل علني ، وبسبب القوانين الاميركية التي تمنع الاعتقال دون دليل والتعذيب افلت من العقاب ، بينما كان يمكن بسهولة من خلال التعذيب كشفه وانتزاع الاعترافات منه.

يعيش في اميركا حوالي سبعة ملايين مسلم ، أكثرهم ان لم يكن إرهابيا فهو يضمر الكراهية للولايات المتحدة الاميركية وليس لديه ولاء واخلاص لها ، وبحكم خبرتي كعربي مسلم .. نادرا ما تجد مسلما يحب اميركا إلا قلة قليلة جدا من هذه الملايين ، والمنطق وضرورات الدفاع عن امن اميركا والحفاظ على حياة المواطنين يفرض التضحية وتجاوز القوانين ولوائح حقوق الانسان، والتعامل بشكل خاص مع المسلمين وفق اسلوب ( تعميم الشك بالجميع ) والمراقبة والملاحقة والاعتقال الأحترازي المفتوح من دون دليل ، واللجوء الى إسقاط الجنسية والترحيل لمن يشكل وجوده مجرد ازعاج او احتمال ان ينتج عنه مشاكل.

وعقوبة الطرد الجماعي للمسلمين من اصحاب المخالفات القانونية البسيطة والمثيرين للشك ... من افضل وسائل الضغط عليهم لإرعابهم وضرب مصالحهم الشخصية واجبارهم على الإلتزام بالقوانين والإبلاغ عن الإرهابيين من بينهم ، فالولايات المتحدة الاميركية ودول أوربا يجب ان تفكر بحماية نفسها من خطر الإرهاب اولا والتضحية بالديمقراطية والقوانين ولوائح حقوق الانسان لأن هذه الدول امام قضية حياة او موت.

واخيرا نتساءل: أين ادانة المسلمين في كافة انحاء العالم لجريمة محاولة تفجير سيارة في نيويورك وقتل الناس بشكل عشوائي همجي ... أين بيانات الشجب والرفض ممن يقولون ان الاسلام يدين ويرفض جرائم الإرهاب حينما يتم محاصرتهم بالاسئلة ، لماذا لم يبادروا وخصوصا رجال الدين منهم الى التعبير عن ادانتهم لهذه الجريمة البشعة التي ترتكب بأسم الأسلام؟!

[email protected]