بالرغم من أنّني - والعياذ بالله من كلمة أنا - أتفادى الحديث عن المشاكل الشخصية، إلا أن ما دعاني لذلك هنا هو أن قصتي ومشكلتي لم تعد نادرة الحدوث، بل بات يعاني منها كثيرون من دون مجيب ومن دون حسيب أو رقيب. نعم، إنَّها حياة أصعب وأقسى وأكثر تعقيدًا. سموها ما شئتم من مأساة ومعاناة وإهمال، واليكم قصتي مع شركة الاتصالات السعودية!

في البداية، أدعوا موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية للتفاعل مع قصتي بأسرع وقت والاعتراف بها من خلال توثيق الرقم القياسي في الانتظار ريثما أحصل على إجابة من الشركة، والذي حققته حتّى الآن، وذلك قبل أن يحطمه أحدا أخر غيري وأنا كلي ثقة أنني لن أحافظ على الرقم لمدّة طويلة، ولن اتمكن من الاحتفال بدخولي الموسوعة العالميَّة، وذلك بسبب إمكانية كسر الرقم إن لم يكن قد كسر الى الآن، واليكم القصة بالتفصيل:
يوم الأربعاء الماضي وتحديدا في الساعة 5.55 دقيقة مساءً، اتصلت على رقم (902) الذي وضعته شركة الاتصالات للرد على الاستفسارات والشكاوى وغيرها، إلا أنه وللأسف يحتاج من يساعده للرد والمساعدة وكما يقال quot;جبناك يا عبد المعين تعين لقيناك تتعانquot;!

قد يقول قائل أكيد انتظرت 10 دقائق يا أخي عادي متعودين أو 20 يا أخي اصبر أو 30 يا أخي ترى وقتك ما هو مناسب الجماعة يصلون المغرب لكن لن يتصور أحد كم من الوقت انتظرته بعد طلبي للمشرف وربما يخرج أحدكم بعد معرفة الوقت ويقول أنت مبالغ جدا.. أنت لك مصالح في شركة موبايلي أوشركة زين أو ......غيرها.

عموما جاء وقت صلاة المغرب عندنا في المنطقة الشرقية 6.30 مساء والإخوان الكرام لم يردوا بعد.

فقط يبربر الرد الألي quot;شكرا لانتظاركquot; .. عفوا لتطنيشك .. وهلم جرى من كلمات التخدير!

المهم قلت بعد الوقت الطويل هذا حرام أضيع جهدي وأفصل وأبدأ من جديد أنا أذكى منهم وما تمشي علي حركاتهم وسأطفشهم قبل ما يطفشوني. نعم لن أفصل الخط وسأضع الجوال على الصامت وسأوؤدي صلاة المغرب والله يغفر الذنب!

وبعد نهاية الصلاة وأثناء خروجي من المسجد قلت مليون في المائة ردوا وراح عليه الاتصال الثمين لكن بالطبع الصلاة أبدى, ونظرت بالجوال فأصابتني الدهشة مازال الرد الألي يردد لزمته الشجية عميلنا العزيز:

quot;شكلك فاضي وأعلى ما في خيلك اركبه ترى ما حنا برادين مدام الشغلة عنادquot; عفوا quot;عزيزنا العميل الموظف مشغول مع عميل أخر نعتذر وسنرد في المشمش أقصد في أقرب فرصةquot;.

قلت طيب يا أنا يا أنتوا دام الشغلة عناد!
اتجهت للمنزل وقلت حلمك يا رجل الجماعة اكيد يصلون المغرب ويجب مراعاة فارق التوقيت وبالفعل راعيت فارق التوقيت مع الرياض ثم مع مكة المكرمة ولم يبقى إلا أن أراعيها مع جزر quot;الواق واقquot; ولكن برضوه ماعندك أحد والأخوان ماشاء الله عليهم راعين طويلة لكن أنا لهم بالمرصاد.

وبينما أنا في غمرة الانتظار الطويل بل السفر الطويل تصدقون لو أدري رحت المركز الرئيسي في الرياض أفضل لي! إذا بالرد الألي والذي أصبح ابناي يرددانه ويتغنيان به ويكرران معه يختفي فجأة قلت طيب يا مشرف ألحين أعرف أشرح معاناتي معك وأفرغ شحناتي الغاضبة في شركتكم التي لا تحترم عملائها ولا تقدم أي شيئ مقابل ما ... !

وبالفعل رد الأخ المشرف أخيرا وإذا به يردد: دو.. دو.. دو.. حتى توقعته يغني أغنية شعبان عبدالرحيم بالخطأ سو .. سو .. حبيبي حبسوه!

وبينما أنا أردد ألو ألو مشرف .. سوبر فايزر .. ياهوه اذا بالرد الألي يكسب التحدي معي ويلقني درسا مفاده بدري عليك تتحدانا رح العب بعيد ولاعاد تعودها مرة ثانية! نعم تم فصل الخط طبعا لم يفصلوا الخط في وجهي لأني كنت حاط الجوال على السبيكر!

أي والله أن هذا ما حدث معي وهو ما يدعوني وأتوقع أنكم الأن تتفقون معي بمطالبة القائمين على موسوعة جنيس القياسية بتوثيق الرقم الذي سجلته بانتظار رد أحد موظفي شركة الاتصالات الكرام قبل أن يحطم الرقم عميل أخر مسكين مثلي.

أعتقد أن رقمي القياسي هذا الذي حققته أفضل بكثير من أرقامنا التي حققناها في العالم العربي في الموسوعة نفسها والتي لا تخرج عن أكبر وجبة كبسة في العالم أكبر طبق حمص أكبر طبق كشري وغيرها... هذا اللي حنا فالحين فيه فقط أرقام قياسية في الأكل فقط!

طبعا كلكم الأن متشوق ويخمن لمعرفة الوقت القياسي الذي سجلته وسأخبركم به حالا نعم الاخوان لم يردوا أقصد يغلقوا الخط إلا الساعة 7.33 مساء أي ساعة وثمانية وثلاثين دقيقة على الخط بالفاضي وهي هنا رسالة لمن يهمه الأمر في الشركة العملاقة إن كان هناك من يهمه أمر العملاء المغلوبين على أمورهم. اتقوا الله فينا

أخيرا: ليسمحوا لي بتغيير الشعار الذي يرددونه كثيرا ولا ينطبق حاليا على الخدمات المقدمة من الشركة وهذا ليس رأيي فقط بل بات يتردد على ألسنة الملايين من:
stc حياة أسهل .. الى stc حياة أصعب!

[email protected]