ليس هناك صاحب ضمير وفكرحر يجادل في عدالة قضية الشعب الفلسطيني وحقه في العيش الكريم على ارضه في دولته المستقلة. لكن القضية الفلسطينية قد تحولت الى ساحة للمزاودات والمتاجرة مع إزدياد متنامي في عدد الزبائن. منذ أكثر من خمسين عاماً كان quot;تجارquot;القضية معظم الأنظمة في الدول العربية وquot;أبواتquot; المنظمات الفلسطينية بالذات.
إنقلابات quot;الثورويينquot; خفافيش الظلام كانت تدعي أن هدف الإستيلاء على السلطة إنما هو quot;فقطquot; تحريرفلسطين. هؤلاء جميعاً أصبحوا مجرد quot;أرانبquot; في حروبهم الإنهزامية. لقد بدا واضحاً أن الغاية كانت كرسي السلطة وكم الأفواه وقمع الشعوب مترافقةً مع أناشيد تحرير فلسطين بقيادة البعثية quot;الأولىquot; لودي شامية وبقية الجوقة.
سوق المتاجرة بالقضية جذبت إليها في السنوات الأخيرة تجاراً غيرعرب وهم تركيا وايران. المسرحية الجديدة والمتعلقة بالإعتداء الاسرائيلي الهمجي على سفن المساعدات الانسانية حالياً بطلتها تركيا، التي صارت تزاود على كل العرب وايران بل وعلى الفلسطينيين بالذات.
ماذا قال السيد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان؟.
في أول تعليق له على الأحداث قال: العلاقات الاسرائيلة التركية كانت من أفضل العلاقات بين دولتين صديقتين في المنطقة ومشكلتنا الآن ليست مع دولة اسرائيل، بل مع الحكومة الاسرائيلية الحالية فقط.
يوم أمس،الاول من حزيران، أجرى اردوغان مكالمة هاتفية مع الرئيس الامريكي باراك اوباما حيث قال: أن اسرائيل خسرت أوفى دولة صديقة لها في المنطقة اي تركيا والتي كانت ستلعب دوراً كبيراً في حل مشكلة الشرق الاوسط. لو قبلت الدول العربية quot;بالصداقة الوفيةquot; مع اسرائيل مثل الدولة التركية لما بقيت هناك مشكلة تسمى بقضية فلسطين. إذن ماذا هو هدف تركيا لما جرى؟. الهدف هو تحويل quot;المساعدات الإنسانيةquot; الى غزة المحاصرة الى quot;مساعدات اسلاميةquot; بقصد التسييس وعلى رأسها كسب المزيد من الناخبين الاتراك في الإنتخابات القادمة والحصول على رأس المال العربي في إدارة عجلة الإقتصاد التركي.
اسرائيل ستحاول اللعب بالقضية الكردية في تركيا والتي هي قضية عادلة تماماً مثل القضية الفلسطينية. على الكرد أن لاينجروا وراء الخداع عندما تذرف اسرائيل دموع التماسيح على ما يعانيه الكرد من سياسة الإنكار والظلم على أيادي الدولة التركية، بل عليهم الوقوف مع الحق أي دعم الشعب الفلسطيني.
الخاسرالوحيد في كل ما حدث هو الشعب الفلسطيني بشكل خاص والعربي عموماً، حيث أن النتيجة هي تعميق الخلافات بين دولتيquot;رام اللهquot; وquot;غزةquot; والمزيد من التشرذم العربي الذي وصل الى الحضيض والذي هو السبب في أن تصبح القضية العربية الى مجرد كرة يتقاذفها اللاعبون من كل حدب وصوب.
نتيجة الأحداث هذه ستتلخص في طلب تركي تدعو فيه اسرائيل الى الإعتذار والذي لن يتحقق أبداً ومعارك كلامية لا طائل منها وتفاؤل ساذج من الجماهيرالعربية بقرب تحريرفلسطين على يد quot;الفاتحquot; طيب اردوغان.
إنتظروا المفاجآت قريباً جداً عندما سيدخل اللاعب الايراني أحمدي نجاد الى الساحة. لايمكن أن يهضم نجاد هذا quot;الإنتصارquot;التركي في ملعب القضية الفليطينية.
خافوا الله.....كفاكم وانتم تقتاتون على مآسي وكوارث الشعب الفلسطيني المسكين...
طبيب كردي سوري السويد
[email protected]
التعليقات