القرصنة الصهيونية الغاشمة على اسطول الحرية و مانجم عنها من جرائم مروعة يندى لها الجبين الانساني، أعادت الى الاذهان و الصورة مرة أخرى حقيقة و واقع هذا الکيان الغاصب المبني من أساسه على اسس و مفاهيم الاجرام، وأکدت بديهية ان مابني على الباطل ليس بإمکانه مطلقا أن يمتلك مقومات و رکائز تؤهله لأن يصبح امرا واقعا مبنيا على الحق و العدالة.


الرفض العالمي العارم للجريمة النکراء للصهاينة وان لم يرقى الى مستوى يوازي البعدين الانساني و القانوني، لکنه کان مهما و فعالا في توجيه صفعة قوية إستثنائية للوجه الصلف للصهیونية البربرية المجرمة بحق الانسانية و الشعب العربي الفلسطيني وأکدت من جديد على عقم الاسس الباطلة التي بني عليها هذا الکيان اللقيط الذي يستمد وجوده من الظلم و هضم حقوق الآخرين.


وقد سعى الکيان الصهيوني و على مر العقود الماضية الى السعي من أجل إيجاد الارضية المناسبة و الملائمة لإيجاد الرکائز المناسبة لفرض نفسه کأمر واقع على الامتين العربية و الاسلامية و على العالم أجمع، وقد سلك شتى السبل و الطرق من أجل بلوغ غايته المريبة تلك، وکانت من أخبث و أقذر محاولاته تلك التي سعت الى شق صف وحدة صف الامة الاسلامية و إيجاد مواطئ اقدام له بين ظهراني البلدان الاسلامية وقد إتبع للأسف اسلوبا يبدو انه قد نجح في کسب بعض من البلدان التي کانت للأمس حاضرة من الحواضر الاسلامية و قلعة حصينة من قلاعها، لکن وکما تؤکد البديهية القائلة(مابني على الباطل، باطل)، فإن مساعي هذا الکيان الاجرامي و بحمد الله و مشيئته وکما توعدهم في محکم کتابه المبين(وان عدتم عدنا و جعلنا جهنم للکافرين حصيرا)، فإن کل جهد أنجزوه و بذلوا في سبيل إنجازه الغالي و النفيس قد إصطدم في نهاية الامر بجدار الايمان و اليقين للأمة الاسلامية التي أرست وجودها اساسا على المبدأ القاطع و الحدي:(قولوا لااله إلا الله تفلحوا)، بدأ الحلم الصهيوني بالتراجع و الانهيار على جبهات کان يحسبها للأمس القريب في صفه، وبانت في الآفاق ملامح تغييرات استثنائية غير متوقعة و طفق الصهاينة يعدون العدة لمرحلة ليس لهم فيها أي خيار سوى التراجع و إجتراع کؤوس الذلة و الهوان، ولئن کان من السهل جدا بالنسبة للصهاينة المجرمين إزهاق ارواح 19 من المسلمين الابرياء الذين إمتطوا صهوة اسطول الحرية من أجل نصرة أخوتهم في العقيدة في قطاع غزة بالوسائل القانونية و الشرعية المتاحة، فإنه من الصعب جدا عليهم تبرير جريمتهم النکراء تلك و منحها المبررات و المسوغات القانونية وان الوضع المعقد جدا الذي يواجهونه قد يجبرهم الى إعادة النظر مجددا بمجمل استراجيتهم المبنية من اساسها على الباطل وان مساعيهم غير العادلة و المستمرة على الدوام من أجل شق وحدة الصف الاسلامي و العربي، قد بائت الى فشل ذريع، وان تطاولهم غير المبرر من کل الجوانب و على مختلف الاصعدة ضد اسطول الحرية قد بات بمثابة وثيقة إدانة أخرى تضاف الى سجلهم الاسود في مجال الانتهاکات المستمرة بحق الشعب العربي الفلسطيني بشکل خاص و الامتين العربية و الاسلامية بشکل عام، جريمة التطاول الصهيوني على اسطول الحرية بأبعادها المختلفة قد حظيت والحمدلله بتغطية إعلامية کبيرة ساهمت بصورة إيجابية في فتح الاذهان و توعية الرأي العالمي الى الماهية الاجرامية للکيان الغاصب للقدس و الارض العربية، وهي بادرة خير ستساهم بعون الله في إحداث شرخ في جدار الزيف الصهيوني، لکن و تزامنا مع هذه الجريمة النکراء مازالت خيوط المؤامرة ضد مدينة أشرف في العراق مستمرة و مازال نظام ولاية الفقيه يسعى و عبر شتى الطرق و الوسائل لإغلاق هذا المعسکر و تسليم ساکنيه من أفراد منظمة مجاهدي خلق عنوة الى السلطات الايرانية، جريمة التطاول و الاعتداء على مدينة أشرف، تکاد تتشابه نوعا ما مع قضية التطاول و الاعتداء السافر على اسطول الحرية، ومثلما کانت تلك جريمة ضد الانسانية و إنتهاکا فاضحا للقوانين و الاعراف الدولية في البحر، فإن هذه أيضا جريمة و إنتهاکا غير مبررا للقوانين و الاعراف الدولية على البر، وان کلا الجريمتين يطلان على العالم من نفس الشرفة، وان فصول المؤامرة في أشرف والتي قطعت أشواطا مختلفة لحقت من جرائها أضرارا بالغة بساکني أشرف أسفر عن وقوع شهداء و سقوط مئات الجرحى بينهم ناهيك عن إختطاف عشرات منهم و إحتجازهم بغير حق او سند قانوني، مازالت تجري على قدم و ساق وتؤکد العديد من الادلة و الشواهد إستنادا على معطيات کثيرة بأن نظام الملالي في طهران سيسعى بکل ماأوتي من جهد من أجل الضغط على الحکومة العراقية الحالية(المنتهية ولايتها)لإغلاق ملف أشرف بصورة نهائية بل وان ثمة مصادر دبلوماسية مطلعة في فينا ترى بأن النظام الايراني قد يلجأ في هذا الوقت الصعب لممارسة المزيد من الضغوطات المختلفة على حکومة نوري المالکي من أجل إغلاق معسکر أشرف وان احتمال إبرام ثمة صفقة سياسية بين الطرفين قد يکون واردا و مفيدا للطرفين، ولأجل ذلك فإننا نرى کمرجعية سياسية للشيعة العرب ضرورة الانتباه الى مايحدث في أشرف سيما في هذا الوقت الحرج و الحساس و أهمية نصرة ساکنيه من أفراد منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة لنظام ولاية الفقيه الذي لم تر الامتين العربية و الاسلامية من خير من ورائه وانما جنت وعلى الدوام أشواك مشاکله و أزماته المختلفة التي إختلقها و يختلقها هنا و هناك واننا نؤکد على ضرورة الربط بين الجريمتين و وضع النظامين تحت طائلة المسائلة و الاستجواب وانها أفضل فرصة من أجل لفت الانظار الى واقع نظام ولاية الفقيه و تسليط الاضواء على اوجه التشابه ال


*المرجع السياسي للشيعة العرب.