على خلفية نشر إيلاف مقابلة مع الناطق الرسمي لرئيس الوزراء العراقي والتي اشار فيها الى جذور رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم حسين سعيد الفلسطينية... يدور نقاش ساخن بين قراء إيلاف ما بين النفي والتأكيد، والتوسع في اضفاء الصبغة الطائفية على الموضوع من قبل الفريق المدافع عن سعيد واطلاق سيل من الاتهامات والتشكيك بأصول بعض الساسة العراقيين!
وقبل ان أقدم شهادتي عن القضية بحكم حصولي على معلومات من أحد جيران حسين سعيد في منطقة الاعظمية - بغداد حيث عاش هناك فترة طفولته وشبابه.. لابد من التأكيد على حقيقة أثبتتها الأحداث، وهي ان ليس بالضرورة ان يكون الانسان مخلصاً لوطن الأم الأصلي الذي ولد فيه.. بدليل مانراه من سلوك قسم من الساسة العراقيين وولائهم المفضوح لدول الجوار وخصوصا الى إيران وسوريا والعمل ضد مصالح وطنهم.
ثم ان اختيار البلد الذي ننتمي اليه ونخلص له ونحبه... هو حق مشروع للانسان في ان يختار الوطن الذي يعجبه بشرط ألا يكون على حساب الوطن الأصلي والأضرار به وخيانته.
أما ماأعرفه من معلومات بشأن جذور حسين سعيد.. فقد أكد لي أحد الأشخاص الذين عايشوه لمدة طويلة في نفس المنطقة الاعظمية - بغداد.. أكد هذا الشخص ان عائلة حسين سعيد بالفعل تعود جذورها الى فلسطين وتنتسب الى عائلة (العبد ) وقد هاجر والده الى العراق وتزوج أمرأة عراقية وانجب منها حسين وبقية افراد العائلة.
بغض النظر عن الاصول والجذور.. فان أخطر أعداء العراق الذين يسرقونه ويعبثون به ويبيعونه الى دول الجوار ويشاركون في تدميره ويذبح بعضهم البعض... هم العراقيون انباء الوطن الأصليين، ولكن ما يؤسف له هو نزول مستوى النقاش الى درجة صبيانية مضحكة في محاولة الدفاع من قبل الفريق المنحاز الى حسين سعيد وتصوير الأمر وكأنه صراع طائفي، وان سبب المشكلة يعود الى هدف الفوز الذي سجله سعيد في مرمى إيران قبل حوالي أكثر من 25 عاما، وعلى ما يبدو توجد اصابع خفية للضرب على الوتر الطائفي كنوع من الهروب وعدم مواجهة المشكلة الحقيقية!
فأساس المشكلة هو المماطلة في اجراء الأنتخابات من قبل حسين سعيد، فمنذ تشكيل الأتحاد عام 2004 بصورة مؤقته على ان تجري الأنتخابات خلال عام واحد من تاريخ تشكيله، ومازالت الأمور كما هي دون تغيير، وقد ازدادت المشكلة بأنتقال حسين سعيد للعيش في الأردن بحجة تعرض حياته للخطر في بغداد، واصبحنا امام حالة غريبة وفريدة في العالم بأن يدار اتحاد وطني هام من خارج العراق في الاردن، اضافة الى وجود ملفات فساد تحقق فيها هيئة النزاهة، والعديد من السلبيات والاخطاء.. جعلت بقاء سعيد في منصبة مسألة مستحيلة حتى لو استعان بالاتحاد الدولي الفيفا فهو لايستطيع العمل في وسط رياضي أغلبه يرفض وجوده ويريد التغيير.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات