الموقف المشرف و البطولي بمعنى الکلمة للفنان المبدع خالد الصاوي بقيادته لمظاهرة کبيرة تتکون من ٢٥ ألف متظاهر ضد نظام حکم الرئيس حسني مبارك، قد أعاد مرة أخرى الوجه المشرق للفنان الذي يلتزم قضايا شعبه و يجعل من نفسه مشروعا للتضحية من أجل التغيير الذي يطمح إليه الشعب.
خالد الصاوي، الذي أثبت انه رجل موقف و مبدئي من الطراز الاول، لمشارکته دور و فعل بالغ التأثير، ذلك ان خروج هکذا وجه معروف و بارز مع الشعب و عدم مبالاته بما سيملي عليه هذا الموقف الحاسم و الحساس من تبعات و تداعيات خطيرة لدى الاجهزة الامنية للنظام خصوصا وان الثورة لم تحسم بعد، وکذلك عدم إکتراثه بحياة الدعة و الهدوء التي کان يعيشها، کفيل بأن يلهب من حماس المصريين و يٶکد لهم عدالة و قوة قضيتهم التي إنتفضوا من أجلها بوجه النظام.
خالد الصاوي، وکذلك الفنان المتألق علي الحجار، عندما خرجا من الصمت و شارکا في عملية صنع الثورة(بعد أن کانت زيفا منحصرة بالعسکريين المغامرين في بلداننا!!)، أعادا الامل و الثقة للشعب المصري بالفنان الملتزم و ليس الذي يتاجر و يتلاعب و يتکيف وفق الظروف کما کان الحال مع ذلك الفنان المصري المشهور جدا والذي أدلى بتصريحات لصحيفة مصرية وصف من خلالها جموع المتظاهرين من أبناء الشعب المصري بالغوغاء لکنه وعندما وجد التظاهرات مستمرة و النظام يتزلزل و يتزعزع و يقدم التنازلات للشعب المنتفض، خرج ذلك الفنان الذي للأسف يحمل لقبا يظهر انه لايناسبه بالمرة ليبلع و يمسح و ينفي تصريحاته الآنفة و يٶکد وقوفه مع الشباب المصري وهو موقف إنتهازي قد بات محسوبا عليه ولن يتمکن من نزعه کما تنضو الافعى جلدها، ذلك أن هکذا مواقف لن تنطلي على الشعب المصري بشکل خاص و هو المعروف بنباهته و ذکائه و سرعة بديهته.
نظام الرئيس حسني مبارك والذي تربطه علاقات أکثر من وثيقة بمختلف الاطراف العربية و الاقليمية و الدولية، ليس هينا سقوطه او تلاشيه فجأة، ولذلك فإن هنالك عدد کبير جدا من الفنانين و الکتاب و المفکرين و الصحفيين يلتزمون موقف الصمت و ينتظرون لکي يعلموا الى أين تتجه الامور و بعدها يعلنون موقفهم تبعا لذلك، وان موقف الصاوي و الحجار کفيل بفضح المنتفعين الذين سيخرجون من أماکنهم الدافئة بعد أن تحسم الامور و يحلفون أغلظ الايمان بأنهم قد کانوا معهم ومن يدري فقد يختلق العديد منهم سيناريوهات تٶکد مشارکته في الثورة، لکن، وعلى الرغم من کل ذلك، فإن موقف خالد الصاوي، سيظل محفورا في الذاکرة المصرية بشکل خاص، و الانسانية بشکل عام بأحرف من نور، بإختصار، فإنك أيها الفنان الملتزم المبدع، قد دخلت التأريخ من اوسع أبوابه فهنيئا لك هذا الموقف الذي کنت فيه من السابقين وانك بحق أبن بار للشعب المصري و جدير بالتقدير و الحب.
- آخر تحديث :
التعليقات